عواصم - (وكالات): قتل 57 شخصاً بين مدنيين ومقاتلين وجنود في عملية اقتحام نفذتها قوات النظام السوري في بلدتين بمحافظة درعا جنوب سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. ونددت المعارضة بما اعتبرته «مجزرة ضد المدنيين» قتل الناس فيها «ذبحاً وحرقاً». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «57 شخصاً قتلوا بينهم 6 دون سن الـ 18 عاماً و7 نساء، في عملية اقتحام للقوات النظامية نفذتها أمس الأول في بلدتي الصنمين وغباغب في محافظة درعا».وقال عبد الرحمن إن العملية بدأت بـ «انشقاق 10 عساكر من مركز عسكري قريب والاشتباه بفرارهم إلى الصنمين وغباغب، ما دفع القوات النظامية إلى اقتحام البلدتين». وتخللت الاقتحام اشتباكات عنيفة. وأشار المرصد إلى أن القتلى سقطوا في «إطلاق رصاص وقصف وإعدام ميداني واشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة». كما أسفر القصف عن هدم وإحراق أكثر من 30 منزلاً. ورأى المرصد أن العملية تشكل «مجزرة جديدة» يرتكبها النظام «في ظل صمت المجتمع الدولي». ودان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قتل مدنيين «بأشد الطرق وحشية وإجراماً في مدينة الصنمين قرب درعا، لا لشيء إلا لإشباع شهوة القتل والتعطش للدم المتحكمة في نفوس أزلام النظام الأسدي المجرم». من جهتها، اتهمت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومن رايتس ووتش» الطيران السوري بقصف المخابز والمستشفيات وأهداف مدنية أخرى، ما تسبب في وقوع آلاف القتلى، داعية إلى وقف هذه الغارات التي وصفتها بـ «جرائم ضد الإنسانية». وأكدت المنظمة أن «الغارات الجوية الحكومية التي قتلت مدنيين بشكل عشوائي وبدون تمييز، تندرج على ما يبدو في إطار هجمات واسعة ومنهجية ضد المدنيين سبق للمنظمة أن صنفتها جرائم ضد الإنسانية». وقالت المنظمة إن «الأشخاص الذين يرتكبون بشكل متعمد انتهاكات خطيرة لقوانين الحرب مسؤولون عن ارتكاب جرائم حرب».من ناحية أخرى، رفضت لجان التنسيق المحلية في سوريا «جملة وتفصيلاً» دعوة زعيم تنظيم القاعدة إلى اقامة «دولة إسلامية في سوريا»، مؤكدة أن «هدف الثورة تحقيق الدولة المدنية».من جهة أخرى، أكد التلفزيون الرسمي السوري صحة شريط فيديو نشر على شبكة الإنترنت حول مقتل رجل الدين السني البارز محمد سعيد رمضان البوطي في انفجار في دمشق في مارس الماضي. وقدم مذيع التلفزيون السوري في نشرة الأخبار «اعتذاراً عن الخطأ الذي وقع به» التلفزيون لدى تشكيكه في شريط فيديو يظهر الشيخ البوطي وهو يدلي بمحاضرة داخل جامع الإيمان قبل أن يحصل انفجار ما يلبث بعده أن يظهر البوطي وهو يميل على كرسيه ويحاول في الوقت نفسه تركيز عمامته. وبعد ثوان، يظهر رجل أمام الكاميرا من الخلف، يقترب من الشيخ، يحضنه قبل أن يتركه وهو يلطم راسه، ويشاهد الشيخ وهو يهوي نحو الأرض. عندها، يقترب 3 رجال ويحملون الشيخ الذي بدا وجهه مدمى. وبعد تناقل هذا الشريط، عمدت قناة «العربية» إلى نشره والإيحاء بأن البوطي لم يقتل في الانفجار، وأن الرجل الذي اقترب منه هو من قتله بسلاح ما. على الإثر، رد التلفزيون السوري بحملة على «قنوات سفك الدم السوري» التي «تتاجر بدم الشهيد». واعتبر التلفزيون أن «الفيلم مفبرك». وبعد ساعات من هذه الحملة، بث التلفزيون السوري مقابلة مع نجل رجل الدين السني البارز الموالي للنظام، محمد توفيق البوطي الذي أكد صحة الشريط، فقال «عندما حدث الانفجار، انقطع التيار الكهربائي»، لكن «بقي وجه الوالد منيراً، والذين كانوا هناك رأوا وجهه وجسده»، وقد «مال إلى جهته ثم أعاد عمامته». وأشار توفيق البوطي إلى أن الشخص الذي اقترب في الفيديو من الشيخ هو ولده أحمد «الذي كان يجلس أمام جده الشهيد في جامعة الإيمان»، و»سخر من القنوات التي تحاول المتاجرة بالشهيد الراحل». وبعد المقابلة وفي نشرته الإخبارية، قال المذيع «لما كنا شككنا بالفيديو، فإننا من باب المصداقية أمام جمهورنا، نعتذر عن الخطأ الذي وقعنا به».ميدانياً، قتل 4 من جنود قوات النظام عندما أسقط مقاتلون معارضون في معرة النعمان بمحافظة إدلب مروحية عسكرية تنقل مواد تموينية إلى معسكري الحامدية ووادي الضيف المحاصرين، بحسب ما ذكر المرصد السوري. وفي حمص، تحدث المرصد عن «اشتباكات عنيفة» بين مقاتلين معارضين من جهة والقوات النظامية ومسلحين من اللجان الشعبية التابعة للقوات النظامية وحزب الله اللبناني من جهة ثانية، في قرى في ريف مدينة القصير على الحدود السورية اللبنانية رافقها قصف من القوات النظامية استخدم خلاله الطيران الحربي على قرى الحميدية وعرجون وتل قادش وتل مندو.وقتل في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا أمس 28 شخصاً، بحسب المرصد.وفي لبنان، أعلن مسؤول عسكري أن طائرة تابعة للجيش السوري ألقت 5 قنابل على محيط قرية عرسال شمال شرق البلاد، لكن لم تسفر عن سقوط ضحايا.وفي شأن آخر، صرح مسؤول سوري أن السلطات تسعى إلى إنشاء «مكتب لمقاطعة المصانع التركية» التي ساهمت في «تخريب الاقتصاد الوطني».