كتبت ـ عايدة البلوشي:أحمد طفل لا يتعدى السابعة، يجرجر حقيبة ثقيلة تفوق وزنه، تزدحم بالكتب والدفاتر والكراسات والسندويتشات والعصائر أيضاً، يحلم أحمد أن يصبح بطلاً برفع الأثقال «بحكم الخبرة طبعاً»، بينما يفكر والده أن يستأجر عتالاً يحمل عنه حقيبته «المتروسة» بالأوراق. حمل أثقاللطيفة محمد طالبة بالمرحلة الثانوية تقول «نحن نحمل أثقالاً وليس حقيبة مدرسية» وتتساءل «ماذا عن أطفال الروضات والصفوف الابتدائية؟!».حقيبة لطيفة ثقيلة جداً وممتلئة عن آخرها بالكتب والدفاتر «الضروري منها وغير الضروري» وتضيف «نحمل يومياً في الحقيبة 14 كتاباً ودفتراً على أقل تقدير، بفرض أن لدينا 7 حصص يرافقها كتاب والدفتر والعملية الحسابية معروفة».وتزعم لطيفة أن طالبات الثانوية بالكاد يحملن الحقيبة، وتسأل «ماذا عن الكتب الإلكترونية سمعنا عنها ولم نشاهدها؟ أهو مشروع قادم؟ هل يتناسب عصر التكنولوجيا مع حمل الأثقال؟». فيصل إبراهيم طالب بالمرحلة الابتدائية، خارت قواه من حمله اليومي لحقيبة لا تكاد تفرغ من محتوياتها «تعبنا من الحقيبة المدرسية، وزنها يزداد مع كل فصل دراسي جديد» ويضيف «أحمل على ظهري مكتبة بأكملها وليس حقيبة».يحشر فيصل في حقيبته يومياً عدداً كبيراً من الكتب والدفاتر والكراسات والملفات والقرطاسية والأقلام وقائمة من المأكولات والأطعمة «انكسر ظهري من حملها رحمتك يارب» ويواصل «تعب حمل الحقيبة تساوي تعب الدراسة والمذاكرة والمراجعة مجتمعة». في إحدى المرات طلب فيصل من المعلمة عدم إحضار كتاب مادة معينة «لأننا في الواقع لا نستفيد منه أثناء الشرح، هي تشرح وتوزع الملخصات ولا حاجة لنا بالكتاب أثناء الحصة، إنما نحتاجه أثناء المرجعة للامتحانات».ويقول إن المعلمة رفضت الفكرة وأجابته «لازم تحترم المادة وتحضر معك الكتاب والدفتر وإلا أنقص درجاتك»، طبعاً اجتهد فيصل ولم يحضر الكتاب في الحصة التالية و»مشى الموضوع على خير».حمال لحقيبة الطالبويقول عبدالله علي ولي أمر طالب بالمرحلة الابتدائية، إن تضخم الحقيبة المدرسية بات هماً صباحياً يومياً «كرجل لا أستطيع حملها فكيف بطفل صغير يافع رقيق العود؟» ويضيف «ولدي في الصف الرابع الابتدائي يحمل حقيبته المكتنزة كل صباح ولا يستفيد من أغلب ما تحتويه». ويدعونا عبدالله لحديث المنطق ويسأل «هل فعلاً يحتاج الطالب كل هذه الكتب والدفاتر المزدحمة بحقيبته؟» ويتابع «طفلي أخبرني أن هناك كثير من الكتب لم تخرج من الحقيبة يوماً».في البداية اشترى عبدالله لطفله حقيبة ظهر، وبعد أن أثقلت كاهله ويأس من حملها اليومي «طلب حقيبة جر ليخف الحمل قليلاً، اليوم هو يشتكي من جرها للطابق العلوي.. مصعد ما في». ويرى ولي الأمر محمد حسن في الحقيبة معاناة حقيقية للطفل «الحل مطلوب.. تحدثوا مراراً عن الكتاب الإلكتروني أين وصل الموضوع؟ لا أحد يعلم».ويعتقد محمد أن أبعاد المشكلة كبيرة ووخمية على الطفل من الناحية الصحية «الطفل لا يستطيع حملها لعدة أمتار، فكيف بأطفال يذهبون إلى المدرسة سيراً على الأقدام والمسافة بين مدرستهم والبيت ربما تستغرق 10 دقائق مشياً».