كتب مهند أبو زيتون:لم يكن حديث السفير البريطاني إيان لينزي أمس عادياً، ولا مفاجئاً أيضاً، إنه أخرج حديث بعض الدوائر الغربية المغلقة إلى العلن. «هناك دلائل على أن الذين يقفون وراء أعمال العنف يتلقون الدعم من إيران»، «ادعاءات هيومن رايتس ووتش استعلاء وغطرسة»، لا تحقق جمل كهذه كشفاً معلوماتياً لمتابع الشأن البحريني، بقدر ما تسحب ذرائع «الابتزاز» الذي دأبت قوى غربية على استخدامه في علاقتها مع المملكة، خصوصاً حين تصدر من لينزي. وفي الوقت الذي يحشر فيه حديث السفير، في الزاوية، من يحاولون الإمساك بالخيطين معاً، خيط العنف وخيط الحوار، فإنه إضافة إلى الإدانات الدولية الواسعة التي تلي كل عمل عنفي يشكل مزيداً من الضغط على العلاقة غير المعلنة بين جمعيات سياسية وشباب المولوتوف.ويبدو أن المصادفة جمعت شهادتين دوليتين مهمتين أمس، فحديث رئيس لجنة تقصي الحقائق د.محمود بسيوني عن تنفيذ معظم توصيات لجنته «بجدية»، إضافة إلى النقد المباشر من لينزي، عرى «صورة مسبقة» تنطلق منها منظمة «هيومن رايتس ووتش» التي استند تقريرها في جوهره إلى «عدم جدية التنفيذ»، و«عدم جدية الحوار». وبالقدر نفسه، وجه حديث بسيوني ضربة لبندٍ تضمنته ورقة تقدمت بها جمعيات سياسية في الحوار، أولاً باعتباره التنفيذ «جدياً» وثانياً برفضه الخلط بين الحوار ونتائج التقصي. وفيما تشرق جمعية الوفاق وتغرب بحثاً عن ضغط دولي على البحرين، من الولايات المتحدة إلى روسيا، فإن نواة رؤية دولية بدأت تتشكل بالنظر إلى العنف الذي يجري في المملكة على أنه «إرهاب» عبر عنه بوضوح لينزي أمس. وهذا يستدعي إلى الأذهان ما يعنيه التوصيف الدولي والسيرة السابقة في التعامل مع الإرهاب.فهل سيستمر نجاح الإمساك بالخيطين، أم إن الموقف البريطاني القديم الجديد سيشكل متوالية محرجة؟