كتبت ـ عايدة البلوشي: ذوو الاحتياجات الخاصة في البحرين بإمكانهم قيادة الدراجات الهوائية، المصابون بالشلل الحركي والدماغي والمكفوفون كلهم يستطيعون ذلك، لم يعد الترفيه والتنزه عبر الدراجة حكراً على الأسوياء، المعوق بات يفعلها.جمعية البحرين الشبابية وبدعم من جهات حكومية وأهلية اشترت 19 دراجة هوائية معدلة تصلح للمعوقين، جلبتها من أمريكا، وتعتزم تنظيم مهرجانات ترفيهية للمعوقين يمارسون خلالها قيادة الدراجة بالمجان، ونفذت أولى فعالياتها في دوحة عراد مؤخراً.«الوطن» التقت نائب رئيس الجمعية وسناء العرادي، لتسليط الضوء على تجربة هي الأولى على مستوى الخليج العربي، والدعم المطلوب لتطوير التجربة حتى تصل خدماتها للمعوقين بمختلف فئاتهم وتصنيفاتهم. من أين جاءت فكرة الدراجة الهوائية المعدلة؟. شكلنا في بداية الأمر لجنة واشتغلنا على برنامج «التبادل الثقافي» مع منظمة الحراك الدولي الأمريكي، وشاركنا في ورشة عمل حول الدراجات الهوائية المعدلة. مجموعة من الشباب زاروا المنظمة ضمن برامج الجمعة عام 2007، وفي 2008 دعونا الشباب المعوقين من أمريكا لزيارة البحرين، وفي عام 2009 نظمنا برنامجاً للمختصين ممن لهم علاقة بفئة المعوقين، وفي 2010 عملنا برنامج تبادل ثقافي في الرياضة والترويح لـ10 أشخاص. هل يستهدف مشروع الدراجات الهوائية المعدلة جميع فئات الإعاقة؟. هدفنا توفير مجموعة من الأدوات والأجهزة الرياضية المعدلة لذوي الإعاقة، مثل الدراجات الهوائية المعدلة لأشخاص يعانون الشلل الرباعي والشلل الدماغي، والمكفوفين والأطفال من ذوي الإعاقة، لما لأهمية الرياضة والترويح من تأثير إيجابي على الجانب النفسي والفيزيولوجي للأشخاص المعوقين.بعد معرفة وجود مثل هذه الأجهزة وإمكانية توفيرها واستخدامها من قبل ذوي الإعاقة في ممارسة الرياضة أسوة بغيرهم، سعينا لتحقيق الهدف وحققنا أولى خطواته.متى دشن البرنامج؟. دشن المشروع يوم 15 مارس الماضي. ما الجهات المستفيدة من مشروع الدراجات المعدلة؟. الجمعيات الشبابية عبر إقامة فعاليات مشتركة مع الجمعيات الأهلية، وتعزيز وجود الطاقات الشبابية في الأنشطة المجتمعية، والحرص على الوصول لجميع الفئات والاستفادة من التخصصات المختلفة «البيئة، العلوم، والتصوير»، وأيضاً معاهد ومراكز ذوي الإعاقة، من خلال سعيها لتنمية القدرات الحركية والبدنية للطلبة، وتعزيز مفهوم الرياضة لديهم، وممارسة الرياضة بطريقة جديدة وممتعة.ومن الجهات المستفيدة دور الحضانة والمدارس الحكومية والخاصة، وتعزيز دور المراكز الاجتماعية في مجال تقديم خدمات الرعاية والتنمية لكافة شرائح المجتمع في محافظات المملكة كافة، والمراكز الاجتماعية حيث تنشيط دور هذه المراكز بمختلف مناطق البحرين من خلال تنظيم البرامج والأنشطة الترويجية، وتعزيز دور الأسرة والبيئة المحطية ومشاركة العائلة في البرامج والأنشطة المجتمعية، وزيادة وعي المجتمع القروي بأهمية الرياضة وممارستها بطريقة مبتكرة وممتعة، وملء أوقات فراغ الأطفال والشباب بالنافع المفيد. *فازت الجمعية بمنحة وزارة التنمية عن مشروع الدراجات الهوائية المعدلة.. ما تعليقك؟.في الحقيقة هذا الدعم المقدم نشكر عليه الجهة المعنية ممثلة في وزارة التنمية الاجتماعية، حيث ساهم في ترجمة عدد من أهداف البرنامج على أرض الواقع خدمة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وتنمية مواهبهم الرياضية. ما الهدف من المشروع؟. نهدف من خلال المشروع الرياضي إلى تمكين فئة المعوقين في المجتمع ودمجهم في مجالات الحياة المتنوعة، ونشر الوعي حيال حياة المعوقين وتمكينهم من الانخراط بمحيطهم المجتمعي. البرنامج هو الأول من نوعه على مستوى الخليج، هل واجهتم صعوبات؟.هناك عدد من التحديات تواجه البرامج، في مقدمتها سعر الدراجة المرتفع حيث يتراوح ما بين 400 و1000 دينار تقريباً، ولي الأمر لا يستطيع توفير مثل هذه الدراجة، ولدى الجمعية (19) دراجة بعشرة أنواع.الصعوبة الأخرى تتمثل في مكان تخزين الدراجات، لا يوجد مكان لها، حالياً نضعها في اتحاد البحرين لرياضة المعوقين لذا نتمنى أن يتم توفير مكان خاص للدراجات، إلى جانب أن عملية نقلها مكلفة وتصل إلى 120 ديناراً، حيث ننظم نهاية كل أسبوع رحلة إلى مكان عام ونحتاج لنقل الدراجات. ما الذي ميز المشروع؟. أولاً المشروع يخدم فئة المعوقين ويستهدف كل فئاتهم، ولا يقتصر على إعاقة معينة، حيث يمكن لفئات «الشلل الدماغي، والشلل النصفي..الخ» الاستفادة من المشروع. هل هناك جهات داعمة؟. الجهات داعمة المشروع هي وزارة التنمية الاجتماعية والمنظمات الأهلية، لجنة عدائي البحرين، نقليات الوردي، المجلس الأعلى للبيئة (الدكتورعادل الزياني)، DHL حيث تولوا شحن الدراجات، مركز الاتحاد الرياضي للمعوقين. كيف ترين واقع فئة المعوقين في البحرين؟. في الحقيقة أكثر ما أعتقد يجب الوقوف عنه هو تسهيل كل ما تحتاجه هذه الفئة، خاصة أننا في البحرين لدينا قوانين ولكن المشكلة في تطبيقها، وأيضاً المباني والطرق والشوارع غير مؤهله لهذه الفئة. ما طموحاتكم المستقبلية؟. نسعى لتعميم البرنامج ليشمل جميع محافظات المملكة، وأن يدير الأشخاص ذوي الإعاقة المشروع بأنفسهم، نتمنى الحصول على دعم الجهات الخاصة والعامة على حد سواء.