كتب ـ المحرر الثقافي: مسرحية «البئر» تجسيد لمشاهد حية من حياة الناس والعلاقات والقيم الاجتماعية الرابطة بينهم، عمل ذا محمولات قيمية وثقافية متعددة، تجعلنا نعيد التفكير في استهلاكنا للمفاهيم الاجتماعية المختلفة، مسرحية عميقة، مشحونة برؤى ثقافية، وممزوجة بإخراج عال المستوى وأداء تمثيلي راق.على مسرح الصالة الثقافية نظمت جامعة المملكة عرض «البئر»، التي ألفها الشاعر علي الشرقاوي، وأخرجها الفنان محمود العلوي، وهي من بطولة الأخوين محمد وأحمد عجلان.رئيس جامعة المملكة البروفيسور يوسف عبدالغفار عبدالله، أكد في حديث لـ»الوطن» أهمية هذه الأدوار التي تضطلع بها جامعة المملكة في سبيل التأسيس لمسرح جامعي ناضج ومكتمل الملامح، لافتاً إلى أن الاهتمامات الثقافية للجامعة كثيرة ومتعددة، وتسير جنباً إلى جنب مع الاهتمام الرئيس الأكاديمي والبحثي، بحيث تشكل الفعاليات الثقافية بعداً موازياً للحياة العلمية للطلبة والحياة الجامعية. وقال إن الفعالية المسرحية الجامعية تأتي في إطار المسرح الجامعي الذي يحظى باهتمام بالغ، كما يأتي مواكباً لمسيرة المسرح عموماً في البحرين، باعتباره جزء رئيس من تكوين وتأسيس القدرات الإبداعية المسرحية، التي يمكن لها مستقبلاً أن تأخذ مكانتها في المسرح، وهذا ما يدفعنا للاهتمام بالمسرح الجامعي اهتماماً يعنى بقدرات الطلبة، ويهتم بالمسرحيات ذات المستويات المتقدمة من حيث الشكل والمضمون. وشدد على أهمية أن يرتبط المحتوى المسرحي الجامعي بالهوية الثقافية البحرينية، في تعاضد معنوي سليم وقوي، بما يخلق حالة ثقافية واعدة تنهض برؤيتنا الثقافية، وبخصوصيتنا الثقافية وتعتبر إضافة نوعية لها.عميد شؤون الطلبة في جامعة المملكة د.محمد مصطفى، أكد أن العمادة حريصة على تنظيم مثل هذه الأنشطة والفعاليات الموازية، بهدف تطوير قدرات الطلبة الإبداعية، وصياغة فكرهم الإيجابي تجاه قضايا الحياة والمجتمع والناس والعلاقات بطريقة ناضجة ومرنة، لافتاً إلى أن المسرح الجامعي مساحة واسعة للتعبير الطلابي، يستطيع الطلبة أن يتناولوا موضوعاتهم ويتعاطوا مع أفكارهم وأفكار المجتمع والحياة عموماً بوعي وحكمة من خلال نصوص مسرحية إبداعية مميزة.وذكرت الطالبة تسنيم عبدالمحسن من كلية الحقوق، أن المسرحية عالجت موضوعات في نطاق اجتماعي بحت، ما يضعها في اعتبار المشاهد والمتلقي بحيث إن القضايا المجتمعية تستحوذ على اهتمامات المسرح عموماً، ولعله السبب الرئيس الذي جعل من المسرح أباً للفنون، فهو تجسيد حياتي كامل، لمختلف القضايا والموضوعات والاهتمامات سيما الاجتماعية منها. وقالت «حملت مسرحية البئر محمولات قيمية وثقافية متعددة، جعلتنا نعيد التفكير في استهلاكنا للمفاهيم الاجتماعية المختلفة في حياتنا، مسرحية ذات عمق، مشحونة برؤية ثقافية عميقة، وأداء إخراجي عال، وأداء تمثيلي رفيع».الطالبة خديجة عادل من كلية الحقوق قالت إن المسرحية عنيت بالترابط الأسري كمفهوم حيوي ومهم في حياتنا، مؤكدة أن المضمون المسرحي جاء مناسباً تماماً للحالة الاجتماعية المعاشة، وهذا ما يميز المسرح عموماً من حيث اهتمامه بالأفكار ذات العلاقة المباشرة بحياة الناس والمجتمع.وأضافت «أتمنى أن تتكرر مثل هذه الفعاليات التي عودتنا عليها جامعة المملكة، وبالأخص لكونها عمل طلابي متقن تميز بأداء مخرجه محمود العلوي، وتمثيل طلابي راق، بالإضافة للنص المسرحي عالي المستوى من الشاعر علي الشرقاوي».الطالب محمد إيهاب، قال إن المسرحية هادفة، والمعاني المطروحة من خلالها يجب التوقف عندها بعناية واهتمام، وإذا كان المسرح يقتنص من الحياة المجتمعية أفكاره ورؤاه، فيجب أيضاً على المسرح الجامعي أن يحمل في جزء منه مسؤولية الرؤية الطلابية في الحياة الجامعية، وأنا لا أحجم دور المسرح الجامعي بإطار الحياة الجامعية، بل أنظر للمسرح الجامعي باعتباره مساحة مفتوحة للتعبير عن الحالة المجتمعية والجامعية.الطالب محمد البنعلي من كلية الهندسة المعمارية والتصميم، قال إن المسرحية كانت عبارة عن مجموعة من القيم والأفكار المصاغة بطريقة إبداعية، والمؤداة مسرحياً بطريقة ممتعة وجاذبة، مؤكداً أن المخرج استطاع أن يجمع القيم العاطفية والثقافية والاجتماعية والسياسية في قالب واحد، مضيفاً «يكفي القول إن المسرحية عميقة جداً، وهادفة أكثر في تفاصيلها ومشاهدها المتعددة».