كتبت ـ عايدة البلوشي:أطفال أيام زمان اعتادوا على تجميع ما يحصلون عليه من نقود داخل «حصالة»، وعندما يصبح المبلغ «محرزاً»، يكسرونها ويعدون ما بداخلها ثم يشترون بالمبلغ ألعاباً وما شابه.اليوم اختلف الحال وباتت رغائب الصغار تلبى في التو والساعة، ولكن مع ذلك يحتفظ كل صغير بـ»حصالة» في سلة ألعابه أو داخل خزانة ملابسه، ولكنها في غالب الأحيان فارغة كجيب الفقير!.«الحصالة» لعبة! عائشة أحمد أم لثلاثة أطفال تقول «لم يعتد أطفالي على جمع النقود واستخدام الحصالة من أجل شراء أغراضهم الشخصية أو حتى ألعابهم، ربما لأننا لا نترك لهم الفرصة، فبمجرد أن يطلب الطفل أي لعبة جديدة نحضرها له فوراً، لأننا لا نريد أن نشعرهم بأنهم أقل من غيرهم، سيما أن الطفل حين يدخل المدرسة يبدأ بمقارنة نفسه بأقرانه». وردت أم حمد أسباب اختفاء «الحصالة» أو تغير مفهومها واستعمالاتها، إلى تسارع إيقاع الحياة نفسها، حيث باتت تجبر الكبار على تلبية رغبات وطلبات صغارهم دون مماطلة أو تأخير. ويقول سلمان محمد «لم يعتد أطفالي جمع أموال كبيرة في حصالات، فهم يحبون وجودها في الغرفة، سيما أنها باتت تصنع على شكل شخصيات كرتونية يحبونها، لكن الموضوع بالنسبة لهم مجرد تسلية، فلا يتعاطون معها بطريقة جدية، ولا يصبرون فترة طويلة كي يفتحوها ويأخذوا ما تحتويه من أموال».وتشاركه ليلى محمود الرأي «يعد شكل الحصالة المحفز الأول للطفل للادخار، كانت الحصالة قديماً تصنع من الفخار أو المواد القابلة للكسر، وتطورت مع الوقت لتصبح بلاستيكية أو مصنوعة من مواد معدنية أو حتى ورقية، كما بدأت تأخذ أشكال الشخصيات الكرتونية التي يشاهدها الأطفال في التلفزيون» ويضيف «الدراسات أثبتت أن شكل الحصالة يؤثر في علاقة الطفل بها ونسبة ادخاره، ووجودها في غرفته يعد أساسياً». مفهوم الادخاراشترت منى علي «حصالة» لطفلها الصغير البالغ من العمر 5 سنوات «فقط لأعلمه مفهوم الادخار، لأنه من المهم أن يكون لدى الأطفال الوعي الكافي لتشكيل هذه الثقافة».وتقول «حتى لو لم يتمكن من جمع أموال كبيرة، فإنه يزيد المبلغ يوماً بعد يوم بحرص، وبالمحصلة يشتري لعبته المفضلة، كطريقة تحثه مستقبلاً على أهمية الادخار في حياة الإنسان».محمد حسن علم ابنه حسن مفهوم الادخار من خلال «الحصالة» ويقول «دائماً يضع جزءاً من مصروفه فيها، وأيضاً ما يحصل عليه من النقود في الأعياد».طفلي تعلم مفهوم الادخار «قررت أن أوسع هذا المفهوم فأردت أن أعلمه ماذا بعد الادخار؟ وماذا نفعل بهذه النقود؟». ويضيف «عندما نظمت هيئة تلفزيون البحرين حملة لإغاثة سوريا، اقترحت عليه أن يساعد الأطفال من خلال حصالته، تحمس للفكرة أخذته إلى موقع التبرع في مدينة عيسى ليسلم حصالته هناك».
كلاهما فارغ.. «حصالة» الأطفال وجيب الفقير!
20 مارس 2013