عواصم - (وكالات): أعلن القائد الأعلى لقوات الحلف الأطلسي الأميرال الأمريكي جيمس ستافريدس أن بعض دول الحلف تنوي بشكل فردي القيام بعمل عسكري في سوريا لكن أي تحرك للحلف سيتبع «ما حصل في ليبيا»، فيما طالبت دمشق والمعارضة السورية المجتمع الدولي بالتحقيق في استخدام سلاح كيميائي للمرة الأولى في النزاع وتبادل الطرفين المسؤولية عن ذلك، في يوم أعلنت شخصيات معارضة تعليق عضويتها في الائتلاف الوطني احتجاجاً على طريقة اختيار رئيس الحكومة المؤقتة. في غضون ذلك، قام الرئيس بشار الأسد بزيارة مفاجئة إلى مركز تربوي للفنون في دمشق التي تشهد بعض أحيائها، كما غيرها من المناطق السورية، أعمال عنف متواصلة. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية السورية «سانا» أمس عن وزارة الخارجية قولها إن «حكومة دمشق طلبت من الأمين العام للأمم المتحدة تشكيل بعثة فنية متخصصة ومستقلة للتحقيق في حادثة استخدام الإرهابيين للأسلحة الكيميائية في خان العسل في محافظة حلب» شمال البلاد. ويأتي الطلب غداة اعتبار الوزارة في رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس مجلس الأمن الدولي أن «تقاعس المجتمع الدولي هو الذي شجع تلك المجموعات الإرهابية على المضي قدماً في ارتكاب جريمتها النكراء».وكان النظام السوري اتهم مقاتلي المعارضة باستخدام «صاروخ يحمل مواد كيميائية» في منطقة خان العسل في ريف حلب الغربي، ما أدى في آخر حصيلة رسمية سورية إلى سقوط 31 قتيلاً هم 10 عسكريين و21 مدنياً. ولقي الاتهام صدى لدى حلفاء دمشق، في حين اعتبرته الولايات المتحدة بلا دليل. ودانت طهران بشدة عبر الناطق باسم وزارة الخارجية رامين مهمانبرست «استخدام أسلحة كيميائية من قبل مجموعات متمردة سورية في حلب»، معتبراً أن الدول الداعمة للمعارضة «ستكون المسؤولة الرئيسة عن هذه الأعمال إذا تكررت». وأتى الموقف الإيراني غداة إعلان موسكو، أبرز الحلفاء الدوليين للنظام السوري، أنها حصلت على معلومات تفيد باستخدام المعارضة سلاحاً كيميائياً، معربة عن شعورها «بقلق بالغ» بهذا الشأن. أما الولايات المتحدة، فقالت على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني «ليس لدينا أي دليل يدعم الاتهامات الموجهة إلى المعارضة باستخدام أسلحة كيميائية». وغداة نفي الجيش السوري الحر الاتهام، دان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في بيان «هذا الهجوم اليائس»، محملاً نظام الرئيس الأسد «المسؤولية الكاملة» عنه.من جهته، قال السفير الأمريكي لدى دمشق روبرت فورد إنه لا يوجد دليل حتى الآن يدعم التقارير عن استخدام أسلحة كيماوية في سوريا.من جانبه، أكد وزير الاستخبارات والشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي يوفال ستاينتز أنه تم استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، سواء من قبل الحكومة أو المتمردين.وقالت بريطانيا إن التقارير الواردة عن شن هجوم بالأسلحة الكيماوية في سوريا يعزز الدعوة لتخفيف حظر على الأسلحة يفرضه الاتحاد الأوروبي على سوريا.من جهة أخرى، انتخب الائتلاف غسان هيتو رئيساً لحكومة ستتولى إدارة المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، خاصة شمال البلاد وشرقها. وسيقوم المعارض الذي تولى مناصب عليا في شركات اتصالات أمريكية، بالإعلان قريباً عن برنامج الحكومة ويبدأ مشاورات لاختيار أعضائها. وفي خطوة لافتة، علقت 12 شخصية بارزة عضويتها في الائتلاف، من بينها النائبة الثانية للرئيس سهير الأتاسي، والمتحدث باسم الائتلاف وليد البني، إضافة إلى كمال اللبواني ومروان حاج رفاعي ويحيى الكردي وأحمد العاصي الجربا الذين جمدوا عضويتهم. وأوردت هذه الشخصيات أسباباً مختلفة للخطوة، أبرزها معارضة انتخاب هيتو وطريقته.وشنت صحف قريبة من النظام السوري هجوماً لاذعاً على هيتو.وفي دمشق، أوردت الصفحة الرسمية للمكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية السورية على موقع «فيسبوك» إنه «خلال تكريم وزارة التربية لأهالي التلاميذ الذين استشهدوا بسبب الأعمال الإرهابية وهم على مقاعد الدراسة في المركز التربوي للفنون التشكيلية، الرئيس الأسد يحضر بشكل مفاجئ ليكرم الأهالي بنفسه»، في ظهور علني هو الأول له منذ 24 يناير الماضي. ميدانياً، تتعرض مناطق في جنوب العاصمة للقصف من القوات النظامية، في حين شن الطيران الحربي غارات جوية على مناطق عدة وسط سوريا وشمالها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأدت أعمال العنف في مناطق مختلفة أمس إلى مقتل العشرات.في غضون ذلك، سقطت قذيفتان وصاروخ مصدرها الأراضي السورية صباح أمس على منطقة حدودية شرق لبنان، من دون أن تؤدي إلى سقوط ضحايا أو أضرار مادية.