كتبـ حسين التتان:لا تكاد تمر ساعة على إبراهيم ناصر، إلا ويراجع بريده الإلكتروني لمعاينة الرسائل الواردة من أصدقائه ومعارفه وجهات أخرى تربطه بها علاقات عمل، ذاك كان قبل عامين، اليوم يفتح إبراهيم بريده في حالة واحدة فقط.. إذا أخبره أحدهم أنه بعث إليه برسالة. وسائل التواصل الاجتماعي بدءاً من «الواتس آب» و»تويتر» و»فيس بوك» و»أنستغرام»، قضت اليوم على الإيميل وجعلت منه ماضٍ ولى، ولم يعد الشباب يكترثون ببريدهم الإلكتروني إلا عند الضرورة، أو لإنجاز معاملة رسمية، وهناك الكثير من المؤسسات بدأت تستعمل خدمة «الواتس آب» بدلاً من البريد الإلكتروني.ماضٍ ولىلم تكن آمال ربيع تفارق إيميلها ساعة، اليوم لا تكاد تفتحه في الشهر والشهرين، وعند الحاجة الماسة والضرورية «عبر الجهاز المحمول تستطيع إنجاز كل شيء، البريد الإلكتروني لم يعد ذا قيمة تذكر».ويذهب ياسر عبدالصمد أبعد من ذلك «منذ أن اقتنيت جهازاً محمولاً من الجيل الثالث، لم أعد أُعير بريدي الإلكتروني أهمية، وربما تستغربون أني لم أفتح بريدي مذ ذاك اليوم».ياسر وحين طلب منه أحدهم عنوان بريده الإلكتروني، وأراد فتح البريد لم يتذكر كلمة المرور «من حينها فقدت بريدي الإلكتروني».الإيميل «أنتيكة»رائد جعفر يصر على استخدام بريده الإلكتروني حتى اليوم «طبيعة عملي كمخلص معاملات تقتضي أن أستخدمه لتسهيل مهمة إنجاز المعاملات، وسوى ذلك لم يعد البريد الإلكتروني يثير اهتمامي.. كل أشكال التواصل الاجتماعي موجودة عبر النقال».ويشير جعفر إلى أن الكل بلا استثناء تقريباً، باتوا يستخدمون بريدهم الإلكتروني في تخليص وإنجاز المعاملات الرسمية والمكتبية فقط «لا أحد اليوم يفتح بريده لأجل خبر قديم أو رسالة من صديق، وعن قريب نجد البريد الإلكتروني يلحق بالبريد العادي، لجهة أهمية وجوده».لدى سؤالنا الطفلة غدير محمد ذات الرابعة عشرة ربيعاً، عن مدى استخدامها لبريدها الإلكتروني بعد أن امتلكت هاتفاً ذكياً يخصها أجابت «نسيت كيفية دخول البريد الإلكتروني، لم أعد أذكر كلمة المرور، الواتس آب وبي بي مسنجر وأنستغرام وغيرها من المواقع الجديدة، أغنتنا عن البريد الإلكتروني».رضي محمد محاسب في إحدى الشركات يقول «ليس صحيحاً ما يقوله البعض عن الإيميل، وأن الناس بدأت بتركه، ربما تكون استخداماته قلت عن ذي قبل، بسبب وجود وسائط إلكترونية أخرى، لكن من يعمل بمؤسسات معتبرة خاصة أو حكومية، يدرك أن البريد الإلكتروني باقٍ، وتعتمد عليه المؤسسات في تسيير أعمالها، والبريد الإلكتروني مهم للغاية في التواصل الرسمي والتجاري والمعرفي».سلوى حسن تشير إلى أنها لا تستخدم بريدها الإلكتروني كما السابق، لكنها تؤكد أنه ضروري في بعض المعاملات «خاصة لحالات تحتاج لمزيد من الأوراق الثبوتية والرسمية، وهذا لا يكون إلا عبر الإيميل».
البريد الإلكتروني «باي باي»
14 أبريل 2013