وضع البحار آلان ثيبو وثييري، صندوق «ووتر بود»، على بعد كيلومترين من قرية محاميد الغزلان في أقصى الجنوب الشرقي للمغرب، أمام بئر وسط الرمال، ليعلم أحد الرحل طريقة تحويل المياه المالحة إلى مياه صالحة للشرب على أمل حل بعض مشاكل سكان الصحراء مع المياه. وجاءت فكرة صناعة آلة لتحلية المياه للمرة الأولى عندما كان «آلان ثيبو» بحاراً يجوب المحيطات لـ15سنة، غالباً ما كانت المياه الصالحة للشرب على قاربه قليلة أو توشك على النفاد، ففكر في تكنولوجيا بسيطة ومستقلة، تساعد في الحصول على مياه صالحة باستمرار حتى وسط البحر. وصندوق «ووتر بود» عبارة عن تقنية بسيطة تعيد إنتاج الدورة الطبيعية للمياه، باعتماده على ما تفعله حرارة الشمس بمياه البحار المالحة، بتبخيرها وتكثيفها ثم «معدنتها»، لتصير مياهاً صافية صالحة للشرب، في أي وقت من السنة. وقال آلان ثيبو لفرانس برس إنها أول مرة نجرب فيها التقنية في الصحراء بوجود أحد السكان المحليين، في منطقة تكون فيها مياه الآبار أو البرك مالحة أو غير صالحة للشرب في أوقات كثيرة من السنة. ويعلق عمر الرزوقي الذي رافق آلان ثيبو، وفريقه ليلاحظ طريقة تجهيز الصندوق «إنها فكرة بسيطة وعملية ستحل الكثير من مشاكلنا نحن الرحل خاصة وأن الصندوق خفيف. ويضيف «جلبنا نموذجنا هنا إلى محاميد الغزلان لنعرضه ونشرح طريقة عمله، وننقل إلى رحل هذه المنطقة الصحراوية مبدأ اشتغاله حتى يتمكنوا بأنفسهم من صناعة الآلات، ونحن سنعمل على مواكبتهم وتطور عملهم». واستطاع ثيبو تطوير صندوقه المكون من الخشب من الخارج والمعدن الذي لا يصدأ من الداخل، إضافة إلى الزجاج، حيث لا يحتاج الصندوق إلا لحرارة الشمس لتحويل 12 لترا من المياه المالحة في اليوم إلى 6 لترات من المياه الصالحة للشرب. وحتى في حال غياب ضوء الشمس كما يشرح ثيبو «هناك تقنيات لتركيز الضوء القليل خلال النهار وتسليطه على الماء من أجل تبخيره وتكثيفه للحصول على مياه صالحة للشرب». وتدوم مدة صلاحية صندوق «ووتر بود»، حتى أربعين عاماً ولا يحتاج إلى إصلاحات تذكر، وتبقى آخر مرحلة للحصول على مياه متكاملة صالحة للشرب بعد تصفيتها، هو «معدنتها» أو إغناؤها بالأملاح المعدنية، عن طريق وضع بعض الأحجار فيها.