مع التطور الحاصل في العصر الحديث والانتشار السريع للتكنولوجيا يصاحب ذلك أحياناً بعض المفاهيم أو المعتقدات الخاطئة، ومن تلك المفاهيم الخاطئة ما هو مرتبط برياضة رفع الأثقال النسائية. ولا عجب أن تشعر النساء والمجتمع بالخوف والقلق من ممارسة النساء لرياضة رفع الأثقال وخاصة المجتمع الشرقي، هناك نساء في قمة الجمال والرشاقة يمارسن رياضة رفع الأثقال ومن هذا المنطلق سنذكر بعض هذه المفاهيم ونحاول تصحيحها. 1) المفهوم الخاطئ الأول: أن رياضة حمل الأثقال تؤدي إلى الضخامة وافتلال العضلات. لأن النساء لا يستطعن إنتاج هرمون التستسترون طبيعياً والذي يعتبر أحد أهم الهرمونات المسؤولة لتكبير العضلات وبكميات كبيرة مثل الرجال فإنه من المستحيل للنساء اكتساب كتلة العضلات بمجرد حمل بعض الأوزان، ولسوء الحظ أن الصورة التي تكونت في أذهان الناس هي للنساء المحترفات في رياضة كمال الأجسام وليس رفع الأثقال. كما إن هناك بعض النساء يحملن الموروثات التي تجعل العضلات تكبر بعد التدريب لساعات في النادي الصحي أو استعمالهن لمواد محفزة مثل الأوستيرويد.2- المفهوم الخاطئ الثاني: أن رياضة رفع الأثقال تؤدي إلى تكبير حجم الصدر لدى النساء.ومن المعلوم أن صدر النساء يتكون من الأنسجة الشحمية ولهذا السبب لا يمكن زيادة حجم الصدر لمجرد ممارسة رياضة حمل الأثقال، هناك وسيلتان لتكبير حجم الصدر وهما:أ- زيادة كمية الشحوم في الجسم.ب- أو من خلال عملية تكبير الصدر.والجدير بالذكر أن ممارسة الرياضة المنتظمة تؤدي إلى حرق الشحوم في الجسم وبالتالي إلى تقلص حجم الصدر وليس إلى التضخم، كما يعتقد كثير من الناس عكس ذلك.3- المفهوم الخاطئ الثالث: أن رياضة رفع الأثقال تجعل النساء صلبات جسدياً. إذا ما قامت المرأة بجميع تمارين إطالة العضلات بحيث تؤدي حركة المفاصل وتمديدها إلى أقصى مجال للمفصل ستزيد من مرونة المفاصل. 4- المفهوم الخاطئ الرابع: أن كثيراً من الناس يعتقدون أن التوقف عن رياضة رفع الأثقال تجعل العضلات تتحول إلى شحوم.والصحيح أن العضلات والشحوم هي أنسجة مختلفة كلياً, فالعضلات لا تتحول إلى شحوم والعكس صحيح، وفى الحقيقة الذي يحدث عند التوقف عن رياضة رفع الأثقال هو أنهم يبدؤون في فقدان كتلة العضلات نتيجة عدم الحركة وكذلك بسبب ترك الحمية المتبعة, وبالتالي تتراكم الشحوم في الجسم والذي يترآ للناس أن العضلات تتحول إلى الشحوم.5- المفهوم الخاطئ الخامس: أن النساء بحاجة للياقة القلب والرئة فقط، وفى حالة إذا قررن ممارسة رياضة رفع الأثقال يجب أن تكون الأثقال خفيفة.وفى حالة ممارسة تمارين القلب والرئة فقط فإن الجسم سيحرق الشحوم وإذا وصل إلى مرحلة حرق البروتينات سيستعمل العضلات كمصدر للبروتينات، العضلات تستجيب للمقاومة فإذا كانت المقاومة بسيطة فلن يتغير شكل الجسم. 6- المفهوم الخاطئ السادس: إذا كنت تمارس الرياضة فتستطيع أن تأكل ما تشاء. الاختلاف في عمليات الأيض من شخص إلى آخر تقرر حرق كمية السعرات الحرارية في الراحة وفي حالة عمل التمارين, ففي حالة أكل سعرات حرارية أكثر من حرقها يؤدي ذلك إلى تخزينها كدهون وبالتالي إلى شحوم، والعكس صحيح. وهنا ننصح قبل ممارسة أي نوع من الرياضة أن يجرى الفحص الطبي قبل ممارسة الرياضة للجميع وبعد ذلك يتم إجراء فحوصات دورية لجميع الرياضات وللرياضيين. وختاماً فإن رياضة رفع الأثقال النسائية هي من الرياضات الحديثة مما أدى لارتباطها بمثل تلك المفاهيم والمعتقدات الخاطئة بسبب الإشاعات أو بسبب الممارسات الخاطئة للرياضة.مقدم طبيب عادل الشيخاختصاصي الطب الرياضي وإصابات الملاعب (العظام).
المفاهيم الخاطئة لرياضة حمل الأثقال النسائية
12 مارس 2013