هنا يثير حسين الجدل مجدداً حول العلاقة بين الرواية والسيرة الذاتية، التي ظلّت تشكّل على مدى سنين طويلة ساحةً للجدل بين كثير من الكتاب. وبدوره يقول: «التسلل إلى السيرة الذاتية من بوابة الرواية سياج حامٍ للروائي ولروايته. تحصين للرواية من منزلق السيرة والمذكرات التي تحمل الفرض والوصائيّة والتمركز، وحصانة للروائي الذي يتقدّم صكّ براءته مع الرواية، فلا يكون هناك احتمال مساءلة أو مقاضاة، بل تكون المكاشفة ملازمة للتحرر، منعتقة من قيود التاريخ، وهاربة ومموّهة لاقتفاء القارئ الرقيب». «قد يكون دافع التلصص القرائي وراء إقبال الكثير من القراء على كتب السيرة الذاتية، أو تلك التي تتخفى وراء قناع السيرة، سواء كانت روائية أو قصصية. وربما يتحوّل الروائي نفسه إلى متلصّص على نفسه وأيّامه وتاريخه». هنا أيضاً يتوقف هيثم حسين عند الأمثلة الروائية، ليستنتج حسب تعبيره أنّ سيرة الكاتب هي خزّان آلامه ومصدر إلهامه. وأن السيرة لاتزال في عهدة الرواية التي تحتضنها هذه الأخيرة لتعاود إنتاجها بعد تعديلات يختارها الكاتب لتناسب غرضه الأدبي من حيث الشكل والمضمون. يذكر أن «الرواية والحياة» جاء كواحدٍ من الكتابين اللذين تصدرهما مجلة «الرافد» الصادرة بدورها عن دائرة الثقافة والإعلام في إمارة الشارقة. وهو يتبع لعدد مارس 2013 ويحمل رقم «41».