الحديث عن الخلايا النائمة الإيرانية في الخليج ومنها البحرين يبدو في بداية الأمر لغير المختصين أمر مبالغ فيه أو يأتي في سياق التضخيم أو المبالغة، إلا أن الأدلة على تلك الخلايا بدأت تزداد وتظهر للعيان بشكل واضح. وتحدثت تقارير عديدة عن أن إيران قد تلجأ إلى تنشيط الخلايا النائمة خلال الفترة المقبلة، وذلك نظراً لاحتمال وشيك لسقوط النظام السوري الذي تدعمه طهران عسكرياً ومادياً. ص ولعل أبرز تلك الأدلة الاعترافات التي أدلى بها الدبلوماسي والقنصل الإيراني المنشق عادل الأسدي (القنصل الإيراني في دبي حتى عام 2003)، حيث كشف في حديث للعربية نت عن تفاصيل تجنيد وتدريب مواطنين من دول خليجية في إيران. وأكد الأسدي في حديث نشر في عام 2007، وجود خلايا إيرانية نائمة في الخليج، حيث تدرب إيران مواطنين من دول خليجية، وتتصل بهم ليأتوا إلى إيران ويخضعوا لتدريب عسكري وأمني، ثم بعد ذلك يرجعون إلى بلدانهم في وضع جاهز لتنفيذ ما تأمرهم به إيران. وكشف الأسدي، بحكم عمله الدبلوماسي، عن الطريقة التي يتم فيها تسفير مواطنين من دول خليجية إلى إيران، قائلاً: لا يدخلون إيران بجوازاتهم وإنما يحمل كل شخص ورقة خاصة يدخل بها إيران دون أن يظهر أنه قد ذهب إلى إيران، وهذا الأسلوب لدينا في وزارة الخارجية الإيرانية، حيث يذهب شخص مثلاً لبلد ثالث مثل بريطانيا ومن هناك السفارة الإيرانية تعطيه ورقه خاصة بموجبها يذهب إلى إيران وعندما يرجع لبلده لا يظهر أنه كان في إيران.إدخال أسلحة إلى البحرينووصف عملية وصول الأسلحة إلى الخلايا النائمة في الخليج بالسهل جداً. وأوضح: في زمن وجودي في مجلس الشورى الإسلامي كنت في لجنة السياسة الخارجية يوم كان الدكتور ولايتي وزيراً للخارجية، وطلبنا مساعد الوزير أمام اللجنة، وسألناه ماذا حصل في البحرين مع حراس الثورة، فقال إنهم أرسلوا بضائع للبحرين في سفينة خاصة وهذه البضائع كانت عبارة عن أسلحة مرسلة إلى مجموعات داخل البحرين. وقال إن "الخلايا النائمة كثيرة جداً وعملهم الآن يتركز على نقل أخبار وأمور أخرى للحكومة الإيرانية وستستيقظ الخلايا وفق حاجة الحكومة الإيرانية”.وأشار إلى أن الكثير من الدبلوماسيين الإيرانيين هم أصلاً من عناصر الأمن، لكنه نفى أي علاقة سابقة له بالأمن الإيراني أو الحرس الثوري.وأكد أن طهران تعمل على تشكيل الخلايا النائمة بدءاً من سفاراتها”في الدول العربية والخليجية، وتعمل الأجهزة الاستخباراتية في السفارات والممثليات الإيرانية على استقطاب وتجنيد العناصر الشيعية المتطرفة التي تدين بالولاء إلى النظام الإيراني على حساب ولائها لأوطانها. ومن ثم يتم إرسال هذه العناصر إلى إيران عبر دولة ثالثة، دون أن تختم جوزات سفرهم. وهناك تنظم لهم دورات تدريب عسكرية واستخباراتية وسياسية وأيديولوجية”. وزاد "إن رجال الاستخبارات المتواجدين في السفارات والممثليات والمراكز الثقافية والتجارية والمدارس والمستشفيات والنوادي والمؤسسات التابعة للنظام الإيراني في الخارج يضطلعون بدور أساسي في هذا الخصوص”، موضحاً أن فيلق القدس هو من يتولى عملية التدريب سواء في إيران أو خارجها. الكشف عن الخلايا النائمةاستطاعت دول الخليج أن تلقي القبض على عدد من الخلايا النائمة خلال السنوات المنصرمة، حيث تم إلقاء القبض في الكويت على أحدها، وفي قطر تم إلقاء القبض على خلية بحرينية (سلمتها قطر للسلطات البحرينية) كانت تخطط لارتكاب عمليات إرهابية داخل البحرين واستهداف مبنى وزارة الداخلية ومقر السفارة السعودية بالمنامة، وجسر الملك فهد الرابط بين البلدين، حيث كشف التحقيقات أن المتهمين نسقوا مع جهات عسكرية في الخارج من بينها الحرس الثوري وقوات الباسيج بإيران لتدريب العناصر المنخرطة في الجماعة على استخدام الأسلحة النارية والمتفجرات تمهيدا لاستعمالها في تنفيذ مخططاتها، وأنهم يعتمدون في الإعداد لتحقيق أغراض الجماعة على ما يتلقونه من دعم مالي من الخارج. «خلية الجسر» تلقت تدريبات في إيرانوكشفت تحقيقات النيابة البحرينية وواقع اعترافات بعض المتهمين عن أن عبدالرؤوف الشايب وعلي مشيمع أنشآ هذه الجماعة بالتنسيق مع المتهمين بغرض ارتكاب عمليات إرهابية