كتب - هشام الشيخ:ظهرت بوادر كارثة بيئية وصحية تهدد سكان مجمعات في الرفاع الشرقي تمثلت في مرض الأطفال وانتشار الحشرات والقوارض، وسط عجز تام من قبل المسؤولين عن حل تلك المعضلة القديمة المتجددة.وتنتشر برك وتجمعات مياه المجاري بمساحات متزايدة تنشر الروائح الكريهة والمناظر المقززة أمام مداخل العديد من البيوت والعمارات ووسط الشوارع بعد توقف المقاول عن سحب المجاري، ويقول أحد المواطنين في مجمع 903 في حديثه لـ»الوطن» إن «وزارة الصحة اتصلت لتخبره أن سبب مرض ابنته هو القرب من مناطق تلوث بمياه المجاري»، مشيراً إلى أنه «يصطحب ابنته للمستشفى مرتين أو ثلاثاً كل شهر».وكانت مهمة سحب مياه المجاري مسندة إلى وزارة البلديات حتى استلام المقاول مشروع الصرف الصحي، وصدور فتوى قانونية تلزم وزارة الأشغال بسحب المجاري، إلا أن وزارة الأشغال ردت على الفتوى بأن العمارات الاستثمارية خارج نطاق مسؤوليتها، ويوضح عضو مجلس بلدي الجنوبية محمد البوشي أن «كل مستشار في كل وزارة يفسر الفتوى القانونية حسب مصالح وزارته، وأن المقاول كان ملتزماً بسحب المياه غير أنه توقف لعدم قدرته على استئجار مزيد من الشاحنات حيث لم تصرف وزارة الأشغال أياً من مستحقاته حتى الآن».وتمثل العمارات الاستثمارية نقطة الخلاف الأهم بين وزارة الأشغال والمقاول، إلا أن الوزارة طلبت في خطاب أرسلته إلى المقاول بتاريخ 26 سبتمبر من العام الماضي أن يستمر في عمله بسحب جميع مياه المجاري في منطقة المشروع دون أن تستثني العمارات منها، على أن تتكفل بأية تكاليف إضافية، وهو ما لم يحدث. وتظهر رسالة أخرى أرسلها المقاول إلى المجلس البلدي في يناير الماضي أنه لم يتسلم مستحقاته وأنه لن يستطيع مواصلة سحب مياه المجاري إذا لم تدفع له الوزارة. ويعد مجمع 909 أكثر المجمعات تضرراً إذ تنتشر فيه بحيرات من مياه المجاري، ويوضح أحد المواطنين أن «آخر مرة أتت فيه شاحنات سحب المياه كانت قبل 3 شهور تقريباً (..) قد يخيّل لمن يشاهد برك مياه المجاري هنا أنه انتقل فجأة إلى منطقة في مجاهل أفريقيا أو إحدى الدول الأشد فقراً في العالم».ويضيف البلوشي أن المقاول يستخدم صهاريج شفط مؤجرة، وأخرى تابعة له وهي متهالكة وذات إمكانات وطاقة استيعابية صعبة وهي التي يستخدمها في مجمع 909، مضيفاً أن هناك مشكلة أخرى مزمنة تتمثل في التخطيط السيئ للشوارع في فترات سابقة أدى إلى صعوبة أو استحالة دخول صهاريج الشفط في كثير من المناطق والشوارع الضيقة.ويشكو عضو المجلس البلدي: «هذه المشكلة تستحوذ على حيز كبير من اهتمام أعضاء المجلس على حساب المشاريع الأخرى، ولا نستطيع لوم الناس على ذلك، لأنه أمر لا يمكن السكوت عنه»، مناشداً المسؤولين فتح محطة معالجة مياه الصرف في (الرفاع فيوز) أمام شاحنات الصرف من منطقة الرفاع الشرقي لتسريع التخلص من تلك المياه».ويؤكد البلوشي أن «الدائرة الأولى هي الوحيدة في المحافظة الجنوبية التي تأخرت فيها الخدمات ومشاريع البنية التحتية بسبب غياب تحرك جاد من الوزارات المعنية بهذا الشأن».يذكر أن كلفة سحب مياه المجاري في المنطقة تقدر بـ25 ألف دينار شهرياً، وتعد مجمعات 901، و903، و905 و909 هي الأكثر تضرراً من تسرب مياه المجاري حيث ينتظر أهلها اكتمال مشاريع الصرف الصحي بفارغ الصبر.
الرفاع الشرقي تغرق في مياه المجاري وسط عجز المسؤولين
30 مارس 2013