كتبت ـ عايدة البلوشي:درجت العادة على اعتبار «البلكونة» صالة مفتوحة على الهواء الطلق، يهرب إليها الناس من جو المنزل الخانق، ويقضون فيها ساعات طويلة حتى ساعات الفجر الأولى.في البحرين وتحديداً في أشهر الصيف القائظة لا مجال لولوج «البلكونة» حتى، ولكن أشهر الشتاء معتدلة الحرارة تتيح هذه التجربة، ومع ذلك تجد «البلكونات» خاوية على عروشها على مدار العام، ومع ذلك يصر الجميع على بنائها واستكمال ديكوراتها وتزويدها بالكراسي والجلسات!.جزء مكمل للبيتأغلب البحرينيين وعند بناء بيوتهم يلفتون نظر المقاول إلى أن يضع في اعتباره وجود «البلكونة»، باعتبارها فسحة تتيح له الإطلالة على الشارع والجلوس مع أفراد العائلة ساعة من نهار أو ليل، ومع تكامل بناء المنزل ومع «البلكونة» طبعاً، تصبح «البلكونة» مجرد جزء زائد من المنزل لا ينتفع به. ويرى ماجد سلمان في غياب «البلكونة» عن المنازل إشارة حزينة «تعني تراجع رغبة الناس في التواصل مع الآخرين والعزلة داخل بيوتهم، وهذا ما لم يكن موجوداً في السابق». عند بناء بيته الجديد وضع ماجد في اعتباره وجود «البلكونة»، وبعد تفكير وتمحيص «خطرت لي فكرة أنها ربما تزعج بعض الجيران ففضلت الاستغناء عنها».ويشاركه الرأي محمد إسماعيل «لا شك أن البلكونة جزء من المنزل، ورب الأسرة يحرص دوماً عند بناء منزله التأكيد على المقاول بضرورة وجود البلكونة، ويحرص أن تكون المساحة مناسبة ويصمم لها ديكورات ويضع فيها الأثاث اللازم» ويضيف «رغم كل هذه التكاليف إلا أن الكثير من الأسر البحرينية لا تستخدم البلكونة وهي مجرد ديكور».خاوية على عروشها ويقول عيسى سعد إن استخدام «البلكونات» تراجع في المجتمعات الخليجية عامة والبحرين خاصة «هناك عزلة اجتماعية في المجتمع تفرض نفسها، مردها انشغال أفراد الأسرة طوال النهار بأعمالهم ووظائفهم، حيث يعود الأب أو الأم من العمل مرهقاً ويحتاج لقسط من الراحة لذلك نجد البلكونة مجرد مكان لا يستخدمه أحد».يفضل عيسى وجود البلكونة في المنزل «لأنها جزء أساس من البيت، وكثيراً ما ألجأ إليها في أيام الإجازات لقراءة الجرائد والكتب في الهواء الطلق». أسرة سالم محمود لا تستخدم «البلكونة» نهائياً «الأبناء غالباً ما يكونون في غرفتهم، نتجمع في الصالة، والبلكونة لا نستخدمها مطلقاً، بل تحولت مع الوقت إلى مخزن نضع فيها ما لا نستخدمه من البضائع مكنسة وكراس وما شابه».ويرد سالم أسباب عدم استخدام «البلكونة» إلى الانشغال «أصبحنا مجتمعاً انعزالياً لا نملك الوقت للجلوس في البيت خاصة الشباب، ونجد البلكونات مجرد مساحة موجودة في المنزل». ويعلق عبدالله علي «في الواقع تراجع استخدام البلكونات في المجتمع البحريني، رغم أهمية هذه المساحة التي غالباً ما تعطي انشراحاً حيث تكون مطلة على الخارج» ويضيف «عندما كنت أعمل لا أجد متسعاً من الوقت للجلوس في البلكونة، ولكن بعد التقاعد أصبحت البلكونة مقري وملجأي الدائم، كثيراً ما أجلس فيها في الفترة الصباحية».