كتبت - نورة عثمان:حققت الأنشطة التي أقامتها العديد من المنظمات الأهلية لتعزيز اللحمة الوطنية بعد أحداث فبراير ومارس 2011م نجاحاً كبيراًً، وعلى النقيض من ذلك فشلت الحملات الإلكترونية لبعض تلك المنظمات في تحقيق الهدف نفسه وفقاً لشهادة الجمهور الذي طالب بزيادة الأنشطة لمواجهة النزعة الطائفية، علماً أن وزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية خصصت حوالي 200 ألف دينار لتمويل المشاريع المعززة للحمة الوطنية في الفترة القادمة، فهل يمكن لهذه المنظمات أن تكثف أنشطتها المجتمعية لتحقيق الهدف الذي تسعى إليه وزارة التنمية؟ وما أبرز ما قدمته خلال الفترة الماضية؟.لم الشملتحدث عبدالله علي من "جمعية المستقبل الشبابية” عن بعض أنشطة الجمعية خلال الفترة السابقة التي تشجع الوحدة قائلاً : "إن الجمعية قدمت حملة بعنوان "كلنا من أجل البحرين” تضمنت عددا من الفعاليات من بينها مرسم للأطفال للتعبير عن حب الوطن، مضيفاً أن فعاليات الجمعية المعززة للوحدة الوطنية لا تقتصر على تلك التي ترفع شعارات مباشرة تدعو لهذا الهدف مثل "كلنا من أجل البحرين”، بل هناك عدد منها تعزز اللحمة الوطنية بشكل ضمني، مثل الحملة التي ستقوم بها الجمعية قريبا لدعم مرضى السرطان، وفي هذه الحملة تجتمع الطائفتان الكريمتان سواء على مستوى فريق التنظيم، أو مستوى الفئة التي تدعمها الحملة.وفي السياق ذاته، ذكر حسن بو هزاع، وعبدالعزيز السندي من "جمعية الكلمة الطيبة” أن فعاليات الجمعية الاجتماعية تسعى للم الشمل على مستوى مجتمعي مثل فعالية دوري كرة القدم الذي يقام في منطقة البسيتين ويضم شباباً من الطائفتين من كافة مناطق المحرق، كما أن الجمعية مستمرة في تقديم برنامج العمل التطوعي، ويتم التركيز فيه على المدارس من خلال إعطاء الدورات للمدرسين حول كيفية تكوين فريق طلابي قادر على تقديم عمل تطوعي، وبذلك تتعزز روح الجماعة في الفريق، وروح خدمة الوطن في العمل التطوعي. وعلى مستوى الفعاليات المعززة للحمة الوطنية في إطارها الأسري، بين ناصر الدرزي من "جمعية العائلة البحرينية” أن الجمعية لم تقم بأي فعالية تعزز الوحدة الوطنية على مستوى أسري، مرجعاً الأمر إلى عدم تلقي أي حالة خلاف أسري نتجت عن اختلاف الطائفة، إلا أنه استدرك الأمر بقوله: "هذا لا يعني عدم وجود مثل هذه الحالات في المجتمع، إذ اطلعت شخصياً على حالة لأسرة انقسم أبناؤها لفريقين بين الأب الذي ينتمي لطائفة، والأم التي تنتمي لطائفة أخرى”، معلقاً على الأمر بقوله : "في هذه الحالة يكون اللجوء إلى الحوار هو الطريق الأمثل لمنع الانقسام، شرط أن يقبل كلا الطرفين به، وأن يحدد الخلاف في إطاره السياسي ولا يمتد إلى العلاقات الشخصية”.الحملات الإلكترونية ورغم الإجماع على دور الأنشطة في تعزيز اللحمة الوطنية، إلا أن المسألة انقلبت عند الحديث عن الدور الإلكتروني للمنظمات الأهلية في تحقيق ذات الهدف عبر الأنشطة والحملات في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ قالت الطالبة بجامعة البحرين خولة الحسن : "النقاشات على مواقع التواصل الاجتماعي وإن كانت باسم جهة رسمية، إلا أن غالب المشاركين يتحدثون فيها بصفة فردية، ولا حرج عندهم بالحديث بما يشاؤون طالما أن حديثهم إلكتروني وغير مباشر، إلى جانب أن بعضهم يزيد الفرقة باتجاهه للتجريح مستغلاً اسمه المستعار الذي يخفي هويته”، مضيفة أنها فكرت بإنشاء صفحة إلكترونية حول هذا الموضوع، إلا أنها تراجعت لاقتناعها بأن اللقاء "وجها لوجه” يعزز لم الشمل بشكل أكبر.وعلق عبدالله علي بشأن ذات الموضوع قائلاً : "مواقع التواصل الاجتماعي مهمة للحمة الوطنية، لكن الأنشطة على أرض الواقع أهم لأن تأثيرها أكبر، كونها تستقطب الفئة التي تريد أن تعمل لخير البلد، وهذه نقطة التقاء مهمة تذوب فيها نقاط الخلاف الأخرى”.إقبال جماهيريوبالحديث عما إذا كان الجمهور يقبل على مثل هذه الفعاليات في وقت لا زالت تعاني فيه النفوس من تبعات الأحداث، قالت خولة الحسن: "وصلنا للاكتفاء السياسي”، في تأكيد على ضرورة أن تزيد المنظمات الأهلية من فعالياتها المتنوعة، بدل الاتجاه إلى رفض منح تراخيص إقامتها، كما يحصل في بعض المنظمات بدعوى أن الوقت غير ملائم لها، مضيفة: "هذا هو الوقت المناسب تماما لهذه الفعاليات، فإن لم نشغل الشباب بما يخدم وطنهم، سينشغلون بما يهدمه من طائفية تؤدي لانقسامهم”. وأكد عبدالله علي إقبال الجمهور على فعالية "كلنا لأجل البحرين”، رافضاً فكرة الابتعاد عن الفعاليات بدعوى وجود الغضب في النفوس، وقال : "المشاركة في الفعاليات تساعد على تجاوز الانقسام بتقبل جزء كبير من الطائفة الأخرى التي لا تؤخذ بخطأ قلة تجب معاقبتها”. ووافقه في ذلك ناصر الدرزي رئيس لجنة الإرشاد والتوفيق الأسري بجمعية العائلة البحرينية، موضحاً ضرورة عدم تعميم الخطأ على الطائفة بأكملها لأن التعميم ظلم لهم، مضيفا: "مشاعر الغضب لا زالت موجودة، إلا أنه يجب تجاوزها والنظر إلى الأمور بعقلانية، في ظل فعاليات حوارية تقرب الجانبين”.