كشفت منظمة حقوقية يمنية عن مقتل 37 شخصاً وإصابة 45 آخرين في منطقة يمنية واحدة نتيجة ألغام زرعها مسلحو جماعة الحوثي التي تتهمها السلطات اليمنية بتلقي الدعم من إيران.وتناول تقرير لمؤسسة وثاق للتوجّه المدني حالات القتل والإصابات بالألغام التي زرعها مسلحي جماعة الحوثي في مديرية كُشر بمحافظة حجة شمال غرب البلاد، حيث أشارت نتائج التقرير المعنون بـ(الألغام.. الموت الزاحف نحو الأبرياء) إلى مقتل 37 شخصاً وإصابة 45 آخرين بالألغام، بينهم ستة أطفال.وعرض التقرير قصص موت الأبرياء بالألغام الفردية "الحوثية" المصنوعة محلياً والمحرمة دولياً باعتبارها مفجعةً للغاية، مشدداً على أنها تعد جرائم ضد الإنسانية تترصد حياة السكان، ومشيراً إلى أن تلك الألغام دفعت بكثير من الأسر إلى ترك منازلهم في مأساة نزوح مستمرة عن ديارهم النائية بمديرية كُشر محافظة حجه شمال غرب البلاد "التي تغيب عنها الدولة وتتمدد فيها جماعة الحوثي بقوة السلاح"، بحسب التقرير.وتحدث الباحث الاستراتيجي محمد ناجي، مشيراً إلى أن الأخطر على حياة الناس في كُشر عدم التزام جماعة الحوثي بنزع الألغام من القرى والمزارع أو تسليم خرائط لها للحيلولة دون سقوط مزيداً من الضحايا، وهذا ما يحمّلها مسؤولية ارتفاع أعداد ضحايا الألغام في محافظة يعيش سكانها مأساة الموت وعذابات النزوح والتهجير منذ اجتاحها مسلحي الحوثي في نوفمبر2011 في إطار مخطط تمددهم المسلح خارج معقلهم الرئيسي في محافظة صعدة شمال البلاد.وأضاف: قدر أولئك الجرحى والمصابين هو البقاء بين الحياة والموت كشهود على جرائم جماعة مسلحة، لم يكتوِ بنار شعارها "الموت لأمريكا وإسرائيل" سوى المدنيين في محافظات أقصى شمال اليمن.وكانت الفترة من 2004 إلى 2010 شهدت ستة حروب بين الجيش اليمني ومسلحي جماعة الحوثي الذين تتهمهم السلطات اليمنية بتلقي الدعم من إيران.وبحسب ما أكده رئيس الوحدة التنفيذية للإشراف على مخيمات النازحين أحمد الكحلاني في وقت سابق فإن أكثر من 365 ألف شخص شرّدتهم حروب الحوثيين من محافظة صعدة ومناطق مجاورة أخرى، مشيراً إلى أن هذا العدد يشمل فقط المسجلين لدى الوحدة التنفيذية والذين تقدم لهم مساعدات غذائية، وأن هناك الكثير من النازحين غير مسجلين لدى الوحدة ويصعب تحديد رقم دقيق بشأن أعدادهم.