كتبت ـ شيخة العسم: تناول الملتقى العربي للإحصاء في يومه الثاني 3 محاور رئيسة، تحدث الأول عن تجارب الدول العربية في إعداد ونشر إحصاءات السياحة، وقارب الثاني الحساب الفرعي للسياحة، فيما تطرق الثالث لأحدث المستجدات والتطورات في مجال إحصاءات السياحة. وقدم الورقة الأولى الأمانة العامة لدول التعاون الخليجي ألقاها الباحث الاقتصادي بدر الغافري، وتطرق خلالها إلى 3 محاور رئيسة، الأول مؤشرات رئيسة لاقتصاد الخليج بالنسبة لدول العالم في عدة نقاط لجهة تبوؤ دول التعاون المرتبة 13 عالمياً بالسياحة، ونصيب الفرد واحتياطي النفط والغاز والتنمية البشرية، والثاني تناول حاجات المجتمع للسياحة الداخلية من وفود وأجانب ومقيمين، والثالث خطة عمل أعدها المركز لمواجهة الصعوبات ووضع استراتيجية مستقبلية وتقيمها وكيفية تنفيذها بعد عدة اجتماعات والخروج بجداول ورسائل التطوير لنظام إحصائي متكامل. والورقة الثانية من مصر ألقاها مدير عام جامعة الإحصاء المركزي ليلى يوسف، بينت فيها وجود عدد كبير من السياح في مصر، ودور المركز الإحصائي في الحصول على أرقام دقيقة، وتحدثت عن 3 نشرات أعدتها دولة مصر للإحصاء السياحي الأولى شهرية وسنوية لإحصاءات السياحة، والثانية نشرة مقومات النشاط الفندقي والقرى السياحية والثالثة للمعلوماتية. ومن تونس جاءت الورقة الثالثة وقدمها أيمن الرحماني وقال «إن تجربة تونس في السياحة والإحصاء السياحي تجربة عريقة، بدأت من الستينات وتبوأ القطاع مكانة سياحية عربية ودولية».وتحدث الرحماني عن المنظومة الإحصائية في القطاع السياحي التونسي في عدة نقاط تناولت المؤشرات السياحية، وحركة المسافرين عبر الحدود، وتعداد النزلاء والليالي السياحية في الفنادق، طاقة الإيواء، العائدات السياحية، النشريات الدورية، الإشكالات المطروحة، وأخيراً توصيات وزارة السياحة في تونس. وفي نهاية المحور الأول فتح باب المناقشة للمشاركين، وطغت نقطة أو إشكالية احتساب السائح في الفنادق على أجواء المناقشة، والتي لابد أن تكون دقيقة جداً، ولكل دولة طريقة في إحصائها لعدد السياح، فمثلاً مصر تحسب السائح في الليالي الفندقية عن طريق الغرف، أما تونس فتحتسبها عن طريق الأسرة. الحساب الفرعي للسياحةوناقش المحور الثاني الحساب الفرعي للسياحة، وعرضت الورقة الأولى متطلبات ومشكلات إعداد الحسابات القومية والإحصاء الاقتصاد قدمها قطب سالم وقال فيها «نظراً لدورها المتعاظم في اقتصاديات الكثير من دول العالم، تزايد الاهتمام بإعداد وتركيب الحسابات التابعة للسياحة في الوقت الحالي بدرجة كبيرة، سواء في الدول المتقدمة أو النامية، ما حذا بالكثير من الدول خوض تجربة إعداد الحسابات التابعة للسياحة بهدف التعرف على دور السياحة في اقتصاديات هذه الدول».وأضاف «تباينت مستويات هذه التجارب التطبيقية من دولة لأخرى، فكما أن البعض مازال في المراحل الأولى أو الاستعداد لخوض التجربة، نجد البعض الأخر نفذ التجربة بالكامل وفق التوصيات الدولية» مؤكداً أن مدى توفر البيانات هو المحدد الأساس لتنفيذ التجربة.واسترسل قطب في شرح موسع حول الحساب الفرعي للسياحة والمتعلقة بالعلاقة بين الحسابات التابعة للسياحة ونظام الحسابات القومية لسنة 2008، والتطرق للمفاهيم المتعارف عليها في الفرع السياحي القومي وعرض المشاكل التي تواجه المفاهيم والحساب في نظام الإنفاق السياحي. والورقة الثانية كانت باللغة الإنجليزية، وهي عرض شامل لمفاهيم ومتطلبات النظام الإحصائي والحساب الفرعي للسياحة من منظمة السياحة العالمية ألقاها الخبير الاقتصادي أوليفر هيرمان. وعرضت الورقة الثالثة تجارب الدول العربية في تطبيق الحساب الفرعي للسياحة، ناقشت فيها المستشار الاقتصادي لوزير السياحة المصري د.عادلة رجب، أهمية نظام الحساب لدولة مصر وقالت «عرفت مصر السياحة منذ اكتشاف اللغة المصرية القديمة، وبدأت في القرن السابع عشر والثامن عشر، ولكنها فعلياً بدأت في ثلاثينات القرن الماضي، ودور السياحة الكبير في توفير فرص للعمالة، بعد أن حصلت على شهادة واهتمام دولي على المراكب النيلية والوادي والآثار». وتطرقت عادلة رجب إلى ماهية الحسابات الفرعية للسياحة وعرفته «هو أسلوب إحصائي جديد للمفاهيم والتصنيفات السياحية، ووسيلة فاعلة للتخطيط الاستراتيجي ورسم السياسات الداعمة للنشاط السياحي، كما إنه أساس بناء قاعدة بيانات سياحية شاملة وتفصيلية، وأداة لإجراء المقارنات الدولية على أسس ومفاهيم موحدة».وتحدثت في ورقتها عن إنجازات وحدة الحسابات الفرعية للسياحة منها إصدار أول كتيب باللغة العربية عن منهجية إعداد TSA، وتوقيع بروتوكول تعاون بين وزير السياحة ومحافظ البنك المركزي المصري، وعرض واعتماد النتائج من منظمة السياحة العالمية UNWTO، والخطط المستقبلية لمصر في هذا الجانب، ومنها إدماج وحدة الحسابات الفرعية في وزارة السياحة لضمان استدامة البيانات، وتنفيذ الاستبيانات والمسوح بشكل دوري وعمل المسوح الميدانية لعامي 2013 و2014. ومن المملكة العربية السعودية تحدث منذر الأنصاري عن تاريخ الحساب الفرعي للسياحة في السعودية والذي بدأ عام 2002 بتأسيس مركز «ماس»، والذي يخرج سنوياً بخمس دراسات مسح للسياحة المحلية، ومسح السياحة الوافدة والمؤسسات السياحية والمسح العيني لقطاع الإيواء وحصر الموارد السياحية.وتطرق إلى ما لا يمكن معرفته من حساب السياحة الفرعي وتشمل «العائد على الاستثمار في المصانع والمعدات، التغيرات في الإيرادات أو الأرباح التجارية، الإيرادات الحكومية الناتجة عن السياحة، شهرية أو موسمية التغييرات، الاختلافات على مدى دورة الأعمال، تأثير الصدمات والمناسبات الخاصة، الآثار المضاعفة من خلال الإنفاق غير المباشر والمستحدث». ولخص عناصر النجاح في تنفذ هذه الاستراتيجية في مشاركة الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومشاركة أصحاب المصالح المحليين، والاستفادة من الاستشارات والتجارب الدولية، واعتماد منهجية وتوصيات منظمة السياحة العالمية.