اشتد ضغط المعارضة الذي امتد إلى داخل الائتلاف الحاكم في فرنسا بين الاشتراكيين والخضر، مطالبة من الرئيس فرنسوا هولاند الذي يتخبط في أزمة سياسية بسبب فضيحة فساد، تغيير الحكومة. وبعد إعلان ملاحقة وزير المالية السابق جيروم كاهوزاك، كشفت صحيفة «لوموند» أن جان جاك اوجييه المفتش المالي السابق الذي كان أمين صندوق حملة هولاند في الانتخابات الرئاسية في 2012 صاحب أسهم في شركتي «اوف شور» في جزر كايمان، الجنة الضريبية. ودافع اوجييه عن نفسه قائلاً «لا شيء غير شرعي» في ذلك مؤكداً أن ليس لديه «لا حساب مصرفي شخصي مفتوح في كايمان ولا استثمار شخصي مباشر في تلك الأراضي»، وقال إن هولاند ليس على علم شخصياً بشؤونه. وزادت هذه المعلومات التي كشفتها «لوموند» وتندرج في إطار تحقيق طويل حول خدمات «الاوف شور» في العالم، في تفاقم أجواء متوترة تسببت فيها قضية كذب جيروم كاهوزاك حول ودائعه المصرفية السرية في سويسرا ثم سنغافورة. واعتبرت المعارضة اليمينية واليمين المتطرف واليسار الراديكالي الإجراءات التي أعلنها فرنسوا هولاند حول احترام الأخلاقيات والنزاهة السياسية غير كافية. وقال جان لوك مينلشون زعيم حزب اليسار ساخراً «إنها ضمادات على ساق من خشب». وعلى غرار الجبهة الوطنية، دعا رئيس حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية اليميني المعارض الرئيس إلى «تغيير حكومته بأكملها»، مضيفاً أن «المخرج الوحيد هو تعديل حكومي واسع النطاق بما في ذلك رئيس الوزراء كي يتمكن فرنسوا هولاند من إعادة شيء من الهدوء إلى بلادنا وتغيير سياسته». وفي معسكر الاشتراكيين أقرت آن هيدالغو المرشحة لمنصب عمدة باريس بضرورة طرح مسألة تعديل الحكومة لكن «ربما ليس الآن». واعتبر قسم كبير من وسائل الإعلام الفرنسية أن الوضع أصبح «لا يطاق» بالنسبة لفرنسوا هولاند. بينما ذكرت بعض الصحف تصريحات وزراء طلبوا عدم ذكر أسمائهم وتحدثوا عن تعديل وزاري محتمل. ورأت صحف أوروبية أن «التسونامي السياسي» زاد في أضعاف الرئيس الذي تراجعت شعبيته إلى أدنى مستوى في استطلاعات الرأي بسبب سوء إدارة الأزمة الاقتصادية. وقد نشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية وصحيفة «لوموند» الفرنسية أسماء شخصيات ومسؤولين يملكون أسهماً في شركات في جنات ضريبية بينهم رئيس أذربيجان.«وكالات»