قال شيوخ دين إن «نصرة الضعفاء والمحتاجين وإعانتهم من الأخلاق الحميدة التي تعادل في الإسلام أجر المجاهد»، مشيرين إلى ضرورة أن»يتحلى المجتمع الإسلامي بهذه الأخلاق والقيم»، فيما أوضحوا أنه «حينما نمعن النظر في كتب السنة فسنري أن هذا الخلق الكريم كان موجوداً عند العرب في الجاهلية وقبل الإسلام».واستشهدوا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الأنصار كنتم في الجاهلية أن لا تعبدون الله، تحملون الكل وتفعلون في أموالكم المعروف وتفعلون إلى ابن سبيل حتى إذا من الله عليكم بالإسلام ونبيه إذ أنتم وتحصون أموالكم، وفيما يأكل ابن آدم أجر». ومما يستفاد من هذا الحديث أن العرب قبل إسلامهم كانوا ينصرون الكل، والكل هو من لا يستقل بأمره. أي من يحتاج إلى مساعدة غيره، وأنهم كانوا يساعدون ابن سبيل.وحديث بدء الوحي المشهور قد جاء فيه قول السيدة خديجة رضي الله عنه موجهاً إلى الرسول صلى الله عليه وسلم: «كلا والله ما يخزيك الله أبداً، وإنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق».ويفهم من هذا الحديث أن حمل الكل وكسب المعدوم والإعانة على نوائب الحق من الأخلاق المعروفة والممدوحة لدي العرب حتى قبل الإسلام.وقد أمر الشارع الحكيم بإعانة الضعفاء والمحتاجين. فقد روي مسلم بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «من نفس عن مؤمن كربه من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه».ويبن الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فضل إعانة المؤمن أخاه المؤمن في الدنيا، وكذلك فضل ستر عيوب المؤمن.وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل سلامي من الناس صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس. قال: تعدل بين الاثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة».وقوله: وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة» فيه حث على إعانة الضعفاء والمحتاجين.وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الذي يعين على الأرملة والمسكين له أجر المجاهد في سبيل الله. فقد روي البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو القائم الليل الصائم النهار.والمعروف أن الأرملة والمساكين يدرجون ضمن الضعفاء والمحتاجين. ومعني الساعي هنا هو الذي يذهب ويجئ في ما ينفع الأرملة والمسكين.