كتبت ـ عايدة البلوشي:ما أن تذكر علاقة بعض النساء بالمطبخ اليوم، حتى تقفز للأذهان أغنية «الخاشوقة» للمطربة اللبنانية دومينيك، وتقول إحدى مقاطعها «إذا البيضة ما بتعرف كيف تقليها.. وبمدرستا ما قطعت صف التاني».سلاح المرأة للدفاع عن عدم دخولها المطبخ مشحوذ جاهز «طباخات غصباً عن رأس الزعلان والرضيان.. بس أعطينا وقت».. «هذا حال الموظفة» يقول البعض ويقبلون عذرها «ما بال غير الموظفات؟.. وماذا عن عطل نهايات الأسبوع؟!». عذر أقبح من ذنبتسخر مروة عبدالله من عبارات يطلقها الرجال «جزافاً» مثل «وين البنت ووين المطبخ» أو «بنات هذا الجيل لا يعرفن فن الطبخ» أو «راحت نسوان لول».. دون أن يقفوا على الأسباب الحقيقية وراء عزوف السيدات عن المطبخ.وتزعم مروة أن الفتاة لديها رغبة دخول المطبخ وإعداد أصناف متنوعة ومختلفة من الطعام «إلا أنها غالباً لا تجد الوقت للمطبخ، الموظفة والطالبة كيف لها أن تطبخ؟».وترفض مروة مبدأ المقارنة بين بنات هذا الجيل والجيل السابق «الزوجة كانت ست بيت همها الوحيد تربية أبنائها وتدبير شؤونهم وتصريف أمور المنزل من طبخ وتنظيف وسواه، اليوم الزوجة موظفة ومربية وطالبة باختصار هي متعددة الأدوار، والحال نفسه للفتاة غير المتزوجة فقد تكون عاملة وطالبة وأحياناً كثيرة نجدها تشارك متطوعة في الأنشطة المجتمعية».وتقول «عامل الوقت هو السبب الرئيس في عدم دخول الفتاة المطبخ». «أمهات لول» يترحم علي حسن على جيل الأمهات والجدات «غير جيل الهمبرغر والبتزا» ويقول «جيل اليوم متفوق في الجانب التعليمي فقط ولذلك أسبابه، في المقابل تفوقت نساء الأمس في المناحي الأخرى كافة الطبخ وتربية الأبناء وتعليمهم». ويصف تذرع نساء اليوم في عدم توفر الوقت لديها لدخول المطبخ «عذر أقبح من ذنب» ويقول « لا يكون تشتغل 24 ساعة وحنا ما ندري، لو قلنا تعمل 5 أيام بالأسبوع في يومين إجازة مالهم؟».ويدعو علي للنظر للموضوع بواقعية «ضيق الوقت ليس مبرراً مقنعاً لعدم إجادة فتيات اليوم فن الطبخ، السبب تعود الفتاة على نمط حياة سهل قليل الكلف، تعتمد على الآخرين في كل شيء وهنا المطاعم تؤدي المهمة، وعلى الرجل أن يتحمل التكاليف». التعميم مرفوضعائشة أحمد ترفض مبدأ تعميم الظاهرة، وتجد أن هناك كثيراً من الفتيات يدخلن المطبخ ويتفنن بإعداد الأطباق وتجهيز الموائد العامرة «الموضوع يتوقف على الفتاة نفسها إن كانت تحب المطبخ أم تتكاسل وتعتمد على المطاعم».تجيد عائشة فن الطبخ وخاصة الحلويات والمأكولات والأطباق الأخرى، وتحرص على إعداد الطعام المنزلي وتتجنب المطاعم «زوجي لا يحبذ أكل المطاعم، لذلك أدخل المطبخ بشكل شبه يومي رغم أني موظفة».فور عودتها من العمل تأخذ عائشة طريقها إلى المطبخ لإعداد طعام الغداء «زوجي يصل المنزل عند الرابعة عصراً، وبالتالي لدي من الوقت ساعتين لإعداد الطعام». بمرور الزمن توطدت علاقة عائشة بالمطبخ «أعد أنواعاً مختلفة من الشوكلاته وأصورها وأروجها عبر الأنستغرام، البعض اقترح أن أفتتح مشروعاً صغيراً لإعداد طلبات المناسبات، بالفعل طبقت الفكرة وحالياً أعد الشوكلاته وأبيعها والإقبال على طلبها صار واسعاً». وتعترف رشا محمد أنها لا تتقن حتى أبجديات الطبخ، ولا تعرف حتى طريق المطبخ «كنت أعتمد على والدتي والمطاعم، خاصة أني طالبة بالمرحلة الجامعية ولا أجد وقتاً للطبخ، رغم أني أرغب في تعلم الطبخ مستقبلاً!». مطبخ المناسباتوتقتصر علاقة فايزة سلمان بالمطبخ على شهر رمضان «لا أعرف الطبخ ولا المطبخ إلا في رمضان، في الشهر الفضيل أتفنن بأطباق الأرز والسمبوسة والكباب وورق عنب وأصناف الكيك». وتتحدث مريم إبراهيم عن قصتها مع المطبخ «أنا لا أجيد الطبخ، وأخي لا يحب أكل المطاعم نهائياً، ذات مرة سافرت والدتي فجأة لمدة 4 أيام، وبقينا في البيت أنا وأخي وأبي، حاولت أن أطبخ والنتيجة كانت الفشل مع شهادة امتياز، أعددت طبقاً واحداً.. بعد 4 ساعات قضيتها في المطبخ كانت النتيجة صالونة دون بهارات». ويرى ماجد إسماعيل أن هناك الكثير من الفتيات لا يجدن فن الطبخ وإن طبخوا «عفسوا الدنيا.. وطبخهم يقتصر على البيض وتقلاية البطاطا، وسبب دخول المطبخ في الغالب تصوير الطبق وبثه عبر الأنستغرام».خلاصة الموضوع أن الشاب لا يجد مهرباً من الاقتران بفتاة لا تجيد الطبخ، بينما هي تردد مع دومينيك أغنيتها «بعد يومين عالسطح شفتو قبالي.. بكيت وحنيت وقلي تروحي خطيفة.. قلتلو بروح يومين وأنت ببالي.. أنا بدي ياك وبعرف بدك ياني.. أنا بدي ياك وبعرف بدك ياني!».