كتبت - سلمى إيهاب:قال قانونيون ومهتمون ومختصون في الصحافة الإلكترونية، إن: «انتشار التجاوزات والإساءات في الصحافة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، يحتم أهمية وضرورة التنظيم القانوني، مطالبين بإدراج قانون الصحافة الإلكترونية تحت قانون الصحافة المزمع المصادقة عليه. وأكدوا أن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة الإلكترونية أصبح كبيراً ومباشراً، إن اقتصادياً أو اجتماعياً أو سياسياً، ولابد من تنظيم العمل فيها بحيث يكون هناك تقنين لعمل هذه المواقع، مشيرين إلى أن هذه المواقع يتفاعل فيها عدد كبير من المستخدمين قد يكون بالإيجاب أوبالسلب كالسب والتعرض لشخصيات مهمة بكلام غير لائق فلابد من وضع قانون يحفظ حق الناشر والقارئ.وأوضحوا أن المجال الإلكتروني أصبح وسيلة مفتوحة للتعليم، مضيفين أن بإمكان الجامعات تأسيس بوابة إلكترونية لمخرجات الطلبة الصحافية مثل إطلاق صحيفة إلكترونية تغطي أعمال الطلبة وما يقومون به خلال أيام الدراسة في مجال الإعلام حيث تؤهل الطلاب إلى الولوج لسوق العمل.وأكدوا أن الصحافة الإلكترونية أضافت للصحافة البحرينية نموذجاً من الإعلام التفاعلي وفرضت عليها التغيير في آليات عملها، مؤكدين أن الصحافة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي تجاوزت مرحلة التنافس إلى التكامل.وقال النائب د.علي أحمد إنه: «حتى لو صدر أي قانون للصحافة لابد أن يكون هناك قسم ينظم الصحافة الإلكترونية، خصوصاً أن الصحافة الإلكترونية أصبحت شيئاً مهماً وهناك الكثير من التجاوزات والإساءات، وقد آن الأوان لتنظيم هذا الموضوع لأهمية الصحافة الإلكترونية، داعياً إلى ضبط قانون الصحافة وأن يدرج تحته قانون للصحافة الإلكترونية ويسمى مثلاً «قانون الصحافة والمطبوعات والصحافة الإلكترونية أو التواصل الاجتماعي وأن يتم صدور هذا القانون من خلال السلطة التشريعية».من جانبه أكد رئيس نادي الإعلام الاجتماعي علي سبكار أنه لا توجد عملية رصد للصحف الإلكترونية في البحرين بسبب ظهور الأجهزة الحديثة والتابلت وغيرها، مشيراً إلى أن الصحيفة الورقية التي ليست لديها نسخة إلكترونية ستخسر عدداً كبيراً من جمهورها، حيث إن المواقع الإخبارية والمجلات والصحف جميعها أصبح لديها مواقعها الخاصة، وتم إنشاء مجلة إلكترونية جديدة في البحرين «start up» بدعم من تمكين وبهذه الخطوة يتم تشجيع المواطنين على استخدام الصحف والمجلات الإلكترونية وهي أيضاً أرخص من جهة الكلفة سواء على المنشئ أو المستخدم». وأكد الخبير في مجال التواصل الاجتماعي علي سبكار أن الوسائل المطبوعة لم تمت ولا يوجد وسيلة إعلامية تموت فمازلنا نستخدم الرسائل النصية والفاكس والتلفزيون وغيره ولكن هناك وسائل جديدة تظهر فتطغى.وأشار إلى أن «جميع الصحف الآن أصبح لها مواقع إلكترونية تواكب الحدث ولكن للأسف هناك بعض الصحف التي تتزامن في أخبارها مع وقت صدور الجريدة ولا يقومون بمتابعة الأحداث أولاً بأول كالمؤتمرات والمباريات أو قرار صدر أو بيان من الداخلية لذلك أقترح أن يكون هناك قسم خاص بمتابعة الأخبار أولا بأول وتنزيلها على الموقع». وأوضح أنه «لا يوجد قانون يحمي حق الناشر أو المستخدم ولكن بإمكان الصحف أن تضع تحذيراً بأنه إذا وجد أي تعليق غير لائق أو مخالف سيتم حذفه وأن ويتم تطبيق قانون الصحافة على المواقع الإلكترونية وخاصة قانون النشر».من جانبها قالت عضو مجلس الشورى المحامية جميلة سلمان إن: «زيادة الحريات التي تتمتع بها مملكة البحرين زادت المواقع الإلكترونية، وأصبح تأثيرها كبيراً ومباشراً سواء اقتصادياً أو اجتماعياً أو سياسياً، ولابد من تنظيم العمل بحيث يكون هناك تقنين لعمل هذه المواقع بحيث تقوم بعملها بشكل مباشر، لأن هذه المواقع يتفاعل فيها عدد كبير من المستخدمين قد يكون بالإيجاب أو بالسلب كالسب والتعرض لشخصيات مهمة بكلام غير لائق فلابد من وضع قانون يحفظ حق الناشر والقارئ.وأشارت أستاذة قسم الإعلام بجامعة البحرين د.