السعودية: المعتقلون بتهمة التجسس مرتبطون بالاستخبارات الإيرانية واستلموا أموالاً مقابل معلومات ووثائق عن مواقع مهمةالرياض - (وكالات): ذكرت مصادر أن رجل الدين السعودي الشيعي المثير للجدل نمر النمر مثل أمس الأول في الرياض، للمرة الأولى منذ اعتقاله الصيف الماضي، أمام المحكمة الجزائية المخصصة للنظر في قضايا الإرهاب. وأوضح المصدر أن ممثل الادعاء العام وجه إلى النمر تهماً عدة أبرزها «إثارة الفتن في القطيف» و»جلب التدخل الخارجي» و»دعم حالة التمرد في البحرين». وطلب الادعاء العام من المحكمة إنزال «حد الحرابة» بالنمر، أي العقوبة القصوى. وأرجأت المحكمة الجلسة إلى حين تعيين أحد المحامين.وأعلنت وزارة الداخلية في 8 يوليو الماضي اعتقال «أحد مثيري الفتن نمر باقر النمر» وإصابته بجروح في الفخذ أثناء «محاولته الهرب ومقاومة رجال الأمن». والنمر مثير للجدل نظراً لمواقفه المتشددة تجاه السلطات. وتعتبر السلطات النمر الذي اعتقلته مرات عدة سابقاً من أبرز المحرضين على التظاهرات في القطيف. وأعلنت وزارة الداخلية السعودية في فبراير 2012 أن ما يحدث في القطيف «إرهاب جديد» ستتصدى له السلطات «مثلما تصدت لغيره من قبل دون تمييز مناطقي أو طائفي» في إشارة إلى تنظيم القاعدة.من ناحية اخرى، أعلنت وزارة الداخلية السعودية أمس أن شبكة التجسس التي أعلنت اعتقالها قبل أسبوع وتضم 16 سعودياً وإيرانياً ولبنانياً مرتبطة بشكل «مباشر بأجهزة الاستخبارات الإيرانية». وذكرت وكالة الأنباء الرسمية نقلاً عن المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن إفادات المتهمين «أفصحت عن ارتباطات مباشرة لعناصر هذه الخلية بأجهزة الاستخبارات الإيرانية»، مشيراً إلى استلامهم «مبالغ مالية وعلى فترات مقابل معلومات ووثائق عن مواقع مهمة». وأوضح أن «التحقيقات الأولية والأدلة المادية» تؤكد وجود «عملية تجسس لصالح تلك الأجهزة»، مشيراً إلى أن «التحقيقات مستمرة». وكانت وزارة الداخلية اعتقلتهم «بناء على ما توفر لرئاسة الاستخبارات العامة من معلومات عن تورط عدد من السعوديين والمقيمين بالمملكة في أعمال تجسسية لمصلحة إحدى الدول». وأشارت معلومات إلى أن الدولة المعنية هي إيران نظراً لوجود إيراني بين المعتقلين.وفي وقت سابق، نُشرت معلومات عن خلية التجسس هذه، وتبين أن أحد أفراد الشبكة الـ18 التي تضم لبنانياً وإيرانياً و16 سعودياً، وهو سعودي كان كثير التردد على إيران. وكان يتوجه تحديداً إلى جامعة قم الإيرانية، حيث كان يحضّر مشروع الدكتوراه الخاص به عن «الوحدة الإسلامية». كما أفادت المعلومات التي كشفتها صحيفة «الوطن» السعودية أنه يعتبر «عضواً مؤسساً لمنتدى اجتماعي في مدينة جدة».ونقلت الصحيفة عن مقربين منه، أنه كان يركز في محاضراته على موضوع «الفكر المعتدل»، كما أشار أحد زملائه إلى أنه كان شخصاً «غامضاً» لا يختلط كثيراً بأعضاء هيئة التدريب في المكان الذي كان يعطي فيه الحصص التدريبية، رغم نشاطه في المحاضرات الخارجية والمنتديات المسائية.وفي حين نقلت عن زميل آخر قوله إنه «كان كثير التواصل مع الإيرانيين بحجة الحديث معهم عن موضوع رسالته لنيل الدكتوراه، وكثير السفر إلى إيران للدراسة في جامعة قم».وتعليقاً على الموضوع، قال مدير مركز الخليج للدراسات بجدة عبد العزيز بن صقر، إن «السلطات في السعودية تريثت في كشف الدولة التي ينتمي إليها عناصر خلية التجسس، في بداية إعلان خبر التوقيف، إلى حين التأكد بالدليل الدامغ من علاقتهم بإيران».ووفقاً لبن صقر، فإن «السعودية تعلم أن هذا هو النهج الإيراني، ولكنها كانت دائماً تحاول إعطاء فرصة لطهران كي تعدل من سياستها وأسلوبها في المنطقة».وأضاف أن «النهج الإيراني مع الأسف مستمر في منطقة الخليج، وهو نهج بدأ في الكويت عندما تم كشف خلية تجسس، وقبل ذلك محاولة اغتيال أمير الكويت عام 1985، وأيضاً خلية البحرين التي سعت لقلب الحكم، وبالأمس سمعنا الأحكام التي صدرت في حق عناصر اليمن، واليوم نحن نشاهد السلوك نفسه في السعودية».واعتبر بن صقر أن «شعور طهران بقرب فقدان حليفها في سوريا، وخسارتها لحركة حماس، وتململ الوضع في العراق، يجعل إيران تلجأ للقوة المخابراتية ولاستخدام البعد الطائفي».