كتبت - عايدة البلوشي:لا تجهد مروة إسماعيل نفسها في إعداد البحوث المدرسية «ضغطة زر على غوغول والبحث جاهز بين يديك»، وتقول «الكل يفعل ذلك.. إعداد 7 أبحاث في الفصل الواحد مهمة مستحيلة».ويجد الطالب محمود أحمد «ضغطة الزر» أصعب طريقة «هناك طرق أسهل يتبعها الكثيرون بالاستعانة ببحث زميل انتهى من المادة»، ولا يتذكر الطالب راشد جاسم أنه أنجز بحثاً «أهلي ينجزون البحث، وأنا مجرد حلقة وصل بينهم وبين المدرس». أسهل طريقةتقول مروة إسماعيل الطالبة بالمرحلة الثانوية «يطلب منا في الفصل الواحد ما بين 7 و8 بحوث بواقع بحث لكل مادة، عدا الواجبات والتكليفات الأخرى والامتحانات والاختبارات وإنجاز كل ذلك مهمة مستحيلة» وتضيف «على الطالب أن يسابق الزمن لتسليم بحثه في الموعد المحدد، وفي مثل هذه الظروف وللحصول على أعلى الدرجات يستعين الطالب بالإنترنت والمواقع المتخصصة بإعداد البحوث ويجدها جاهزة بلا أدنى جهد، وما على الطالب سوى النسخ واللصق والطباعة».وتتابع «في أغلب الحالات المدرسة لا تدري عن البحث أو المادة المقدمة، وبمجرد تسليم الطالبة البحث ترى الشكل لا المضمون وبالتالي تضع الدرجة حسب مستوى الطالبة في الفصل، فربما يكون البحث المقدم ذا معلومات قيمة وبذلت فيه جهداً كبيراً والطالبة مستواها الدراسي جيد، فلا تمنح الدرجة بناء على البحث المقدم (ممتاز) بل تنال (جيد) بناء على مستواها». ويعترف الطالب محمود أحمد أن أفضل الواجبات والتكليفات المطلوبة في المدرسة هي الأبحاث «لأنك بضغطة زر تحصل على ما تريد» ويقول «للعلم هذه أصعب طريقة.. هناك طرق أسهل يتبعها كثيرون بالاستعانة ببحث زميل انتهى من المادة.. البحوث عملية متبادلة بين الطلبة والطالب يحصل على الدرجات المرتفعة بالراحة».حلقة وصل لا يتذكر الطالب راشد جاسم أنه أنجز أي بحث يوماً «بصراحة أنا لم أعمل أي بحث ولا أعرف كيف يتم إعداده، عندما يطلب مني المدرس بحثاً أو تقريراً ما علي سوى إخبار والدتي أو أختي وهما يعدانه، أنا مجرد حلقة وصل بين الطرفين». يعرف راشد أن الغاية والهدف من إنجاز البحث تنتفي بهذه الحالة «لكن لا أملك الوقت الكافي لإعداده في ظل مدة الاختبارات القصيرة، والأهم أن المدرس وطوال مراحل التعليم لا يعلم الطالب طرائق إعداد البحث، هناك ضرورة لوجود مادة خاصة تعلم الطالب كيفية إنجاز بحث». ويتحدث ولي أمر الطالب سمير عبدالله عن تجربته الشخصية، ويقول إنه يعد البحوث لأبنائه بشكل متكرر «هذا هدر لوقت الطالب وعبء مادي إضافي يثقل كاهل أولياء الأمور ويخرج البحث عن الهدف المنشود وهو زيادة اطلاع الطالب على مضمون البحث». ودعا إلى تدريب الطلبة على ممارسة البحث الذاتي عن المعلومة تحت إشراف المعلم وتوجيهه إلى أساليب البحث الصحيحة وتلخيصها وعرضها ومناقشتها معهم للخروج بالفائدة المرجوة. ويقول عبدالرحمن علي ولي أمر، إنه يتلقى دوماً طلبات أبنائه لإعداد بحوث من خلال الإنترنت «أدخل العناوين إلى محرك البحث ومن ثم طباعة المادة وانتهي الموضوع». ويضيف أنه يستفسر كثيراً من أبنائه إن كان يطلب منهم قراءة ما يحتويه البحث من معلومات فيجيبون بالنفي، حيث يكتفي المدرس بتسجيل أسمائهم إلى جانب حقل الدرجات.
البحث المدرسي بضغطة زر!
13 أبريل 2013