كتب - أحمد الجناحي: لا تبدو صورة المسرح البحريني في أفضل حال في عين المتابعين، إنها تختلف كلياً عن عصر ذهبي عرفت فيه المملكة حضوراً قوياً وتميزاً على خارطة المسرح الخليجي.البحرينيـــون يؤكـــدون أن المسرح البحريني يتوكأ على جهود فردية، لو زالت لزال معها، وإن كانوا يجدون مبنى المسرح الوطني بمثابة المنقذ. ينحون باللائمة على وزارة الثقافة، وشؤون الإعلام حيث لا يرقى الاهتمام لمستوى يعيد الألق لفترة شهدت نهضة كبيرة، لكنهم أيضاً لم يفقدوا الأمل، بسبب ظهور طاقات شابة تجتهد في إكمال المسيرة التي بدأها الرواد وتابعها المخضرمون. السينما أجدى يرجع عبدالله علي السبب الرئيس الذي يقف خلف تراجع المسرح إلى أن صناع المسرح لا يواكبون التطور الملحوظ في مجال الإنتاج السينمائي والدرامي، مبينا أن العمل المسرحي لدينا لايزال يتوكأ على النمطة القديم، رغم أنه قادر على التطوير، لذلك لا يلام الجمهور حين يرغب عن المسرحيات إلى مشاهدة المشوق، من أفلام ومسلسلات تستخدم أحدث التقنيات وأفضل الأساليب لاجتذاب المشاهدين. ويضيف علي: المسرحيون أنفسهم يمارسون التمثيل كهواية، لأنه على حد قولهم ما يأكل عيش، وعدم الاهتمام بتوفير الحياة الكريمة للفنانيــــن لا يوفــــر الفرصـــة لهـم للتطوّر، بلى هناك اهتمام من قبل وزارة الثقافة، لكنه لا يرقى لمستوى الطموح. شخصيا يفضل علي الأعمال التي يقوم بها الشباب، ويأمل منهم مواصلة العمل، «أتابع ما يبدعه الشباب، ومع احترامي للجيل القديم أجد في الأعمال الشبابية ما يلائم هذا الجيل أكثر». العصر الذهبي بدوره يرى صالح الدوسري أن العصر الذهبي للمسرح البحريني انقضى، لكنه لايزال متابعاً للأعمال المسرحية إجلالاً لعمه الفنان المسرحي الراحل صالح الفضل، الذي قدم كثيراً من الأعمال الفنية الراقية في سنوات التسعينيات، «أعمال لامست وترا حساسا وتطرقت إلى جملة من المواضيع الساخنة». ويعرب الدوسري عن أسفه لتراجع مستوى المسرح البحريني بشكل عام، مرجعاً السبب لقله الدعم والاهتمام من قبل وزارات الدولة وعلى رأسها «الثقافة» و«الإعلام»، «رغم جهد وزارة الثقافة في الإعداد للمهرجانات إلا أن ذلك يبدو غير كاف، إنتاج المسرحيات يحتاج لدعم كبير. أما «الإعلام» فمقصر هو الآخر، أين التغطيات التلفزيونية؟ لا توجد حتى دعاية»!.والصحافة أيضاً مقصرة –في عرف الدوسري- فهي لا تتابع ولا تنشر إعلانات إلا في أضيق الحدود، رغم أن البحرين مليئة بالمبدعين من أصحاب المواهب والقدرات الكبيرة. الدوسري يرغب بمشاهدة المسرحيات الاجتماعية الفكاهية وكذلك الواقعية، ويدعو جميع أبناء المجتمع لدعم المسرح البحريني، داعياً وزارة الثقافة إلى الأخذ بتجارب الدول الأخرى، والتلفزيون لعرض المسرحيات البحرينية على الشاشة. المسرح الوطنيمن جانبها تعبر صفاء عبدالرحمن عن تفاؤلها بوجود مسرح البحرين الوطني، وتعده الملاذ والصدر الحنون للمسارح البحرينية. وترى عبدالرحمن في بناء المسرح فرصة أكبر رغم وجود معوقات على وزارة الثقافة تخطيها، ومنها دعم المسرحيين، وتدعو وزارة الثقافة للتواصل مع القنوات التلفزيونية العربية ونقل أخبار المسرح البحريني. هجرة الفنانين لدول أخرى تجدها عبدالرحمن مشكلة كبيرة، إلى جانب تقدم الإنتاج الدرامي في مقابل تراجع المسرح. تحبّذ عبدالرحمن المسرحيات السياسية والكوميدية الساخرة التي تبعث رسالة هادفة ضمنية في العرض، وتدعو كل جهة مختصة بالفن لدعم المسرح البحريني لإنعاش المسرح البحريني. نبي نضحكمن جهتها تبحث أم عبدالقادر عن المسرحيات الفكاهية الساخرة، مشيرة إلى أن الضغط النفسي والظروف الصعبة التي يمر بها العالم، تتطلب الترفيه. تتذكر أم عبدالقادر المسرحية القديمة «البراحة»، حيث طرحت هموم المواطن بحس فكاهي، «أتابع هذه المسرحية بشغف عبر شريط الفيديو»، لكنها أيضاً تشدد على احتضان الإبداعات الشبابية، وترى أن تراجع المسرح يقع على كاهل الجميع بلا استثناء بدءاً من وزارات الدولة إلى أولياء الأمور. تؤكــــد أم عبدالقــــادر أن المســــرح البحريني أفضل بكثير من المسارح الخليجية الأخرى من ناحية المضمون والسيناريو، «غير أنه يفتقد لحس الفكاهة في الآونة الأخيرة».