كتب - إيهاب أحمد:أكد أمين سر جمعية الأطباء البحرينية اختصاصي الطب النفسي د.محمد النفيعي أن أغلب من يستغلون في عمليات إلقاء عبوات «المولوتوف» مرضى نفسيين، وأن من يقوم بأعمال العنف مصاب بمرض هوس الإحراق (بيرومانيا).وأوضح د.محمد النفيعي، في تصريح لـ»الوطن»، أن «من يستخدم في أعمال العنف وأكثرهم مراهقين لديهم استعداد نفسي لإشعال الحرائق كون تركيبة شخصيته تسمح باستغلالهم».وعن أعراض (بيرومانيا) قال النفيعي «يصاب المريض بحالة هياج حين يرى اشتعال النار فهو يشبع غريزة الانتقام لديه، وبحسب مراجع طبية فإن المصاب بمرض هوس الإحراق (بيرومانيا) يكون أشعل أكثر من حريق عن طريق العمد، ويشعر بتوتر وتراكم عاطفي قبل افتعال الحريق وعندما يكون قرب الحرائق يشعر بسعادة بالغة وراحة نفسية».وتعتبر المراجع الطبية تراكم الضغوط والعاطفة خاصة في سن المراهقة أحد أسباب المرض إذ أكدت الأبحاث إمكانية إصابة الأطفال من سن 3 سنوات بهذا المرض.وفي سؤال عن إمكانية أن يكون المشاركون في إضرام الحرائق أصحاب توجهات سياسية وليسوا مرضى تساءل النفيعي «هل يمكن أن يكون أطفال ومراهقون لم يكملوا عشرين عاماً لهم أجندات سياسية؟».ووفقاً للنفيعي فإنه يتم انتقاء أصحاب شخصيات معينة لديها قابلية للتوجه نحو هذا السلوك وتنميته لديهم للمشاركة في أعمال العنف.وقال النفيعي «استغل المراهقون كوقود للأزمة وتم اختيارهم بعناية فائقة لاستخدامهم في عمليات الحرق (..) يلتقط بعضهم من الشوارع ممن يتعاطى المواد المخدرة أو يعاني انحلالاً أخلاقياً أو تفككاً أسرياً».واستعرض النفيعي حالات مرت عليه للتأهيل النفسي ويقول «ترد علينا حالات يدعي فيها أولياء الأمور تغيير سلوكيات أبنائهم وانتهاجهم العنف دون إعلامنا بما يقومون به ثم نكتشف مشاركتهم في إشعال الحرائق»، لافتاً إلى «تخوف أولياء الأمور من الإفصاح عن مشاركتهم في هذا الأمر في بداية لقاء الطبيب».وأضاف أكثر الحالات التي تردنا لمراهقين من أبناء القرى البسطاء الذين تأتي بهم أمهاتهم أو أباؤهم في الخفاء وهي حالات تعاني مشاكل وتفكك أسري.ولا يستبعد النفيعي إمكانية علاج من يقومون بعمليات الحرق رغم صعوبة هذا الأمر وهو ما أرجعه إلى أن معظم الحالات تعود لعوائل مفككة ولديه أخطأ في شخصيته تراكمت من الصغر.وقال «لا يحتاج المصاب لأدوية وإنما رعاية خاصة تشمل برامج رياضية ودينية ونفسية»، ودعا «لإقامة مراكز تأهيل في المملكة جنباً إلى جنب مع دور الأحداث الموجودة حالياً».وعن المدة المستغرقة لعملية التأهيل قال «تحدد المدة بعدد من المعطيات منها السن إلا أن المدة لا تقل عن 6 أشهر وللأسرة دور كبير في نجاح التأهيل».وتطرق إلى ازدياد عدد المصابين بالأمراض النفسية وخاصة الاكتئاب مقارنة بالسنوات الماضية نتيجة الأحداث التي تمر بها البحرين.