كتب ـ حسين التتان:لم يطق عبدالله المعاميري أن يظل مجاوراً لمقهى ينفث دخانه القاتل في منزله ليل نهار، «المقهى ممتلئ عن بكرة أبيه دوماً، ويرسل إلينا رسائل واضحة لا لبس فيها.. غادروا المكان فوراً ودون تأخير».غادر عبدالله شقته الكائنة بمدينة عيسى إلى منطقة أخرى، ويقول «هناك عشرات المنازل والشقق تجاور مقاهٍ تقدم لزبائنها الشيشة، ويشتكي أصحابها من الضجيج والدخان ولا مجيب».مقاهٍ بمناطق عازلةشاب آخر فضل عدم ذكر اسمه، اشتكى من المقهى المجاور لمنزله «الزحام الشديد في المقهى، واصطفاف السيارات على رصيف المنزل حتى الفجر، ورائحة الدخان، كل هذا يجعل المنطقة برمتها غير صالحة للسكن»، ويقترح الشاب «منح رخص للمقاهي بعيداً عن المناطق السكنية، بحيث تفصل المقهى عن المساكن منطقة عازلة».أم ياسمين تتحدث بغضب شديد عن المقهى المجاور لشقتهم «نحن منزعجون للغاية من المقهى الواقع قرب منزلنا.. إضافة إلى رائحة الدخان المؤذية والمسببة للعلل والأمراض، يظل دخولنا وخروجنا من المبنى محرجاً.. زبائن المقهى كلهم من الذكور، وفي أحيان كثيرة يمتد جلوسهم إلى قرب بوابة العمارة، وإلى وقت متأخر من الليل، ما يسبب حرجاً للنساء عند دخول البناء والخروج منه».وتتعجب أم يا سمين من غياب الرقابة الصارمة على المقاهي التي تتوسط الأحياء السكنية وتسأل «كيف لا تؤدي الجهات المختصة واجبها بمراقبة مخالفات المقاهي؟ كيف يستقيم وجود المقاهي وسط الأحياء السكنية؟ من منحها حق الترخيص؟».زائر لا يطرق البابمواطن آخر فضل عدم ذكر اسمه، تجنباً للمشاكل مع صاحب المقهى يقول «نحن اليوم كعائلة، أصبحنا نضج من رائحة دخان دخلت منزلنا وتسللت إلى غرف نوم أطفالنا، الحالة باتت تؤرقنا، ولا نعرف كيف نتعامل معها، والنساء يلاقين الإحراج بسبب جلوس الشباب عند مدخل المبنى».يؤكد المشتكي أنه يعرف كثيرين يقيمون قرب المقاهي، وبدؤوا بالرحيل إلى مناطق أكثر هدوءاً ونظافة، لأنهم لم يعودوا يطيقون البقاء في أماكن موبوءة.مؤسسات الدولة لم تسلممقهى آخر يجاور إحدى المؤسسات الرسمية، ولدى سؤالنا بعضاً ممن يترددون عليها لقضاء مصالحهم لمعرفة انطباعهم بخصوص مجاورة المقهى لمؤسسة رسمية، قال محمد علي جاسم «أشم رائحة الدخان بوضوح وأنا في طابور الانتظار لإنهاء المعاملة، من المعيب أن نجد مؤسسة حكومية محترمة تجاور مقهى تفوح منه رائحة الدخان والشيشة، كيف يغفل المسؤولون طيلة عقد من الزمان عن وجود المقهى ولا يحركون ساكناً؟!».أحد موظفي المؤسسة فضل عدم ذكر اسمه يقول «وجود مقهى قرب مؤسستنا أمر مخز.. الدخان يتسلل إلى مكاتبنا، وطاولات المقهى تتمدد خاصة في فترة بعد الظهر حتى تصل إلى قرب بوابة المؤسسة، و»باركات» المراجعين كلها مشغولة بسيارات مرتادي المقهى طيلة الوقت، هذا الأمر معيب، ولا يليق بمؤسسة تحترم نفسها».أين الحل؟ناصر أحمد ورغم كونه مدخناً شرساً، إلا أنه منزعج من مجاورة مقهى يقدم الشيشة، ويمتلئ بالشباب المراهقين «يومياً أدخل في صدام وشجار مع أصحاب المقهى المجاور لسكناي وزبائنه».يعترف ناصر أنه لا يحق له توجيه اللوم لصاحب المقهى أو زبائنه «هذا الأمر مسؤولية الجهات المختصة مانحة الترخيص، لكنها لا تؤدي واجبها».
المقاهي لجيرانها: السم أو الرحيل!
17 أبريل 2013