كتب- محي الدين أنور- ترجمة نورة عثمان:«سقف متهاوٍ مسنود ببضع عوارض خشبية، جدران متصدعة، سلالم متهالكة، طلاء متشقق متساقط عن الجدران، وغرف لاتنبئ بأي حياة، إحداها ربما باتت وكراً للمسكرات والدعارة» مشهد لم يكن كافياً لمالك عقار متهالك من 3 طوابق في رأس رمان ليهدمه أو يعيد ترميمه، رغم إنذارات البلدية المتوالية، إذ إن مبلغ الإيجار الشهري من العمالة القاطنة فيه كفيل بـ»صم الآذان عن أي مخاطر محدقة بإنسان يعيش قاب موت أو أدنى بين هذه الجدران المتهالكة» بحسب أحد القاطنين قرب المبنى.عدسة «الوطن» رصدت المبنى رقمه 554 بشارع 608 بمجمع 306 برأس الرمان، قبل أن يتجه شاب في مقتبل العمر إلى مراسل الصحيفة ليقول: «البلدية ألصقت إشعارات أكثر من مرة على المبنى، إلا أن المالك أزالها متجاهلاً إياها، والمبنى غير آمن للمقيمين فيه وانتقل كثيرون للسكن في مكان آخر بعيداً عنه». ويضم كل طابق في المبنى شقتين بهما ثلاث غرف للنوم، حمام، صالة، ومطبخ، ونظراً لانتقال القاطنين السابقين إلى منزل آخر أكثر أمناً، خفض مالك العقار سعر التأجير إلى 150 ديناراً، من أجل جذب الزبائن، وأجّره بذلك إلى عمال آسيويين.وقال قاطنون في الجوار إن «المالك بنى قبل سنوات أربع غرف أخرى على السطح مستخدماً صفائح خشبية، وأجرها لمقيمين آخرين، إلا أن البلدية طالبته بإزالتها لعدم حصوله على إذن ببنائها.ومنذ ذلك الوقت والغرف لا يسكنها أحد، بل يستخدمها الآسيويون للتدخين وشرب المسكرات، ويشك أن إحداها تستخدم للدعارة، وفق ما ذكر أحد الجيران.دهشة النائب أحمد قراطة لدى زيارته المكان بدعوة من «الوطن» لم تكن كافية لترفع خطر الموت عن قاطنيه أو تعيد بعض الحياة الصحية بين جدرانه، إذ تساءل النائب «كيف يمكن لأحد أن يسكن في مكان خطر كهذا؟»وقال قراطة: «مبنى مثل هذا يهدد حياة ساكنيه، كما يهدد من يسكنون حوله حال انهياره، ومؤخراً عرضت علي الكثير من الحالات المشابهة»، مشيراً إلى أنه «يجب لفت انتباه المجلس البلدي ومجلس النواب للمشكلة».وأضاف: «يجب أن تتخذ إجراءات حاسمة إما لترميم المبنى أو هدمه، واتخاذ إجراءات مسبقة أفضل من اتخاذها لاحقاً بعد وقوع الكارثة»، مذكراً بحادث الحريق الذي وقع في مبنى بالمنامة قبل شهرين وأدى لوفاة كثير من العمال.
سقف متهاوٍ وجدران متصدعة تتربص بضحايا جدد في رأس رمان
15 أبريل 2013