كتبت - عايدة البلوشي: احتفل العالم أمس بيوم المسرح، تقديراً وتكريماً لمسرحيين لايزالون مرتبطين بقضايا الإنسان، قادرين على الخلق والإبداع. غير أن الاحتفالات غابت أمس عن مملكة البحرين، عدا عن اهتمام بعض الصحف ومنها «الوطن» التي خصصت ملفاً كاملاً للمناسبة. لقد مضى يوم المسرح العالمي بهدوء، ودون محاولات جادة لإزالة المعوقات التي تقف في طريقه، ولا حتى تكريم بعض الرموز المسرحية البحرينية التي لا تزال تقدم الكثير. ويرى المخرج خالد الرويعي أن الظروف التي تحكم الاحتفال باليوم العالمي للمسرح كثيرة ومتشعبة، لكن الفرق الأهلية في البحرين تحتفل بهذا اليوم كل على طريقتها، والمسارح كانت تحتفل بهذا اليوم منذ منتصف الثمانينات لكنها احتفالات متقطعة، «تحضرني هنا بعض النماذج المتأخرة التي قام بها مسرح الصواري منذ العام 2006 ، لكنها انقطعت، إذ كان الاحتفال يشتمل على التكريم واستضافة عروض خارجية، كان احتفالاً يليق باسم المملكة». ويرجع الرويعي غياب المشهد الاحتفالي بهذا اليوم، إلى غياب التنسيق بين الفرق الأهلية وغياب المؤسسة الرسمية أيضاً عن هذا الاحتفال العالمي، رغم أن هذا التاريخ أصبح جزءا مهما في فعاليات كثير من الدول العالمية، «لذلك يبدو التبرير لعوامل الغياب سيكون مجحفا في حق المسرح، إذ لا يليق التغافل عن مثل هذا اليوم، فبنظرة بسيطة سنكتشف أن اهتماما بالغا بمناسبات أخرى يتم الاحتفاء بها ويتم إقصاء الاحتفال بيوم المسرح، والاحتفال بهذا اليوم ينم عن وعي حضاري بما يحدث في العالم، والمسرح حالة حضارية جلبت الوعي والرقي إلى المجتمعات بأسرها».إن المسرحيين –بحسب الرويعي- يحاولون في كل الاحتفالات المتقطعة سابقا تكريم أنفسهم وأصدقائهم بسبب غياب التكريم الرسمي، والمدهش «أنه لا يوجد قطاع في البحرين إلا وتم تكريم منتسبيه باستثناء المسرحيين الذين يناضلون خارج دائرة الضوء». ما الذي يستوجب عمله في هذه المناسبة؟ يرى الرويعي أن على الفرق الأهلية أن تهزم حالة الانكسار أو الاحتضار التي تعيشها، وأن لا تنتظر شيئاً سوى أن تتقن عملها «يكفيها عند إذ تصفيق الجمهور بعد نهاية المسرحية، فهذا هو التكريم الحقيقي».عيدية سنويّة من جانبها تعجب الممثلة المسرحية نورة موسى من عبور هذه المناسبة دون احتفال، ودون وقفة جادة، رغم الاحتفال بالمناسبات الأخرى، «الفنان بحاجة إلى دعم وتشجيع ووقفة خاصة، ونسأل في ذلك الجهات المعنية ووزارة الثقافة! إن كل ما يريده الفنان وقفة ولو بسيطة، يتم تكريمه فيها خصوصاً وأن الدول المجاورة تعنى بذلك»!. وتتذكر موسى أن السنوات السابقة شهدت اهتماما بيوم المسرح، «كان الإعلاميون والفنانين يدعون للاحتفال، فأين هو هذا التجمع؟!، مقارنة بوضع الفنان اليوم، فهو يقدم أعمالا مسرحية عيد إلى عيد «كعيدية»، لأن الناس تمل من المجمعات والمطاعم والسينما». الإحباط يشمل الجميع المشكلة تتخذ بعدا أكبر في نظر الممثل المسرحي أحمد الصفار، «غياب الدعم والتكريم جعل العروض المسرحية تفتقر لجذب الجمهور، لذلك اتجهت الجهات الرسمية إلى جوانب أخرى كالموسيقى مثلاً، رغم وجود خامات كبيرة مخلصة». أمر آخر حجم العروض المسرحية في رأي الصفار، وهو غياب النصوص المسرحية الجيدة الذي تعكس الواقع وهموم الناس. «لكن ذلك ليس مبرراً لعدم الاهتمام بالمسرحين!، فالاهتمام مطلوب محافظة على الخامات الابداعية من الانتقال لمحيط غير محيطها المحلي!، ثم إننا نعول على شباب اليوم، وعدم الاهتمام بمن سبقهم سيشعرهم بالإحباط»!.