أكدت فعاليات تجارية واقتصادية أن زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى إلى مملكة تايلند التي بدأها أمس تهيئ أرضية أكثر صلابة لشراكات استثمارية تعزز الأمن الغذائي في البحرين، مجمعين على خصوصية الزيارة وما سيتمخض عنها من تقارب أعمق بين مجتمعي الأعمال في كلا البلدين الصديقين.وأبدى تجار وأعضاء بمجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين (بنا)، تفاؤلهم المطلق من أن تسهم الزيارة الملكية الكريمة لأحد أبرز شركاء البحرين الاقتصاديين في قارة آسيا، في تمهيد الطريق لإقامة المزيد من الشراكات التجارية بين البلدين الصديقين، وجذب الاستثمارات الآسيوية ذات القيمة المضافة العالية للسوق المحلية.وتوقعوا بأن تتركز المباحثات الاقتصادية خلال الزيارة الملكية الكريمة لمملكة تايلند، على الفرص الاستثمارية المتعلقة بتعزيز الأمن الغذائي لمملكة البحرين، إضافة إلى بحث تصدير واستيراد منتوجات مشاريع المؤسسات الصغيرة والصناعات الخفيفة والتحويلية.يذكر أن العلاقات الاقتصادية بين مملكتي البحرين وتايلند قد سجلت طفرة كبيرة في حجم التبادل التجاري السلعي غير النفطي والنفطي، والذي وصل الى 435 مليون دولار أمريكي في عام 2011، وذلك بزيادة نسبتها 87% عما كانت عليه في عام 2009. خاصة وأن تايلند اختارت البحرين كبوابة لدخول البضائع التايلندية إلى المنطقة.وتتمتع تايلند بتجارب مثمرة في العديد من المجالات الاقتصادية ذات الاهتمام المشترك، وبصفة خاصة في مجال تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، تقنية المعلومات، الأدوية، الصناعات التحويلية، الألياف الزجاجية، والحديد والصلب.كما يعتبر قطاع الزراعة التايلندي قطاعاً واعداً، إذ يحقق حوالي 11% من الدخل القومي التايلندي، بينما يحقق قطاع الزراعة البحريني أقل من 1% من الدخل القومي البحريني.وكان وزير الصناعة والتجارة د.حسن فخرو أكد في وقت سابق على استمرار حكومة البحرين ووزارة الصناعة والتجارة في دعم كافة الخطوات الهادفة إلى تعزيز الروابط التجارية بين مملكة البحرين ومملكة تايلند، وتقديم كل الإمكانات والسبل الكفيلة بالوصول بهذه العلاقات إلى مستويات متقدمة، منوهاً في هذا السياق إلى الاتفاقات والشراكات المتعددة التي يدخل فيها القطاع الخاص البحريني مع نظيره التايلندي، وتشمل العديد من القطاعات الأساسية والاستراتيجية مثل القطاع الزراعي وقطاع الإنشاءات والمقاولات والصناعات المتعددة، إضافة إلى القطاع المصرفي والمالي.تعزيز الاستثمار المشتركواعتبر صاحب شركة نادر وإبراهيم أبناء حسن التجارية واختصاصي استثمار الأغذية، إبراهيم الأمير، زيارة جلالة المفدى إلى تايلند مهمة جداً في ظل توجه مملكة البحرين لتعزيز الاستثمار في قطاع الأغذية، خاصة في شرق آسيا الغنية بالثروات الزراعية والأراضي المثمرة. وأكد الأمير أن خصوصية تايلند بالنسبة للبحرين تكمن في كونها بوابة حيوية لأسواق القارة الآسيوية لمزيد من الاستثمارات الواعدة، خاصة وأن العلاقة بين بانكوك والمنامة تاريخية بجذورها القديمة في مختلف مجالات التعاون المشترك.