خالدية آل خليفة، إلى أن المجال الإلكتروني، أصبح وسيلة مفتوحة للتعليم وتعتقد أن الجامعات بإمكانها أن تؤسس بوابة إلكترونية لمخرجات الطلبة الصحافية مثل إطلاق صحيفة إلكترونية إن لم تكن ورقية تغطي أعمال الطلبة وما يقومون به خلال أيام الدراسة في مجال الإعلام، حيث تؤهل الطلاب إلى الولوج لسوق العمل وتعزز من خبرة الطالب وتعطيه الثقة عند تقديم سيرته الذاتية.أكد يعقوب قدوري مدير الموقع الإلكتروني لصحيفة «الوطن» أن الصحافة الإلكترونية، أضافت للصحافة البحرينية نموذجاً من الإعلام التفاعلي وفرضت عليها التغيير في آليات عملها نحو توفير مزيد من التفاعل مع القراء، وإن كان هذا التغيير طفيفاً حتى الآن، مشيراً إلى أن الصحافة الإلكترونية في البحرين أخذت من الصحافة التقليدية بعضاً من جمودها، فلايزال الإعلام الإلكتروني لا يستغل كل إمكاناته لأسباب عدة، منها أن غالبية مسؤولي الإعلام الإلكتروني من خلفية مطبوعة، وضعف التدريب الجدي طويل الأمد لطلاب الإعلام في ما يتعلق بالإعلام الجديد، إلى جانب المعوقات القانونية، إذ لايزال القانون يمنع المواقع الإخبارية من نشر مقاطع الفيديو والصوت، كون القانون مصمماً لإعلام تقليدي، ولا يخلو الأمر من بعض المؤثرات التي تحد من حركة الإعلام الإلكتروني كما التقليدي. ويعتقد أننا الآن تجاوزنا مرحلة التنافس بين الصحافة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، وأصبحنا في مرحلة التكامل، فلا يوجد صحافة إلكترونية الآن لا تستخدم كل إمكانات شبكات التواصل الاجتماعي، سواء في نشر الأخبار والسعي إلى القراء بدلاً من انتظارهم، أم في استخدام شبكات التواصل كمصادر للأخبار أو سبيل للوصول لهذه المصادر، وكثيراً ما تكون وسيلة للتحقق من صحة الأنباء عن طريق ما يكتبه قاطنو منطقة معينة مثلاً في صفحاتهم. خاتماً كلامه أن الإعلام الإلكتروني وشبكات التواصل أصبحا معاً يشكلان ما نسميه الآن «الإعلام الجديد»، وباتت كل صحيفة إلكترونية عبارة عن أخطبوط؛ رأسه موقع إلكتروني، وله عشرات الأذرع.وبدورها أوضحت مديرة الموقع الإلكتروني لصحيفة الأيام ميساء يوسف، أن الصحف الإلكترونية أضافت الكثير للصحف الورقية وساعدتها في الدخول في عالم صاخب من المنافسة وأن الصحف الورقية الآن في تحدٍ ما بين أن يكون لها موقع إلكتروني خاص بها تحقق فيه السبق الصحافي إلكترونياً باسمها الورقي، وما بين الحفاظ على بعض الأخبار الحصرية لنسختها الورقية، مشيرة إلى أن الكثير من الصحف الورقية ألغت نفسها تماماً في العالم الغربي، وتحولت إلى صحف إلكترونية بالكامل نظراً للتغيرات التكنولوجية السريعة التي واكبت هذا العصر المتسارع الوتيرة. ولكن على الرغم من هذا التنافس غير المحدود بين التكنولوجيا والورق إلا أن التجارب الإعلامية أثبتت أنه لا توجد أي وسيلة حديثة تلغي الوسيلة القديمة، فعلى الرغم من أن هذا العصر هو عصر الإعلام الإلكتروني إلا أن الإعلام التقليدي لايزال سارياً وله جماهيره من مختلف الأعمار. ولكن لابد من وجود صحيفة ورقية يكون لها قنواتها الخاصة في العالم الإلكتروني كالموقع الإلكتروني ومواقع التواصل الإلكترونية المختلفة حتى تستطيع إرضاء جميع الأذواق والميول. وأكدت أن هناك تنافساً واقعياً بين الصحف الإلكترونية وبين مواقع التواصل الاجتماعي، حيث إن مواقع التواصل الاجتماعي تمتاز بأنها تختصر الخبر بطريقة خفيفة وجذابة وتعطي زبدة المعلومة بشكل يجعل الجمهور مطلعاً على الأحداث أولاً بأول دون عناء القراءة بشكل مطول. وبالتالي فإن التنافس هو أمر واقع وحتمي، ولذا فإن الصحف الإلكترونية مطالبة بأن تكون لها قنوات على مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً حتى لا تكون متأخرة من هذا الجانب. ولعل الخيارات التي تتيحها مواقع الصحف الإلكترونية الآن من خلال ربط الخبر من موقع الصحفية إلى مواقع التواصل الاجتماعي مباشرة يجعلها تكسر حاجز المنافسة بين الوسيلتين وبهذه الطريقة تكون الصحيفة الإلكترونية مربوطة مباشرة بمواقع التواصل الاجتماعي.