كتب - أحمد الجناحي:خلصت إحصائية غير رسمية أقرها مجلس الوزراء السعودي، إلى أن نسبة انتشار اضطراب التوحد في المملكة بلغت ما بين 30 ألف و42500 حالة، فيما قالت جمعية التوحد الأمريكية في إحصائيتها لعام 2012 إن هناك حالة بين كل 88 طفلاً بالولايات المتحدة مصاب بالتوحد.وقالت مديرة برنامج الإعاقه الذهنية والتوحد بجامعة الخليج العربي البروفيسورة خولة الحوامدة، إن التوحد لدى الأطفال يظهر قبل سن الثالثة، ويعتبر من أكثر الاضطرابات النمائية صعوبة وتعقيداً لأنه يأثر على جوانب متعددة، مثل الإدراك والتفاعل والتواصل الاجتماعي ومهارات اللعب وغيرها، ويؤدي إلى الانسحاب للداخل والانغلاق، ويعيق نمو الطفل الاجتماعي والتواصلي.ونبهت الحوامدة إلى أن السلوك النمطي يعتبر من أكثر السلوكيات شيوعاً لدى المتوحدين، ويعتبر من الاضطرابات السلوكية ذات التأثير السلبي على نمط الطفل ومدى تأثره وتفاعله مع محيطه المجتمعي.وعن أعراض اضطراب التوحد قالت الحوامدة «لابد للعائلة من الانتباه لسلوك طفهال عند بلوغه سن الـ18 شهراً، هل الطفل ينظر للوالدين عند الإشارة لشيء يريد أن يريهم إياه؟ هل ينظر تجاه الشيء الذي يريد الإشارة إليه؟ هل يستخدم خياله أثناء اللعب؟».دلائل التوحد وتشير الأبحاث إلى أن التوحد يكون أكثر تأثراً بالعامل الوراثي، وإذا كانت في العائلة سوابق اضطرابات وراثية وعصبية، وتزداد الإصابة أيضاً إذا كان الطفل ذكراً، والنسبة 4 ذكور مقابل كل أنثى متوحدة، وتقول الحوامدة إن كثير من الدراسات ربطت أدوية منع الغثيان للحوامل بإصابة الجنين بالتوحد.وفي العلاقات الاجتماعية يمكن الاستدلال، كما أشارت الحوامدة بالأعراض، عن طريق تصرفات الطفل المتوحد العنيفة مع أقاربه وصراخه أثناء مناداة والديه، إلى جانب عدم اهتمامه بأي لعبة تفاعلية مثل الغميضة، وعدم رفع ذراعيه ليتم رفعه من السرير، ومقاومة أية محاولة لإمساكه أو احتضانه.وتضيف الحوامدة أنه من الممكن ملاحظة السلوك التكراري والغريب على الأفراد المصابين بالتوحد مثل الرفرفة بالأيدي، والدوران حول النفس، والتحديق وهز الجسم بحركة مستمرة. وتشير إلى أن المصاب بالتوحد يفقد الشعور والإحساس، ويؤذي ذاته بضرب رأسه أو جرح نفسه بالأدوات الحادة ونتف شعره دون الشعور بالألم، ويلاحظ أنه لا يخاف الأماكن المرتفعة ولا يعرف المواقف التي تعرضه للأذى.وعن الجانب الحسي أوضحت الحوامدة أن هناك فرط في الإحساس أحياناً، يصعب معها حلق شعر المصاب، أو الاستحمام، ويجد صعوبة في تحمل الصوت العالي، وأحياناً يستغرب أنه يتصرف كأنه أصم، علماً أنه يسمع بشكل طبيعي، إلى جانب حبه للروتين ومقاومته للتغيير.درهم وقايةوقالت الحوامدة إن التشخيص المبكر وكثافة المعالجة الشخصية تسهم كثيراً في تحسين قدرة المصاب على إقامة العلاقات مع الآخرين والتواصل معهم وخدمة النفس.وأضافت «يملك المصاب باضطراب التوحد مزاجاً متطرفاً وعدوانياً، وعلى الأهل أخذ الطفل إلى الطبيب المختص في حال ظهور علامات مثل «إذا أتم السنة الأولى ولم يبدأ بالكلام وأقلها 3 كلمات، وإذا أتم السنة الأولى دون أن يستخدم الإيماءات كالتلويح والإشارة، وإذا أكمل السنتين ولم يكون جملة من كلمتين وأعاد كلمات الآخرين نفسها وكررها وقال جملاً غير مفهومة أو كلاماً غير مفهوماً».سبل العلاجتقول الحوامدة إن «اضطراب التوحد مرض عالمي ولا يوجد علاج شافٍ له 100%، وكل حالة تختلف عن الأخرى ولها طريقتها للحد من أعراضها وهناك أسلوب علاجي لكل حالة، ومن الممكن أن تكون المعاجلة عبارة عن مزيج من المعالجة السلوكية تساعد على تعلم المهارات والحد من التصرفات غير الطبيعية، وهناك معالجة للنطق، وعلاج طبيعي، وعلاج آخر بالأدوية لتخفيض بعض الأعراض».وترى أن التشخيص يسبب صدمة للأهل وتقبلهم للموضوع يأخذ بعض الوقت، لكنهم يشعرون بالارتياح عندما يفسر لهم سلوك طفلهم.وتؤكد أن هناك أيضاً اتجاهات تعليمية لضبط السلوك تستخدم فيها الطرق البصرية، واستراتيجيات لتطوير مهارات التواصل، والتدريب على المهارات الاجتماعية.