وعلق الأمير آمالاً كبيرة على فرص نمو النشاط التجاري والاستثماري بين البلدين الصديقين عبر تأسيس شركة بحرينية - تايلندية جديدة تم تسجيلها من الجانب البحريني مؤخرا وامتلاك سجل تجاري رسمياً، بنسبة مساهمة 50% من كلا الجانبين.ولفت الأمير إلى أن الشركة الجديدة ستعنى بتعزيز الاستثمار المشترك في مجالات الأمن الغذائي والصناعة والتجارة والمعارض والذهب والمقاولات وغيرها الكثير من حقول الشراكة البينية.وبحسب الأمير، من شأن الزيارة الملكية السامية لتايلند أن توفر تسهيلات أكبر لرجال الأعمال التايلنديين لدخول السوق البحرينية دون أية قيود أو عوائق تذكر، مع الحصول على دعم حكومي للمستثمرين بالشراكة مع نظرائهم في مملكة البحرين.ويرى الأمير بأن تأسيس الشركة البحرينية - التايلندية التجارية خطوة إلى الأمام لمزيد من توثيق عرى التعاون الاقتصادي بين البلدين الصديقين، وفتح آفاق أوسع للقطاع الخاص في كلا الطرفين للاستثمار وتوسعة رقعة نشاطهم وإنتاجيتهم في عدة مجالات استثمارية واعدة.التركيز على الصناعات الغذائيةوقال رجل الأعمال وعضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين خالد الأمين إن مرافقة وفد تجاري واقتصادي مكون من رجال أعمال ومستثمرين مع جلالة الملك المفدى يعكس مدى أهمية تايلند للبحرين من النواحي التجارية والاقتصادية، خاصة في مجال تعزيز الشراكة الزراعية والغذائية.وأضاف الأمين أن مملكة تايلند مشبعة بالفرص الاستثمارية الواعدة، وبلد غني في كل شيء تقريباً، وبإمكان البحرين الاستفادة منها بسهولة نظراً لتاريخية العلاقة وقوتها بين البلدين الصديقين.ويرى الأمين بأن الزيارة الملكية السامية ستهيئ الأرضية الصلبة للقطاع الخاص البحريني ورجال الأعمال لتأسيس شراكات قيمة مع نظرائهم في تايلند، لاسيما الانتفاع من طفرة الأمن الغذائي وتكوين صناعات غير موجودة بالمملكة، مع التركيز على الصناعات الغذائية.كما لفت الأمين إلى أهمية تعزيز الشراكات البحرينية - التايلندية في مجالات الصناعات الخفيفة والتبريد وتكنولوجيا المعلومات، والاستفادة من طفرة تايلند الصناعية والعلوم والتقنية الحديثة.استقطاب المزيد من رؤوس الأموال التايلندية والآسيويةواعتبر عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين خلف حجير توقيت الزيارة الملكية السامية إلى تايلند بالمناسب جداً، خاصة وأن بانكوك من أهم اقتصاديات آسيا الحديثة وذات ثقل زراعي وتجاري كبير ومستقرة سياسياً.واستطرد «تمتلك تايلند مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة والاستثمار الغذائي، ونحن في أمس الحاجة إلى مثل هذا النوع من الاستثمار كوننا بلداً يعتمد بصورة رئيسة على استيراد المواد الزراعية والغذائية».وأوضح حجير أن توجه جلالة الملك المفدى لتقوية عرى التنسيق مع بانكوك، ينبع من إدراكه التام لمدى أهمية إقامة شراكات استراتيجية جديدة تعود بالنفع على الاقتصاد البحريني من خلال الصناعات الخفيفة والأمن الغذائي والزراعة بكافة أنواعها من محاصيل الأرز والخضروات والفواكه.كما أكد حجير أهمية الزيارة في استقطاب المزيد من رؤوس الأموال التايلندية والآسيوية إلى مملكة البحرين، لاسيما في مجالات الأغذية والفندقة والسياحة وتجارة الجملة وغيرها.