كتبت ـ شيخة العسم:تحمل والدة «أ . م» نفسها مسؤولية التقصير في رعاية طفلها المتوحد «انفصلت عن زوجي ولم أنتبه لتطور حالته حتى بلغ السادسة عشرة»، فيما ترجع أم نور وعادل الفضل في تنمية المهارات التواصلية لطفليها لمركز عالية.والدة إبراهيم قمبر حزمت حقائبها وسافرت إلى بريطانيا فور علمها بحالة طفلها المتوحد، وعاشت هناك 13 سنة متواصلة قبل أن تعود أدراجها للبحرين، وهي اليوم تبحث له عن وظيفة تناسبه بعد أن بلغ عمره 22 عاماً.الأساس الأهلانفصلت والدة «أ . م» عن زوجها بعد أن أنجبت منه ثلاث أبناء، أصغرهم من أطفال التوحد «بسبب جهلي وظروفي المعيشية والاجتماعية الصعبة أهملته حتى كبر وبلغ عمره 16 سنة».الطفل اعتاد الجلوس في الغرفة وحيداً «يصرخ تارة ويضحك أخرى، حاولت أخذه لأحد المراكز المتخصصة لكنه رفض بسبب حالته الشديدة، وتأخري في علاجه».تعبت الأم مع ولدها كثيراً «لا ألوم نفسي لأني أحد أسباب وصوله لهذه المرحلة، إخوته يدركون طبيعة مرضه لهذا هو يحبهم وشديد التعلق بهم، ولكنه لا يتحدث مع أحد ولا يغادر غرفته».ولا تخفي الوالدة قلقها على مستقبل طفلها وتقول «لا أرى له مستقبلاً.. أتمنى أن يخصصوا مركزاً للحالات الشديدة تتبناه عندما لا يجد أحداً حوله يساعده».الوقاية والعلاج نور الصايغ 14 سنة وأخيها عادل 12 سنة يعانون التوحد، تقول والدتهم فاطمة «كنت وزوجي في السعودية ولم نكن نركز على أمور كثيرة تخص الطفلين سوى الحاجات الأساسية مثل طريقة الأكل وكيفية دخول الحمام».بعد أن أصبحت نور في التاسعة وعادل في السابعة توجهت العائلة إلى البحرين «سمعنا عن افتتاح مركز عالية وما يقدمه من خدمات للحالات المماثلة، وبدأت مع أبنائي برنامج التأهيل، وبسبب تفاقم حالتهما، لم نتمكن من دمجهما في المدارس».بعد 5 سنوات من انخراطهم ببرنامج «عالية» التأهيلي «أصبحت نور تستطيع التعبير عما تريد وحتى مشاعرها بعد أن كان الضرب طريقتها الوحيدة، كانت تنتابها نوبات عصبية ومزاجية، وبالنسبة لعماد فهو لا يستطيع الكلام، وتعلم لغة الإشارة من المركز «.وتضيف فاطمة «كانت البداية صعبة جداً بطبيعة الحال، لكننا تأقلمنا بسرعة وتحسنت نفسيتنا، وأصبح همنا الأول والأخير كيفية تحسين معيشة طفلينا، وكان خطأنا عدم تداركنا لحالتهما في وقت مبكر».وعن نظرتها لمستقبل أبنائها تقول فاطمة «أتمنى أن يكون هناك مركز ثقة مثل عالية، يرعى الأطفال المتوحدين عندما يكبرون، أو في حالة وفاة والديهم». وتحكي والدة إبراهيم قمبر تجربتها «الأقدم في البحرين» مع طفلها المتوحد «عندما أنجبت طفلي لم يكن التوحد معروفاً في البحرين، سافرت إلى بريطانيا لعلاجه وتدريسه، وقضيت هناك 13 سنة كاملة، قبل أن أعود إلى البحرين، بعد أن كان ابني لا يتكلم ولا يكتب».وتقول «اليوم إبرهيم حتى يطبخ، بفضل إصراره وتحديه للمرض»، وتضيف «تصنيفه بين الاضطراب بدرجة متوسط إلى خفيف، وتكمن الصعوبة لديه في اللغة من حيث الضمائر، ونبحث اليوم عن وظيفة تناسبه بعد أن بلغ عمره 22 عاماً».