كتب ـ حسين التتان:في حوار مفتوح اتسم بالصراحة والألفة والحميمية، باحت الأديبات العربيات بالأسرار، قدمن نماذج ثرية في الأدب والشعر والقصة والمقالة، سردن تجربة نضالية في مجتمع طالما اتصف بالذكورية.في لقاء رعته وزارة الثقافة وأسرة الأدباء والكتاب، أدلت كل مشاركة بدلوها، عبرن عن سعادتهن في الاجتماع بمنامة السياحة، حاولن تقديم خلاصة تجربة أثمرت عن وضع المرأة العربية على خارطة المبدعات على مستوى العالم.أكثر من 30 أديبة عربية يمثلن 18 دولة عربية التقين في قاعة الرفاع بفندق الريجينسي مساء الجمعة، في لقاء ضم نخبة من كبار الإعلاميين المحليين والعرب، حيث تواصلت رحلة عمرها 5 أعوام فقط، عندما انطلق الملتقى أول مرة في دمشق عام 2008 بدعوة من الأديبة السورية الكبيرة كوليت خوري.عضو اللجنة المنظمة د.سهير المهندي أدارت الحوار، ورحبت بالضيفات المشاركات من أصقاع العالم العربي في عاصمة ودعت عام الثقافة لتستقبل عام السياحة العربية.الأديبة البحرينية فوزية رشيد، تحدثت عن حساسية المرحلة التي يمر بها الوطن العربي، وأهمية دور الأديبات في الدعوة إلى السلام والحب والسعي الحثيث لحفظ استقرار الأوطان وأمن مواطنيه.كيف نشأ الملتقى؟ سؤال طرحته المدير التنفيذي للملتقى سلوى الأمين وأجابت عنه «بدأت فكرة إنشاء ملتقى للأديبات العربيات عبر الأديبة السورية الكبيرة كوليت خوري، ومن خلاله انطلق المؤتمر الأول في دمشق عام 2008».ولم تغفل الأمين الإشادة بالأديبات المساهمات بتأسيس الملتقى من مختلف أنحاء الوطن العربي، وإلى ضرورة استمراريته، في ظل الدور المنتظر للمرأة العربية المبدعة في ظل تغيرات يشهدها العالم العربي، وشكرت وزارة الثقافة والشيخة مي بنت محمد آل خليفة، على الجهود المبذولة في رعاية الأديبات العربيات، إلى جانب أسرة الأدباء والكتاب والمشاركات بالملتقى.وأوجزت ضيفة الملتقى الفنانة الكبيرة سميحة أيوب مسيرتها الأدبية بكلمات بسيطة معبرة، وعن رحلتها الطويلة في طريق الإبداع، ما نال سردها للتاريخ الإبداعي إعجاب الحضور.الكاتبة والمؤلفة المصرية فتحية العسال تناولت في كلمتها أبرز محطاتها الأدبية، وكيف أنها بدأت من الصفر حتى أصبحت من أكثر الكاتبات المسرحيات شهرة في العالم العربي.وسردت الكاتبة والأديبة الروائية الكويتية ليلى العثمان مشوارها في ميادين الأدب والكتابة، وما شاب الطريق من معوقات وصعوبات جمة، كما هي تجربة سابقتيها أيوب والعسال.وكان مسك الختام أن تحدثت الأديبات العربيات المشاركات عن تجاربهن في مجال الأدب والكتابة، وما واجهنه من معوقات في سبيل إبراز دور المرأة العربية بميادين الإبداع والتميز.وعلى هامش اللقاء المفتوح، لم تخف الأديبة الموريتانية تربة بنت عمار لصحيفة الوطن، شعورها بالحميمية والدفء وهي تزور منامة السياحة، وقالت «صورة البحرين عبر وسائل الإعلام كانت فجائعية، لكنها حين قدمت المنامة تغيرت الصورة تماماً». اللقاء بجلالة الملك المفدى كان مثمراً للغاية على حد وصفها «جلالته أبدا اهتمامه البالغ بالأقلام النسوية، وكان جلالته عظيماً في بساطته وبسيطاً في عظمته». ورأت في الحضور النسائي في البحرين طاغٍ جداً بمختلف القطاعات والميادين، وكيف تمكنت المرأة من تولي أعلى المناصب القيادية والسياسية في الدولة، وأضافت «فوجئت بالعمران الكبير الذي تشهده المنامة، رأيت بأم العين كيف تجاورت حضارة البحرين القديمة إلى جانب الحضارة الحديثة المعاصرة، وأهل البحرين طيبون وذوو عشرة».الأديبة العراقية أنعام كجه جي قالت إن المنامة شهدت طفرات هائلة في كل المجالات، لافتة إلى أن البحرين بلد هادئ مستقر. ورأت في اللقاء المفتوح مثمراً للغاية «وإن كان في كثير من جوانبه ينحى نحو السياسة لطبيعة مرحلة صعبة يمر بها الوطن العربي، لكنها أيضاً تجربة ثرية في تبادل الخبرات والأفكار بين الأديبات العربيات».