قال النائب السابق يوسف الهرمي إن «الحوار ليس بأيدي الجالسين على الطاولة، وإنما بأيدي قوى أقليمية هي التي توجه وتقدم وتؤخر الأوراق المقدمة، وعلى أمل انسحاب الطرف الآخر، أو تقديمة للتنازلات، ولقد جاء إصرارهم على تمثيل جلالة الملك كخطوة خطيرة تهدف لوضع العائلة الحاكمة كأي فئة مجتمعية أخرى، ما يبين الصيغة العميقة للدعوة، الأمر الذي دفع الحكومة لرفض هذا المطلب».وأكد الهرمي، خلال ندوة سياسية بمجلس النائب عبدالله بن حويل بالرفاع الغربي مساء الأربعاء الماضي تحت عنوان (مستجدات الحوار .. وأجندات المعارضة الخفية)، أن الإشكالية الحقيقية للبحرينى هي ليست «الوفاق» وإنما الصراعات الدولية وأثرها المباشر على البحرين، ويبدو ذلك واضحاً بلا مبالاة الغرب بالإبادات الوحشية التي تجري حول العالم وبمقدمتها سوريا، ليركزوا بشكل مثير للدهشه على البحرين، ويسلطوا الأضواء بشكل يفتقر للنزاهه والشفافية والعدالة على أوضاعها الداخلية.وأضاف الهرمي، وبمشاركة وحضور وفد كبير من جميعة مجالس العائلات البحرينية، أن «التاريخ ينحني أمام التواضع للرأي الآخر، لكن بهذه الحالة هنالك شذوذ يمتزج بالاحترام السياسي، ولو استعرضنا وثيقتهم المسماة بالمنامة، لرأينا بأنهم يحاولون التعديل عليها وإدراج متطلبات جديدة منها الاستفتاء الشعبي، والذي سيمثل نسفاً لكل الجهود السياسية التي قامت بها الحكومة في العشر سنوات الأخيرة».وأكمل الهرمي أن «المعنى الوحيد من ذلك بأن المؤزمين يرون بأن التاريخ الوطني المكتوب، كتب بطريقة غير مقبولة عند الشعب، يرونه خطأ يستوجب تصحيحه، وهو خطأ يشمل الدستور والتشريعات والأجهزة التنفيذية والمؤسسات الحكومية ..الخ، ويؤكدون بكل المحافل -بأكاذيب ومحض هراء- بأن الأنظمة المعمول بها في الدولة ظالمة، ويجب أن يعاد صياغتها من جديد، وهذه بحد ذاتها جناية ثانية».وأشار إلى أنه «لطالما دعوت لإخواننا وإخوتنا الجالسين على طاولة الحوار بالعون والصبر والسداد، لأن اللذين يتعاملون معهم أشخاص بلا قيم، يرتكزون بفكرهم الفئوي على السذاجة والأحلام الخارجية الفضفاضة، وهي الأحلام المؤجلة –رغماً عنهم- حتى إلى أجل غير مسمى».وفيما يتعلق بالمحاصصة الطائفية التي تدعو إلى تفعليها قوى التأزيم بمنظومة الدولة قال «المحاصصة الطائفية من المسائل التي طرحت بالبرلمان الأول، وذكروا حينها بقوائم طائفية عدد الوكلاء الحكوميين، والمدراء، ورؤساء الأقسام ... الخ، ووفقاً لذلك فإن هذا الموضوع ليس فرز اليوم، وإنما سابق لعهده، فهو مسجل في أدبياتهم، وأطروحاتهم السياسية، رغم أن البحرين والتي شهدت حراكاً سياسياً نضجاً ومتراكماً منذ الأزل، لم يعاصر روادها مثل هذا الطرح قط، حتى بزوغ فجر الثورة الخمينية».وأردف «الشعب البحريني يرفض جملة وتفصيلاً المحاصصة الطائفية الذي تدعو إليه قوى التأزيم، وله بذلك حق، لأن الانصهار العائلي والمجتمعي وصل بين الطائفتين الكريمتين إلى مستوى يرفض مثل هذ الطرح الذي يتقيأ الطائفية بأبشع صورها، ولقد كانت هنالك -قبل الأزمة- قناعة باللحمة الوطنية وبمتانتها، وما حصل بالبحرين في الفترة الأخيرة، من بروز واضح للنفس الطائفي، يمكنا جميعاً من قراءة ما بين السطور حول النهج الحقيقي والمراد به، والذي ترتكز عليها الجمعيات المؤزمة التي تسبغ على نفسها صفة المعارضة».وعن تركيبة الحس الطائفي قال الهرمي «جاءت ببساطة على فترات سابقة لأنهم يريدون وضع اليد على جميع مؤسسات المجتمع، وعلى كافة المؤسسات الموجودة، وبالفترة الراهنة لا يمكن المراهنة على تقديم المنصب لأي شخص، البحرين لها تاريخ عريق في احترام كل الطوائف والأقليات، صعب التفنيد أو التزييف أو المساومة عليه، وما يرده هؤلاء هو أن يكون لهم تميز وتمايز».
الهرمي: بعض المتحاورين تحركهم قوى إقليمية
25 مارس 2013