كتب - جعفر الديري: حصد المسلسل التركي الشهير «فاطمة» جموعاً غفيرة من المشاهدين في عالمنا العربي، ورغم أن المسلسل يثير علامات استفهام كثيرة، وملاحظات غاية في الحساسية، يظل نجاحه مدعاة موضوع شيق للحديث، يكشف عن جملة أمور تخص المشاهد العربي. قصة المسلسل ليست جديدة ولا مبتكرة، وأداء الممثلين لا يختلف عن أداء مبدعين آخرين، ومع ذلك أقبل الناس باهتمام على متابعة حلقاته، بل والقيام بمونتاجات كثيرة تجمع بين بطلي المسلسل فاطمة وكريم، فما السبب؟.قصة الحب بين فاطمة وكريم هي الاحتمال الأرجح، وإذا ما أخذنا بهذا الاحتمال فإن شغف العرب بقصص الحب، يحمل في طياته تساؤلاً عن حقيقة وجود مثل هذا الحب بين فاطمة وكريم في حياة العربي؟ فهل هو موجود فعلاً أم أنه محض خيال؟!. البساطة أولاً يؤمن عباس يوسف بوجود محبين مثل فاطمة وكريم لكن ليس اليوم، بل في زمن كانت فيه حياة الناس بسيطة وغير معقدة ولا مركبة. ويرى أن حكاية الحب بين فاطمة وكريم في المسلسل الشهير، ما هي إلا محض خيال وأمل بوجود محبين على هذه الشاكلة، وليس واقعاً يعيشه الناس. وحول رؤية البعض أن هناك قصص كثيرة نقرأها في الجرائد والمجلات، تؤكد وجود هذا الحب، يؤكد يوسف أنها أنانية وليست حباً «ما نقرأ عنه أن هناك مراهقاً يحب فتاة يطارد أهلها للفوز بها.. هل هذا هو الحب؟! الحب أسمى من أن نضعه بين مراهقين». هالة أسطورية موسى جعفر شاب يتوق لبيت تقوم دعائمه على الحب والمودة يقول «الحب واقع، وإن تباينت درجاته بين محب وآخر، وحكاية فاطمة وكريم، لم تنسج فوق القمر، ربما بالغ المسلسل وأضفى هالة أسطورية على قصة الحب، لكننا في النهاية احتفظنا بصور رائعة عن حب عميق صمد أمام رياح المؤامرات». ويرى جعفر أن إقبال الناس والشباب خاصة على مسلسل فاطمة، يدل على نفوس تتوق للحب «هو أمر إيجابي، أن تجد الناس يحلمون بحبيب يبادلهم مشاعرهم الصادقة، ويمضي معهم في طريق الحياة الصعبة». ضحك على الذقون ويتهم عادل حبيب وهو رجل في طور الكهولة، المنتجين بسطحية العرض، وهو رغم إيمانه بوجود الحب، يجد في مسلسل «فاطمة» ضحكاً على الذقون، واستهزاءً بالشباب.ويتساءل «متى يمكن للإنسان أن يتيقن أنه يحب إنساناً حباً حقيقياً؟ أليس بعد أن يكون قد تعلم من خبرات الحياة الكثير؟ فما بال المسلسلات تعرض لنا قصص الحب وكأنها تخص الشباب وحسب، والجميع يعلم أن الشباب متقلبين في مشاعرهم وأهوائهم، دون أن تعنى ببيان الحب الحقيقي لمن تعدوا مرحلة الشباب وأصبحوا أقدر على تبين مشاعرهم، لكن للأسف تظل شركات الإنتاج مؤسسات خاصة كل ما يهمها الربح». في مهب الريح ولا تعتقد سوسن صالح أن الشباب مؤهلون هذه الأيام للحب الحقيقي، مدللة على ذلك بأنهم يتأثرون بكل ما يعرض على الشاشة، وليس أدل على ذلك من أن كريم وهو بطل المسلسل، تحول إلى معبود للفتيات وفاطمة إلى منية الشباب، ومن قبل كان يحيى وكانت سمر، وكذلك مهند ونور.وتتساءل «كيف يمكن الوثوق أن الشباب قادرون على معرفة الحب الحقيقي؟ كيف لنا أن نثق بهم وهم ورقة في مهب الريح؟ لا يستقرون على حال».
«فاطمة».. قصة من وراء الشمس
12 مارس 2013