كتبت ـ شيخة العسم: الفنانة لطيفة مجرن: أعظم أجر جميع الفنانين البحرينيين، وجميع محبي الفنان ممن أسعدتهم أعماله الفنية عبر مسيرته الحافلة، ولا بد من كلمة بحق الفنان القدير، هو فنان خدم الفن البحريني وأوصله لما هو عليه من خلال أعماله الكوميدية، وكانت من أروع الأدوار التي قدمها فنان بحريني.البهدهي إنسان محترم بكل ما تحمل الكلمة من معنى، صباحاً تلقيت الخبر المؤسف، أحزنني كثيراً، وبسبب سفراتي الكثيرة كنت أحاول التواصل معه عبر الهاتف ولكن هاتفه كان مغلقاً طوال الوقت، وكانت وفاته خسارة للفن البحريني، رحم الله فناننا الكبير وأسكنه فسيح جنانه. الفنان إبراهيم بحر:كان فناناً ملتزماً قدم كثيراً من الأعمال الدرامية والمسرحية المميزة، أسعدت بمجملها قلوب جماهيره وعشاقه ومحبيه، وأخص هنا شخصية «عبد الصمد» في مسلسل «ملفى الأياويد»والتي كررها في أعمال تلفزيونية ومسرحية أخرى، والجميع كانوا ينادونه بهذا الاسم.البهدهي كان شديد الالتزام بمواعيده محباً لأصدقائه وزملائه، وبالنسبة لعلاقتي الشخصية بالفنان الراحل فاقتصرت على المجال الفني، حيث بدأت أول عمل معه سنة 1976، ومن أجمل الأعمال التي قدمناها سوية مسرحية « المفهي» من خلال مؤسسته الفنية، ووصلت المسرحية والشخصيات التي أديناها لقلوب كل من حضر وشاهد المسرحية، وبالنسبة لمرضه تواصلت معه بعد أن أقعده الداء طريح الفراش، عن طريق الهاتف بسبب سفره إلى تايلند في رحلة العلاج.. كان آخر حديثه معي مليئاً بالتفاؤل والصبر. الفنان أحمد الصايغ: فقدت الساحة الفنية فناناً أصيلاً مجداً برحيل «عبد الصمد»، كان مكافحاً في عمله مخلصاً له، فنان يسري الفن في عروقه، بادل الفن حباً بحب ووفاءً بوفاء، كان رغم مرضه دائم الحضور في الساحة الفنية ودائماً ما يقول لنا «ياجماعة شغلوني»، هو مدرب قبل أن يكون أستاذاً وفناناً. عند مرضه ظللت على تواصل دائم معه، وزرته في منزله بعد عملية جراحية أجراها في البحرين، وكنت أزوره في المستشفى باستمرار، وأذكر أنه بعد خروجه من العملية وأثناء زيارتي الاعتيادية له قال لي «أحمد.. أنا بطلع وبسوي مسرحية».من أكثر الأعمال التي أذكرها معه وتركت ذكرى جميلة لا تنسى، في سنة 1990 عندما جمعتنا مسرحية «ياقوت على خط النار»، مع الفنان الراحل سعد علي، وكانت المسرحية تتحدث عن قضية المخدرات، وفي أحد المشاهد الطويلة كان مشهد مرافعة في المحكمة، وبحكم طول النص، كان الراحل محمد البهدهي يكتب النص ويلصقه على جدران السجن «القفص»، وقبل لحظات من المشهد ننزعه، فيزعل منا كثيراً رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان. الفنان جمال الصقر:خبر وفاة البهدهي فاجأني وأحزنني، وأسأل الله أن يسكنه فسيح جنانه، كان الفنان مبدعاً بالفطرة، رمز للفنان التلقائي سريع البديهة، ذا لهجة جميلة بسيطة أحبها الجميع.البهدهي أعرفه منذ الصف الأول الابتدائي حيث كان سكرتيراً في المدرسة بشخصيته المتواضعة وأدبه وخلقه الرفيع، عملنا معاً بعدة أدوار، إلا أني كنت أتمنى أن يمثل في عمل كتبته أنا، ولم يكتب الله ذلك حيث توفاه جل وعلا. الموت طريق نسير عليه جميعاً دون استثناء، وأتمنى أن تكون هناك مبادرة من وزارة الثقافة بوضع صندوق للفنانين البحرينيين، كما في دولة الإمارات والكويت، فتضحية الفنان كبيرة بصحته وأهله وحرقة دمه أرجو أن تثمن تجربته ويحترم مشواره الفني الطويل ويقدر ويكرم كأي مبدع أجزل العطاء دون أن ينتظر مقابلاً.الفنان سعد البوعنين:ارتبط اسمانا في أعمال فنية لكثيرة لا تنسى، يعجز اللسان عن قول أي شيء بحق الفنان والصديق محمد البهدهي، هو ركن من أركان أو قاعدة من قواعد الفن البحريني والخليجي عموماً، بخفة ظله وأسلوبة الكوميدي ونكته وطرفه في حديثه وكلامه. فقدناه حقاً.. وفقدت الساحة الفنية البحرينية برحيله جزءاً كبيراً من تراثها، وترك فراغاً واسعاً ينتظر من يسده، أكثر الأعمال الفنية التي أذكرها هو أول عمل مسرحي لي معه في سبعينات القرن الماضي في مسرحية «مشخل»، كانت علاقتي بالراحل وثيقة حتى خارج الإطار الفني، كنا نجتمع في مكتبة ونناقش ما خطر ببالنا من موضوعات فنية وإبداعية، كان متفائلاً دوماً ذا طموح لا تحده الحدود، يحلم أن ينتج عملاً يخصه، وكان يردد باستمرار «لا فائدة من عمل دون وجود المشتري»، كان حاله حال أي فنان ومبدع بحريني مصدوم دوماً ولا وجود لمن يدعمه ويؤازره.
في عيون محبيه
15 أبريل 2013