أطلقت مدير عام صرح الميثاق الوطني د. خولة المهندي مؤخراً، أولى ندوات الصرح الوطني الهادفة إلى الوصول إلى مقاربات لمعانٍ وقيم وطنية وحضارية مهمة تهدف لتحقيق رسالة الصرح.واستعرضت المهندي في ندوة بعنوان «رؤية ملك وقصة شعب.. رسالة وقيم صرح الميثاق الوطني»، تاريخ الصرح، والجهود الوطنية المبذولة لإنجازه ليكون على ما هو عليه اليوم.وقدمت نبذة عن فكرة وتكوين ندوات الصرح التنويرية وقالت «الندوات التحليلية تتصدى لمفاهيم وطنية عميقة ومنها مفهوم الهوية، جميعنا نحمل هذا الهم في جميع الأوقات، وفي هذا الوقت بالذات، سيكون هذا الموضوع هو الموضوع الأول لندوات صرح الميثاق الوطني التحليلية، إضافة إلى الندوات التخصصية، سيتم الإعلان عن جميع الندوات، ودعوة كل من يرغب منكم في الاستمرار معنا، لدينا القاعدة الأولى وهي أعضاء برنامج ندوات صرح الميثاق الوطني، التي يفخر صرح الميثاق الوطني بروح العطاء لدى كل خبير وخبيرة منهم ممن التزموا مع الصرح بتقديم خلاصات خبراتهم لهذا البرنامج التنويري المنطلق منه، ولكن المجموعة ليست مغلقة، نرحب بانضمام باحثين ومتخصصين في جميع المجالات، ومع تقدم البرنامج سيكون للصرح إصداراته الوطنية التنويرية المنطلقة من البرنامج».وأوضحت المهندي «تتلخص الرسالة في عبارة صيغت في اللوحة الترحيبية في الصرح «صرح الميثاق الوطني هو رؤية ملك وقصة شعب».. هذه العبارة تلخص الرسالة عن ملك وعن شعب، في مكان ما من العالم هناك ملك ولديه رؤية وهناك شعب ولديه قصة، صرح الميثاق الوطني يحاول أن يؤرخ لتلك الرؤية وتلك القصة». وأضافت «لخص صرح الميثاق الوطني رؤية الملك في عبارة من العبارات المنحوتة في الصرح من عبارات جلالة الملك «حلمت بوطن يحتضن كل أبنائه».. هذه العبارة تتردد في صرح الميثاق الوطني، في جميع أقسامه وبصور متعددة». وأردفت «رؤية نتذكرها جميعاً في عام 2001 في فبراير في شهر الميثاق حين التف الشعب حول القائد فأراد القائد أن تخلد تلك اللحظة، وفي تاريخ الأمم هناك لحظات يجب أن تخلد لتتعلم منها الأجيال، أراد الملك أن يرد على تحية شعبه فكان صرح الميثاق الوطني.. صرح أريد له أن يحوي أسماء البحرينيين، من هم هؤلاء البحرينيون؟ هل هم الذين صوتوا بنعم على الميثاق؟ نعم هم من صوتوا بنعم على الميثاق، وهم أيضاً من صوتوا بلا.. وهم أيضاً من لم تتسن لهم فرصة لأن يصوتوا على الميثاق أصلاً. لماذا؟ لأنهم جميعاً جزء لا يتجزأ من العملية الديمقراطية، لأنهم جزء لا يتجزأ من تلك اللحظة التاريخية، فنحتت أسماء هؤلاء البحرينيين على أحجار جدران هذا الصرح، الذي نجلس الآن تحت ظلاله، فيأتي الأبناء وسيأتي الأحفاد وينظرون إلى أسماء أجدادهم وأمهاتهم وخالاتهم، ينظرون إلى تلك الأسماء بفخر».وتابعت «لا يوجد مكان في العالم غير هذا المكان نحتت أسماء شعب بلده على صخر في صرح عظيم، نحن نفخر بذلك، ونحن نفخر أن من أنشأ هذا الصرح ومن قام عليه هم خلاصة الخبرات في جميع المجالات، نعم لقد أسهم في بناء هذا الصرح خبراء من دول متعددة في العالم ولكن لم يعملوا وحيدين، بل تحت إشراف لجان من هذا البلد صاغت وحركت ووجهت وصححت جميع ما ترونه في صرح الميثاق الوطني اليوم». ووقفت المهندي عند «قصة شعب» وقالت «شعب عظيم ينتمي لجزيرة صغيرة لا تكاد ترى على الخارطة الجغرافية للعالم، لكنه أسس لأعظم حضارات الأرض وسجل اسم بلده في أقدم المخطوطات الإنسانية فورد اسم بلده في أقدم قصة مكتوبة «اذهب إلى دلمون أرض الخلود» وهذا الشعب غاص البحر بكل شجاعة وعطاء وقاد السفن التي صنعها بيديه إلى أقاصي الأرض وزرع بيديه المليون نخلة، وعندما تغيرت الظروف بعد سنة الطبعة لم يتوقف عن العطاء بل دخل عصر الصناعة بكل شجاعة وتوكل على الله مؤمناً بقدراته وساعياً لرفعة بلده، حتى وصلنا إلى بحرين اليوم بكل ما فيها من إنجازات تعليمية وصحية وإسكانية وتقنية وفنية وعلمية وثقافية تواصل من خلالها هذا الشعب مع العالم عبر تميزه في الخط العربي والشعر ومختلف الفنون وبروزه في المؤتمرات الإنسانية والمحافل الثقافية والرياضية، صنع اسماً للبحرين عبر حضارة اللؤلؤ بكل تفاصيلها وأكمل العقد بلآلئ من العطاء والإنجاز الحضاري المميز».وتطرقت المهندي إلى أهم القيم البحرينية التي احتفى بها الصرح، وميزت البحرينيين على الدوام ومنها «الاحترام والانفتاح والعطاء والأمانة».ويهدف صرح الميثاق الوطني إلى تخليد ذكرى إقرار ميثاق العمل الوطني المجيدة، وإبراز مظاهر التراث الحضاري الذي تزخر به البحرين، وتوثيق إسهامات شعب البحرين في بناء المجتمع الديمقراطي، وترسيخ أسس الوحدة الوطنية وفقاً للمرسوم الصادر عن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة والمتعلق بإنشاء وتنظيم الصرح.حضر الافتتاح جمع غفير من الخبراء البحرينيين ممن أسهموا في مراحل تطوير الصرح، رؤساء وعمداء وأساتذة الجامعات والبحث العلمي في البحرين والمتخصصين في المجالات الثقافية والعلمية والأدبية والسياحية والإنسانية المختلفة وعدد من طلبة كلية المعلمين بجامعة البحرين. وختمت الندوة بعرض فيلم وطني من أفلام صرح الميثاق الوطني، أسهم في فكرته وشخوصه وصياغته خبرات بحرينية مميزة، ومن ثم التجول في المعرض الرئيس لصرح الميثاق بصحبة المدير العام.