«اعتباراً من شهر يوليو في سنته الجامعية الثانية إلى شهر يناير من السنة التالية أمضى تسوكورو تازاكي وقته وهو يفكر بشيء واحد: الموت»، بهذه الجملة يفتتح هاروكي موراكامي روايته الجديدة التي طرحت في الأسواق الجمعة في اليابان وهي تقع في حوالي 400 صفحة. في خضم ليل الخميس توافد الشغوفون بأعمال الكاتب الياباني الأكبر راهناً للحصول على روايته الجديدة التي صدرت بنصف مليون نسخة. وقد غيرت مكتبة في حي جيمبوشو المعروف، عنوان المحل لترفع اسم هذا الكاتب الذي يلقى نجاحاً متزايداً في اليابان. ونظمت مكتبات أخرى فعاليات خاصة منذ مساء الخميس لجذب المعجبين بهذا الكاتب الذي لم ينشر أي عمل منذ صدر الجزء الثالث العام 2010 من ثلاثية «1كيو84» التي أدى الجزءان الأولان منها إلى إثارة حماس كبيرة في صفوف القراء. وقال معجب يدعى ناش «لقد اشتريت الكتاب للتو. منذ (نوريجين وود) اشتريت كل كتب موراكامي في يوم صدورها». وقال موظف في ساعات الصباح الأولى عبر تويتر «ثمة أشخاص يقرأون الرواية الأخيرة لموراكامي في القطار!». وحتى قبل توزيعها على المكتبات تصدرت هذه الرواية المرتقبة جداً، تصنيف موقع «أمازون جابان» الذي أخذ بالاعتبار أكثر من 20 ألف طلبية مسبقة. وتسلم غالبية النسخ المحجوزة منذ أسابيع، خلال النهار والبقية في الساعات الـ48 التالية. وفي أكبر المكتبات وأشهرها التي فتحت أبوابها في وقت أبكر، تكدست تلال من الرواية بغلافها الأبيض الأنيق مع شرائط متعددة الألوان وعبارة «ثمة أنباء سارة وأخرى غير سارة». ولم يرشح شيء عن فحوى الرواية قبل موعد طرحها في السوق. وهي تحمل عنوان باليابانية يعني «»تسوكورو تازاكي الذي لا لون له، وسنوات ترحاله». إلا أن التكهنات كثرت على الإنترنت إذ حاول كثيرون تفكيك لغز هذا العنوان. فبعضهم اعتبر أن أحرف اسم الشخصية الرئيسة تسكورو تاكازي هي الأحرف نفسها لكلمة «تسوزوكو تشيكارا» الذي يعني «القوة المتواصلة». وتكهن آخرون على أن «سنوات الترحال» تشير ربما إلى عنوان مقطوعة للبيانو لفرانس ليست إذ إن موراكامي يعشق الموسيقى. أما الكاتب الذي نادراً ما يدلي بتصريحات أو يظهر في العلن فاكتفى في بيان ببعض الكلام العسير الفهم. وجاء في بيانه «كنت أنوي أن أكتب قصة قصيرة إلا أنها أصبحت طويلة كلما تقدمت بالكتابة. هذا لا يحصل لي كثيراً هي المرة الأولى ربما منذ نورويجين وود لم يكن لدي أي أدنى فكرة عما ستكون عليه الرواية قبل أن أبدأ الكتابة».