تأسست منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في ديسمبر 1946 بفضل تصويت بالإجماع في الدورة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة. وتقرر وقتئذ أن يقدم صندوق الأمم المتحدة الدولي لرعاية الطفولة، كما كان يعرف آنذاك بتقديم إغاثة قصيرة الأجل للأطفال في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية في أوروبا.وكانت اليونيسف، كما هي الآن، تموَّل بالكامل من التبرعات، وعندما لُبيت احتياجات أطفال أوروبا فور انتهاء الحرب، ظن كثيرون أن اليونيسف يجب أن تنتهي، إلا أن الأطفال في مختلف أنحاء العالم كانوا يواجهون دوامة مستمرة من المرض والفقر تحبط التنمية العالمية، وكانت مهمة اليونيسف هي مهمة قيمة ولاتزل لا تقدر بثمن وكانت حجته هي الغالبة.ففي الوقت الذي أصبحت فيه اليونيسف جزءًا دائماً من الأمم المتحدة في عام 1953، كان عمر تلك المنظمة سبع سنوات، حيث كانت تعمل في حوالي 100 بلد. وفي عام 1959، جاء في إعلان الأمم المتحدة لحقوق الطفل أن ما يعانيه ملايين من الأطفال من جوع وفقر ومرض وتمييز وجهل إنما يشكل انتهاكاً لحقوقهم الأساسية، ومن ثم تغيرت حياة الأطفال إلى الأبد.وتقرر أن تقدم اليونيسف ما هو أكثر من مجرد الإغاثة الإنسانية. ففي الستينات والسبعينات من القرن العشرين أصبحت قضايا التغذية والصحة والتعليم والأسرة مجالات تركيز إضافية لليونيسف. وفي تلك الفترة كان نصف إنفاق اليونيسف يكرس للتعلم، وأصبحت اليونيسف محط أنظار العالم في سنة 1965 لنيلها جائزة نوبل للسلام وثبتت فعالية إدخال استراتيجيات غير باهظة التكلفة من قبيل تقديم المغذيات الدقيقة واليود وفيتامين (أ) ومقويات الحديد من أجل إنقاذ الأرواح.ورغم عقود من العمل الإنساني، وبحلول عام 1980 توفي حوالي 15 مليون طفل لأسباب يمكن منعها كل عام. ففي هذا الوقت، بدأت ثـــورة بقـــاء الطفـل علـــى قيـــد الحيـاة. وقامت اليونيسف بتنظيم (أيام الهدوء) لتحصين الأطفال في المناطق التي تشهد صراعات وأصبح شعار (التعليــــم للجميـــع) صيحة استنفار من أجل التنمية العالمية ووجد الأطفال والنساء بأن الحروب وأعمال العنف، والانتشار وباء فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) تحاصر حياتهم بدرجة متزايدة.وأصبحت اتفاقية حقوق الطفل، التي اعتُمدت في عام 1990 من أكثر المعاهدات الدولية التي اعتُمدت دولياً في التاريخ. وقد ضم مؤتمر القمة العالمي من اجل الطفل اكبر تجمع لقادة العالم وتُعرِّض النزاعات وأعمال الإبادة الجماعية الأطفال للخطر نتيجة للألغام الأرضية والمجاعة والاتجار بهم، كما تحرمهم من حقهم في أن ينعموا بطفولتهم.ولقد كانت الأهداف الإنمائية للألفية التي وُضعت في عام 2000 بمثابة مشروع للتنمية العالمية حتى سنة 2015. ومنذ بداية القرن الجديد احتلت مشاركة الشباب مركز الصدارة في الدورة الاستثنائية للأمم المتحدة المعنية بالأطفال وكان لوباء فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) الشامل تأثير على حياة الأطفال لم يكن له مثيل من قبل، مما شكَّل تحديات جديدة فيما يتعلق بالتقدم الاجتماعي.وما بدأ كتجربة مؤقتة قبل 66 عاماً قد أصبحت اليونيسف الوكالة الرائدة في العالم فيما يتعلق بشؤون الأطفال. واليوم، تعمل اليونيسف في أكثر من 190 بلداً، بحيث تعمل مع الناس والشركاء لجعل العالم مكاناً أفضل للأجيال القادمة.
معاً من أجل الأطفال
13 مارس 2013