شاء الله خلال يومين متقاربين أن يرحل عن هذه الدنيا رجلان فاضلان كبيران في السن والشأن، ربطني بكل واحد منهما معرفة، الأول الحاج أحمد بن محمد العسيري هذا الرجل الذي امتلك حب كل من سلم عليه، جميع مصلي مسجد البوكوارة بالمحرق ينعونه وقد افتقدوه منذ مرضه الأخير، كان فعلاً حمامة المسجد وأخبرت من أشرف على غسله حينما من الله علي أن أقبله بين عينه قبل تكفينه، أن أحدنا ليحتقر نفسه عندما يعرف هذا الرجل وحرصه على أمور خيرية كثيرة أهمها الصلاة.كان رحمه الله عليه عندما كبر سنه وثقلت رجله يؤثر إلا أن يأتي إلى الصف الأول في المسجد مع أنه سقط مرتين أو أكثر، ولكن الهمة عند هذا الرجل وحب الصف الأول في المسجد وقراءة القرآن وحب ما عند الله كان أقرب لقلبه، كان كما قال لي ابنه رحمهما الله حافظاً للقرآن لكثرة قراءته له. عند الصلاة عليه دار في خاطري كيف أدعو له وأنا أول من يرجو أن يدعو له الحاج أحمد بو عادل، عندما كشفت عن وجهه والله رأيت وجهاً مشرقا متلألئاً كأنه البدر في تمامه، أخبرني من أشرف على غسله أنه منذ فترة لم ير مثل هذه الملامح الطيبة على الميت، نحن لا نزكيه على الله فقد ذهب إلى ما قدم، ولكن ما نقدمه في هذا المقال نريد أن يصل إلى شريحة من ضيعوا الصلاة لننقل لهم آثارها في الحياة والممات. نقل لي أحد الإخوة من مصلى المسجد أنه علم أن الإسعاف حضر للحاج أحمد وأنهم يسعفونه في السيارة فأسرع الذهاب إلى منزله، فإذا به قد فارق الحياة. يقول والله كان المكان مظلماً وما إن التفت إلى وجهه فإذا بنور يسطع منه، جنازته كانت عظيمة لعظمة هذا الرجل والذي شد انتباهي حضور غير المسلمين هذه الجنازة، نسأل الله أن تكون هذه الجنازة شاهدة له على حسن خاتمته، غفر الله لأبينا أحمد العسيري وأسأله سبحانه أن يجمعنا وإياه في دار كرامته ولو أني استرسلت بالكتابة لما توقفت يداي عن ذكر مناقب الفقيد. أما الحاج إبراهيم عاشير فعرفته منذ قرابة 22 عاماً، عندما كان عمري يقارب الـ13 عاماً، عرفته مصلياً في جامع الغاوي ويكاد لا يفوت فرضاً وتميز رحمه الله بالهدوء والسكينة في جميع أموره، ثم وجدته محافظاً على الصلاة في جامع كانو وكان يؤم بالمصلين أحياناً، والكل يشهد له بالخير وصدقة السر والاحترام بين الناس وكفاه أن ختم هذه الدنيا مقبلاً على صلاة الفجر، وكثير من الناس كان الفراش مضجعهم، وهي الصلاة التي يشهدها الله وملائكة الليل وملائكة النهار قال تعالى «أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر، إن قرآن الفجر كان مشهوداً»، وكفاه رحمه الله رفع إصبع السبابة عند وفاته بشهادة التوحيد والتي أسأل الله أن يبعثه وهو موحداً ونسأله سبحانه أن يختم لنا بخير.بوعمار / إمام مسجد بوكواره بالمحرق