شاء الله ذاك اليوم أن أتأخر في عملي وأدرك صلاة العصر بجامع حصة البكر بالمحرق والمشهور بشيخان الفارسي، وبمجرد ما انتهى الإمام من تسليمتيه قضيت ما فاتني من ركعات وفي هذه الفترة سمعت أحد المصلين يسلم على الآخر ويسأله عن صحته. رن ذاك الصوت في أذني، أتممت الصلاة وخرجت من الجامع أتلفت يمنة ويسرة أبحث عن صاحب ذاك الصوت فإذا برجل يقف وظهره إلي فتقدمته قليلاً ثم سلمت عليه فإذا به وبمجرد ما نظر إلي تذكرني بالاسم بعد مرور 22 عاماً. إنه مدرس اللغة العربية الذي علمني قواعد النحو والإعراب، قبلته على رأسه كيف لا أقبله وأنا لولا الله ثم توجيهاته خاصة ونصائح جميع المعلمين الذين نهلت من منهلهم الخالد لم أصل إلى ما وصلت إليه. تذكرني وذكر اسمي بصوته الحاني ولفظة ياولدي التي لا تفارقه ثم سأل عن أحوالي في الدنيا ثم سريعاً ما يعود إلى طبعه وإلى مواصلة مسيرته التعليمية حتى بعد تركه إياها وهو ممسكاً بيدي والحنان يملأ كفه وروح الأبوة تغمرني بكلماته الناصحة التي يحثني فيها على الاستزادة من تحصيل العلم. شكراً لك يا أستاذي الغالي والحبيب إلى قلبي أحمد الجودر مدرس اللغة العربية، فشرف كبير لي أن أكون في ذاكرتك بعد هذه السنين الطويلة، شكراً لكل ما قدمت لي ولجميع طلابك، شكراً لك ولجميع المدرسين الذين وضعوا لنا خارطة الطريق لكي نسير عليها في حياتنا بعد توفيق الله.لو ملأت الصفحات كلها لن أوفيك حقك، أتمنى أن يكون لي لقاءات مستمرة غير منقطعة معك ومع جميع أساتذتي الذين لهم فضل علي وأسأل الله أن يغفر لمن وافته المنية منهم وأن يجزيه خير الجزاء. أكاد أن أبكي من هذه الذكريات الجميلة وبالتأكيد لن أنسى أياً منهم مهما طال الزمان أو قصر. تحياتي لك أستاذي الحبيب ولجميع المعلمين والمعلمات المحبين لوطنهم وطلابهم.ابنك وتلميذك المحبياسر
بعد 22 عاماً ينادي المعلم تلميذه بالاسم
10 مارس 2013