«حولوا حدائقنا العامة لمقابر»، يقول محمد أسد حاملاً المصحف ومتوجهاً إلى قبر نجله الأكبر داخل حديقة في دير الزور بشرق سوريا، حيث تستقبل حديقة المشتل كل يوم ضحايا جدداً للنزاع الذي يمزق سوريا منذ قيام الحركة الاحتجاجية المناهضة للرئيس بشار الأسد قبل عامين، سواء كانوا رجالاً أو نساء أو أطفالاً أو حتى مقاتلين في ريعان الشباب. بدورها، تبكي أم محمد ابنها البالغ أحد عشر عاماً والذي قضى في القصف قائلة «آتي كل يوم من طلوع الشمس حتى قرابة الساعة الرابعة لأكون مع صغيري. إنها طريقتي لأكون إلى جانبه. أرافقه، أتلو عليه آيات قرآنية وأتحدث إليه».