لأن المحرق واجهة البحرين الثقافية والسياحية، والمعبر عن تنوعها الحضاري وغناها التراثي، كانت المدينة محوراً لورشة عمل تتناول المناظر الحضرية التاريخية، نظمها المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي بالتعاون مع «اليونسكو».ركزت الورشة التي بدأت أمس وتختتم غداً، على ملامح التوسع المعماري والحضاري في مدينة المحرق، وتعتبر الأولى من نوعها في العالم العربي، وجاءت نتيجة قرار المؤتمر العام لليونيسكو عام 2011 والذي نص على إقرار الثقافة كمحفز للتنمية المستدامة، وتوصيته باعتبار المناظر الحضرية التاريخية من أهم المعالم الثقافية المعبرة عن مظاهر تراث ثقافي أبدعته الأجيال المتعاقبة. واستضافت الورشة بين خبراء عملوا في مجال تطبيق توصيات المؤتمر العام لليونيسكو وممثلين عن وزارة الثقافة وبلدية المحرق ومركز الدراسات التاريخية في جامعة البحرين، حيث يعمل الجميع بروح فريق واحد لمناقشة الوضع الحضري والثقافي لمدينة المحرق من خلال جلسات داخلية تعززها 3 زيارات ميدانية لمعالم المحرق وزواياها والاطلاع على شبكة الطرقات والبنية التحتية كي لا تتوقف على رؤوس أقلام نظرية. الاهتمام بمدينة المحرق جاء لاعتبارها مركزاً تاريخياً للبحرين على مدى قرون، وملاءمتها لفلسفة برنامج مدن التراث العالمي لليونيسكو الذي يعنى بالاهتمام بالمدن الحاوية لعدد من مواقع التراث الغنية بالثقافة، حيث أدرج جزء من المدينة على قائمة التراث العالمي الإنساني عام 2012 من خلال تدشين طريق اللؤلؤ الممتد من قلعة بوماهر وصولاً إلى قلب المدينة التاريخية، ليعبر الطريق عن أهمية اقتصادية كبيرة لمدينة المحرق على مدى عصور سابقة.