كتب - أبوذر حسين وعبدالله إلهامي:أكدت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام والمتحدث الرسمي باسم الحكومة سميرة رجب أهمية العمل على تعزيز رؤية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدفاع عن مصالحها من خلال الموضوعية في تناول الأخبار والرد على الأكاذيب وإنارة الرأي العام المحلي والدولي، مشيرة إلى أن مملكة البحرين كانت ولاتزال ضحية نشر أخبار معظمها كاذب ومضلل للرأي العام.وقالت سميرة رجب، في كلمتها خلال افتتاحها «المؤتمر العام الرابع لاتحاد الصحافة الخليجية» الذي انطلق في المنامة أمس، إن جدول أعمال هذا المؤتمر سوف يكون حافلاً بمناقشة القضايا المشتركة والتحديات المستقبلية التي تواجه الصحافة الخليجية، وذلك في ظل التنافس الشرس لوسائل الإعلام بمختلف أشكالها الورقية والمرئية والمسموعة والإلكترونية وفي ظل التحولات الهامة التي يشهدها قطاع الإعلام والاتصال على المستويين الإقليمي والدولي، لاسيما وأن ظهور مصادر أخبار جديدة ربما تكون في بعض الأحيان أكثر سرعة وتأثيراً على الرأي العام الخليجي عبر شبكة الإنترنت والهاتف النقال والكمبيوتر اللوحي، قد تطرح أكثر من سؤال حول مستقبل الصحافة المطبوعة.وأوضحت أن سلاح المعلومة أصبح أكثر خطورة من أي وقت مضى، وكم نحن في حاجة اليوم لهذا السلاح لدعم تنمية بلداننا وللدفاع عن مكتسباتنا الوطنية ولمواجهة التحديات الإقليمية والدولية الجديدة.ونوهت إلى أنه من حق الشعوب أن تتلقى الأخبار والمعلومات من أي مصدر كان وبأي وسيلة كانت، ومن حق الدول أيضاً الدفاع عن نفسها ضد ما ينشر عنها من أخبار ومعلومات عندما تكون كاذبة ومضللة للرأي العام.وأشارت رجب إلى أن مسألة التقيد بميثاق الشرف الصحافي واتباع قواعد مدونة السلوك المهني أصبحت من أكبر التحديات التي تواجه العمل الصحافي في الوقت الراهن، في ظل توافر مصادر المعلومات وتشابهها حيناً وتضاربها أخرى، مشيرة إلى أن الالتزام بهذه المسألة من شأنه أن يعزز مكانة المؤسسات الصحافية الخليجية ويقيها من الشبوهات في طرق تعاطيها مع الأحداث وتحليلها للأخبار.وأكدت أن مسؤولية الصحافيين أصبحت أكبر من ذي قبل في دعم حكوماتهم مهما اختلفت الآراء وتعددت وجهات النظر داخل الوطن الواحد، لأن التحديات اليوم ليست فقط اقتصادية كما يعتقد البعض، بل هناك معارك جديدة على المستويين الإقليمي والدولي، وقودها الأساس هو الإعلام.وأضافت من «هنا يأتي دور الصحافي، الذي لا يجب أن يقتصر دوره على تزويد المجتمع بالأخبار، بل العمل ضمن فلسفة جديدة تأخذ بعين الاعتبار التحديات الجديدة للدول، وتعمل على تصحيح المسار من خلال الحد من التضليل الإعلامي والدفاع على مصالح الدول عبر الانخراط الإيجابي في ما يسمى بـ»الأمن الإعلامي للدول».وبينت أن وسائل الإعلام، حتى الدولية منها، تمر اليوم بنوع من الأزمة بعد انفجار وسائل الاتصال وانتشار المعلومات ووصولها بسرعة وسهولة إلى المواطنين عبر وسائط إلكترونية جديدة مجانية، تستخدم نمط الانتشار الفيروسي، ولا تقل أهمية في مستوى قوة تأثيرها على الرأي العام الخليجي.ولفتت الوزيرة إلى أن طبيعة عمل الصحف والمجلات ربما تكون مختلفة عن باقي وسائل الإعلام، والمنتج الذي تقدمه أكثر ثراء، وربما تكون الأخبار ومقالات الرأي والتحقيقات الصحافية التي تقدمها أكثر مصداقية، مبينة «لكننا نعيش اليوم ومع الأسف الشديد أزمة مصداقية في مستوى المضامين الإخبارية أياً كان مصدرها».وأشارت إلى أن الصحف والمجلات مثلت من خلال المقالات والتحقيقات التي تنشرها، أهم المصادر الإخبارية حتى بالنسبة للصحافة المرئية والمسموعة، لكن هذا الأمر أصبح اليوم محل مراجعة نتيجة ظهور آلاف «الصحف والمجلات الشعبية» التي تنشر أخباراً وآراء عبر شبكات الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.