صمد الفهد وهو أسرع حيوان في العالم في وجه الاضطرابات جميعها التي شهدتها الأرض منذ أربعة ملايين سنة، لكنه بات بسبب الإنسان على قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض، في ظل الانخفاض المتسارع الوتيرة لموطنه الحيوي.وتزيد المخاطـــر التي تهدد الحيــوان المعروف بسرعته ـ نحو 120 كم بالساعة ـ نظراً لصعوبة تكيفه مع المحميات الطبيعية حيث يتعرض للمنافسة من الحيوانات المفترسة الأخرى. وفي بداية القرن العشرين، كان إجمالي عدد الفهود في العالم يبلغ حوالي 100 ألف فهد تنتشر في أفريقيا برمتها والشرق الأوسط وإيران وبلدان آسيوية أخرى. أما اليوم فبالكاد بقي 10 آلاف فهد طليق في أفريقيا، وحوالي مئة حيوان من هذا النوع التابع لفصيلة السنوريات في إيران، وأكدت المنظمة غير الحكومية «بانثيرا» أن الفهد اندثر من 77% من أراضيه الطبيعية في أفريقيا وحدها.وقالت لوري ماركلا من صندوق حماية الفهود «سي سي سي» الذي يتخذ في ناميبيا مقراً له لوكالة فرانس برس «العائق الأساس في وجه صمود هذا النوع في الطبيعة هو تفتت موطنه وتراجع مساحته، فضلاً عن النزاعات الدائرة في البلدان». وفي حال لم تتخذ أي تدابير خاصة، يتوقع الخبراء انقراض هذا النوع في ثلاثينات الألفية الثانية.وخلافاً للفيل أو حيوان وحيد القرن اللذين هما أيضاً من الحيوانات المهددة بالانقراض، ليس الفهد عرضة للصيد غير الشرعي، لكنه يواجه صعوبات متزايدة في التأقلم مع الانخفاض المتواصل في مساحة البراري. وشرحت لوري ماركر أن «الفهود لا تتأقلم في المحميات الطبيعية، نظراً للمنافسة الشديدة من الحيوانات المفترسة الأخرى المنتشرة في المحميات»، مضيفة أن «أغلبية المحميات تعجز عن الحفاظ على معدل مقبول من هذه الحيوانات». والفهد هو أضعف الحيوانات المفترسة وتتغلب عليه دوماً الأسود والنمور الأثقل والأقوى والأكثر شراسة، وفي أفضل الأحوال، تسلبه هذه الحيوانات فرائسه قبل أن يلتهمها، وفي أسوأ الأحوال تقضي عليه. وتقدر نسبة الفهود التي تعيش خارج المناطق الطبيعية التي يديرها الإنسان في أفريقيا بـ90%، وهي بالتالي عرضة لرصاصات المزارعين الذين يدافعون عن مواشيهم. ومن المشاكل الأخرى التي تسرع وتيرة اندثار هذا النوع صلات القربة الطبيعية، ويظن العلماء أن إجمالي هذه الحيوانات انخفض انخفاضاً شديداً خلال العصر الجليدي الأخير منذ 10 آلاف سنة، ما أثر على التنوع الجيني لهذا النوع وأدى إلى تراجع مستوى خصوبته. ولتعزيز تمازج الجينات، تحتاج الفهود أكثر من غيرها من الأنواع إلى التنقل بحرية والانتقال من أرض لأخرى، وباتت هذه المهمة شاقة، في ظل تطور البنى التحتية في أفريقيا. ويدرك العلماء تمام الإدراك أن الأنواع المقسمة إلى فئات فرعية مهددة أكثر من غيرها بالانقراض السريع.وعلى المدى القصير، يكمن الحل الوحيد للحفاظ على الإرث الجيني للفهود في تربية هذا الحيوان في الأسر.ومنذ السبعينات، أبصر النور 800 فهد في مركز «آن فان دايك» الواقع في منطقة جوهانسبورغ والرائد في مجال التناسل في الأسر.
الإنسان يهدد الفهود بالزوال
24 أبريل 2013