داخل البحرين. كما كشفت التحقيقات في البحرين أن ما عرف باسم "خلية الجسر” حيث بدأ قياديو الجماعة في تنفيذ مخططهم وذلك بإيفاد أعضائها إلى إيران لتلقي التدريب العسكري على دفعات، حيث سبق أن سافر أحدهم والتقى من يدعى "سد قصير” المرتبط بالحرس الثوري والباسيج وتلقى هناك تدريباً على استخدام الأسلحة والمتفجرات، وأنه تسلم آنذاك من عناصر إيرانية مبالغ مالية لتمويل الجماعة، فيما كان بعض المتهمين الذين قبض عليهم بمعرفة السلطات القطرية في طريقهم إلى التدريب. وضبطت سلطات الأمن القطرية مجموعة من الوثائق مع الخلية الإرهابية تتضمن ما يشير إلى أن مخططاتهم تتضمن إحداث قلاقل على نطاق واسع في دول الخليج الأخرى وليس البحرين فقط، وأنها على علاقة مع خلايا نائمة في السعودية والكويت.واعترف أحد المستأنفين في التحقيقات أن الخلية تلقت دعماً مالياً وأن تدريبات أعضاء الخلية ستشكل مع إيران مراكز تدريب تابعة لـ "حزب الله” في البقاع بمساعدة المخابرات السورية. ويواجه ثلاثة من المستأنفين أنهم في الفترة من يونيو حتى أكتوبر2011، تخابروا مع من يعملون لمصلحة دولة أجنبية للقيام بأعمال عدائية ضد مملكة البحرين بأن تخابروا مع مسؤولي الحرس الثوري الإيراني وجيش الباسيج، فأمدوهم بمعلومات تتعلق بالشأن الداخلي لاستهداف المنشآت الحيوية والحساسة، وضرب مقر وزارة الداخلية وجسر الملك فهد بالإضافة إلى السفارة السعودية بالمملكة،?? ونظموا وأداروا على خلاف أحكام القانون، جماعة الغرض منها الدعوى إلى تغيير النظام السياسي في الدولة بالقوة وتعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع السلطات العامة من ممارسة أعمالها، وكذلك الاعتداء على الحريات الشخصية والحقوق العامة، والإرهاب من وسائلها في تحقيق أغراضها بأن ألفوا الجماعة سالفة الذكر، وأمدوها بالأموال اللازمة، كما دربوا أعضاءها على استعمال الأسلحة والمتفجرات لتنفيذ مخططاتهم في استهداف المنشآت الحيوية والحساسة بالبلاد، مع مقاومة السلطات بغرض الإخلال بالأمن العام وزعزعة الاستقرار في البلاد.ووجهت?? النيابة إلى المتهمين جميعاً أنهم انضموا إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون تولى ثلاثة متهمين قيادات فيها، الغرض منها الدعوة إلى تغير النظام السياسي في الدولة بالقوة وتعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع السلطات العامة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحريات الشخصية والحقوق العامة والخاصة، وكان الإرهاب من وسائلها في تحقيق أغراضها بانضمامهم إلى الجماعة مع علمهم بأغراضها ووسائلها، كما أسندت ?? للمتهمين أنهما جمعا أموالاً للجماعة سالفة البيان مع علمهما بممارستها لأنشطة إرهابية، وللمتهم تهمة تلقي التدريبات على استعمال الأسلحة للاستعانة بها في ارتكاب عمليات إرهابية بتلقيه تدريبا لدى تنظيم عسكري في الخارج على استعمال تلك الأسلحة بغرض استخدامها في نشاط الجماعة.ووجهت للمتهمين الأول والثاني أنهما اشتركا بطريق التحريض والاتفاق والمساعدة مع المتهم الرابع في ارتكاب جريمة تلقي التدريب بأن حرضا واتفقا على مساعدته بارتكابها، بإمداده بالأموال اللازمة، وسهلا له السفر والالتحاق بالتنظيم العسكري في الخارج للتدريب، كما وجهت النيابة ??لكل من المتهم الخامس والسادس تهمة مغادرة البلاد بطريقة غير مشروعة وذلك دون حصولها على إذن من مأمور الهجرة، وساعد ثلاثة متهمين آخرين المتهمين على ارتكاب تلك التهمة.القبض على شاب إيراني في أحداث شغبوكانت السلطات الأمنية البحرينية ألقت القبض أيضاً على شاب إيراني إثر مشاركته في تجمهر وأعمال شغب بمنطقة الدير، في الثاني من شهر أغسطس المنصرم. ووجهت النيابة العامة للشاب تهمة الاشتراك في تجمهر بهدف الإخلال بالأمن العام، والاشتراك في أعمال شغب والاعتداء على جسم رجال الأمن. أعمال التخريب تنتهج أسلوب الحرس الثوري وحزب اللهلوحظ في الفترة الأخيرة أن مواجهات الإرهابيين مع رجال الأمن تحمل طابع الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني بما يؤكد وجود عناصر وخلايا نائمة تتبع لهاتين المنظمتين الإرهابيتين في البحرين.