تدشين 3 كتب وأعرب أمين عام اتحاد الصحافة الخليجية ناصر العثمان عن بالغ آيات الشكر والامتنان إلى حكومة البحرين ممثلة في هيئة شؤون الإعلام لدعم الاتحاد بكل الوسائل الممكنة رغم كل الظروف التي مرت بالمملكة.وقال «كما تعودنا في كل عام، ها نحن نجتمع من جديد على هذه الأرض الطيبة التي انطلق منها الاتحاد في العام 2005 لنواصل معاً درب الخير ونعمل بجهد وإخلاص على تحقيق الأهداف التي اتفقنا على تحقيقها وأساسها المساهمة في تأهيل الكوادر الصحافية الخليجية والارتقاء بها كي تتمكن من مواصلة هذا الدرب الصعب والمساعدة في حل المشكلات التي تواجههم بعد رصدها ودراستها ودعم التعاون والتنسيق بين المؤسسات الصحافية الخليجية».وأضاف «لعل البعض يتذكر أنني في هذا المقام خلال افتتاح المؤتمر العام الثالث في السنة الفائتة عبرت في كلمتي عن وقوف الاتحاد ومنتسبيه خلف قيادة وحكومة البحرين ومع شعبها الكريم من أجل العمل على ما يضمن أمن هذا البلد واستقراره وتأكيد عروبته وانتمائه الإسلامي واستقلاله، مجدداً اليوم تأكيد موقف الاتحاد، معرباً عن الأمل بأن يسفر السعي الجميل عبر حوار التوافق الوطني البحريني عن ما يتمناه كل مخلص لهذه الأرض الطيبة ولخليجنا المعطاء من خير وأمن وأمان واستقرار.من جهة أخرى أوضح العثمان أنه رغم سعي الأمانة العامة وبذلها كل الجهد لتنشيط الاتحاد عبر اعتماد برنامج طموح يسهم في تحقيق تلك الأهداف الجميلة إلا أن العام الواقع بين المؤتمر الثالث وهذا المؤتمر لم يشهد أي دورة تدريبية والسبب يعود إلى تراجع الموارد المالية والمتمثلة في الدعم من الموردين الأساسين اللذين يعتمد عليهما الاتحاد وأعني بهما اشتراكات الأعضاء والدعم المالي السنوي المقرر للاتحاد من قبل هيئة شؤون الإعلام بمملكة البحرين، مشيراً إلى أن الفعالية الوحيدة التي أقيمت على مستوى عال والتي نأمل أن نكون قد عوضنا بها عن غياب الدورات التدريبية هي ملتقى الصحافيات الخليجيات الذي نظمه الاتحاد بالتعاون مع جمعية الصحافيين الكويتية التي تكفلت به، حيث أقيمت هذه الفعالية بهدف معرفة المشكلات التي تواجه الصحافيات الخليجيات العاملات في الميدان.مواجهة الاستهدافوأكد رئيس مجلس العلاقات الخليجية الدولية (كوغر) ورئيس الجمعية العربية للصحافة وحرية الإعلام بكوغر (آرابرس) طارق آل شيخان أن الوقت قد حان لكي تكون هناك مرجعية واضحة للصحافة والإعلام الخليجي بعيداً عن المرجعية الغربية التي لا تتماشي مع ثقافتنا وهويتنا الخليجية والعربية, وذلك يكون بانتهاج ميثاق (كوغر) للصحافة والإعلام الخليجي، وهي المبادئ العامة الست المستمدة من التاريخ والمسيرة الصحافية والإعلامية التي قدمها لنا الآباء المؤسسون للصحافة والإعلام الخليجي، وتمثل بالنسبة لنا مرجعية صحافية خليجية واضحة، سنسير عليها ونجعلها بمثابة القاعدة التي نرتكز عليها، وسنقوم بحملها إلى الجيل الثالث لكي تستمر المدرسة الإعلامية الخليجية التي أسسها الجيل الأول. وقال خلال تسليم جوائز (كوغر) للصحافة والإعلام الخليجي، بحفل افتتاح الاجتماع السنوي لاتحاد الصحافة الخليجية، إن فوز كل من أحمد بهبهاني رئيس اتحاد الصحافيين العرب ورئيس جمعية الصحافيين الكويتية بجائزة (كوغر) للشخصية الإعلامية الخليجية لعام 2013، وفوز المغفور له بإذن الله تعالى الصحافي والإعلامي العماني الراحل عيسى الزدجالي، بجائزة (كوغر) للقلم الصحافي الخليجي لعام 2013 إنما هو تكريم لجيل الآباء المؤسسين للصحافة والإعلام الخليجي. وهو بمثابة رسالة من جيل الأبناء إلى جيل الآباء بأن ما قدموه من تراث ومبادئ وقيم إعلامية طوال مسيرتهم الصحافية، ستضل دائماً نبراساً ومرجعية ومرتكزاً نرتكز عليه في سياستنا الإعلامية. ودعا آل شيخان كلاً من الحكومات الخليجية واتحاد الصحافة الخليجية و(كوغر) إلى العمل الإعلامي المشترك والتنسيق الإعلامي لمواجهة الهجمة الإعلامية والفكرية التي تستهدف الإنسان والمجتمع الخليجي، لأن أي طرف لا يستطيع لوحدة مواجهة حملات الاستهداف التي يتعرض لها كل من المجتمع الخليجي والحكومات الخليجية.