كتب – أحمد الجناحي وياسمين صلاح:قالت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام سميرة رجب إن المؤسسات الإعلامية الأجنبية بما فيها «فرنسا الدولية»، ليست حرة، وما هي إلا أذرع لوزارات الخارجية المعنية بالدول ذاتها وتعمل ضمن سياساتها، ومع احترامنا الشديد لكل ما يقال عن الديمقراطيات والحريات الاعلامية، هناك حدود لهذه الحريات فيها تحدد بالسياسات الخارجية للدولة المعنية بها. وأضافت الوزيرة -في مداخلتها على محاضرة الإعلامي اللبناني بشارة البون «تجربة صحافي عربي في إدارة مؤسسة إعلامية أجنبية» أمس الأول ببيت عبدالله آل زايد- بمعرفة كاملة وبيقين كامل نعلم تماماً أن فرنسا الدولية التي تبث منها فرانس 24 ومونتي كارلو ، كلها أذرع للوزارة الخارجية للدولة المعنية، كما هو الحال مع قنوات بي بي سي التي تمثل ذراعاً من أذرع الخارجية البريطانية في الخارج، وتنفذ سياساتها الخارجية البريطانية في الخارج. وتابعت رجب أن من يتحدث عن الحريات والديمقراطية الإعلامية في الخارج وعكسها في المنطقة العربية، يجب أن يغيّر هذه النظرة اليوم، فهناك فرق اليوم بين الإعلامين يتحدد في الإعلام الذكي الذي يُبث من دول تعتبر ديمقراطية، فبذكائها تستطيع أن تخاطب العقل حتى لو بالأكاذيب، وإعلام غبي موجود للأسف في منطقتنا رغم الحريات غير قادر أن يصل إلى العقل ويحدث الآخرين بذكاء وبعقل. هذا هو الفرق أن نكون أذكياء ام نكون أغبياء، أن نتعامل مع هذه الوسائل بذكاء وبمعرفة أم نتعامل معها بغباء وضعف وتدن في المعرفة، أتمنى أن يتغير الخطاب اليوم المتداول حول الحريات والاعلام في دول العالم الثالث أو المنطقة العربية، الخطاب الذي كان قبل الحرب الباردة مختلفا بعد انتهاءها ودخولنا في منظومة جديدة اعلامية ودولية وسياسية بشكل ثاني. من جهته أشاد الإعلامي البون بتطوّر الإعلام البحريني، حيث سمح منذ 10 أعوام ببث الإذاعات الأجنبية الناطقة بالعربية، ومن ضمنهم إذاعة مونتي كارلو التي عمل فيها، كاشفا عن العوامل الأربعة التي كانت بمثابة مفاتيح نجاحه في باريس فرنسا، تمثلت في: اتقان اللغة الفرنسية، الخبرة المهنية، المؤهلات الأكاديمية والشفافية والاستقلالية .وأكد البون استقلالية المؤسسات الإعلامية الأجنبية عن المراقبة الرسمية الوزارية وتوجيهاتها، لافتا إلى أهمية النهوض بالخط التحريري والحفاظ على التنسيق وفرض الانسجام بين الصحفيين القادمين من بلدان مختلفة، مشيراً إلى هدف إذاعة «راديو مونتي كارلو» وهو التوجه للمجتمع العربي في الشرق الأوسط.