بدأت التحصينات في مملكة البحرين في الأربعينات، حيث نفذت حملات واسعة النطاق لتعزيز المناعة ضد مرض الجدري، وفي الخمسينات كان اللقاح المستخدم ضد الدرن من أوائل اللقاحات التي استخدمت لمكافحة أمراض الطفولة وفي العقد ذاته تم إدخال اللقاح البكتيري الثلاثي ضد الخناق والسعال الديكي والكزاز، وتلى ذلك إدخال لقاح شلل الأطفال المعطل ومن ثم لقاح شلل الأطفال الفموي للوقاية من مرض شلل الأطفال. الأمر الذي أكد أن مملكة البحرين كانت ولاتزال من الدول السباقة في مجال إدخال اللقاحات.وجاءت البداية الفعلية لبرنامج التمنيع الموسع في البحرين عام 1981 وهدفت إلى تطعيم الأطفال في الأعمار المختلفة بالتحصينات الأساسية للوقاية من الأمراض المعدية مع وضع سياسات وخطط لخفض معدل الأمراض والوفيات.وأصبح هذا البرنامج من أنجح البرامج التي حققتها وزارة الصحة في مجال الطب الوقائي والصحة العامة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي. وقالت مديرة إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة د.خيرية موسى إن تلك النجاحات جاءت نتيجة تضافر جهود العاملين الصحيين في المواقع المختلفة التي تتضمن تقديم الخدمات ومراقبتها ووضع الخطط لتطويرها ومازالت هذه الإنجازات مستمرة في هذا البرنامج من خلال الدعم المتواصل للقيادات وصناع القرار في وزارة الصحة والعمل الدؤوب للعاملين في هذا البرنامج وفي الخدمات المتعلقة به.وأضافت «حرصاً من مملكة البحرين على التقليل من الأمراض المعدية بصفة عامة، خصوصاً، التي تتسبب في الوفيات وحيث إن مرض الحصبة هو أحد هذه الأمراض التي، تؤدي لحدوث فاشيات ومضاعفات صحية شديدة، تشمل الالتهاب الرئوي والإسهال والتهاب الدماغ والعمى، كما قد تؤدي إلى الوفاة، فقد تم إدخال لقاح الحصبة عام 1974 كجرعة أولى للأطفال عند عمر 9 أشهر». وأوضحت مديرة إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة، أن «المملكة أولت اهتماماً كبيراً بصحة المرأة والطفل، مضيفة أن لقاح الوقاية من مرض الحصبة الألمانية، أدخل إلى البحرين عام 1983 لإعطائه لطالبات المدارس عند عمر 10 سنوات وذلك قبل بلوغهن سن الإنجاب لخفض معدل إصابة المرأة الحامل بعدوى الحصبة الألمانية أثناء الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل». وأشارت إلى أن «المرأة، إذا لم تكن محصنة ضد المرض قد ينتج عنها عواقب خطيرة مثل الإجهاض التلقائي وإصابة المولود بعيوب خلقية تعرف بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية». وأضافت أنه تم في عام 1985، إدخال اللقاح الفيروسي الثلاثي للوقاية من مرض الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف في جدول التطعيمات الروتينية للأطفال كجرعة حصبة ثانية. وفي عام 1998 تم استبدال لقاح الحصبة المنفرد باللقاح الثلاثي المذكور وعلى أثر ذلك انخفضت حالات الحصبة في مملكة البحرين».وقالت إن مملكة البحرين تعد من دول إقليم شرق المتوسط السباقة للتخلص من مرض الحصبة حيث لم تسجل أي حالة مستوطنة بالمرض خلال الأعوام الثلاثة الماضية، بفضل الوعي المجتمعي والإقبال على أخذ اللقاحات والتقصي الوبائي، مشيرة إلى تجاوز معدلات التغطية بجرعتين من اللقاح الفيروسي للحصبة والحصبة الألمانية والنكاف إلى 98% خلال الأعوام السابقة، وعام 2012 تجاوزت 99%.وأشارت د.خيرية موسى إلى أن «الاهتمام بسلامة وفاعلية اللقاحات الهاجس المستمر لوزارة الصحة، مضيفة أن برنامج تقييم سلسلة التبريد لمراقبة حفظ اللقاحات في وحدات التطعيم، بدأ منذ عام 1996، وتم تطويره ليشمل إدارة اللقاحات ودقة المعلومات المتعلقة بالتطعيم في وحدات التطعيم الحكومية والخاصة».وتابعت «كما أسهم برنامج متابعة مضاعفات ما بعد التطعيم في الكشف المبكر والاستجابة المناسبة والسريعة لضمان سلامة وصحة الأفراد المستفيدين من خدمات التطعيم، مشيرة إلى أنه لم تسجل حالات لمضاعفات شديدة عقب التطعيم عام 2012 بل كانت جميع الحالات التي رصدت حالات بسيطة ومتوقعة متمثلة في احمرار في موضع الحقن وحمى أو طفح جلدي ولم تكن متعلقة بإدارة اللقاحات».وقالت إن: «لجنة التطعيمات الفنية، شكلت عام 2009 بقرار وزاري إلى جانب برنامج التمنيع الموسع، معتبرة إياه أحد الدعامات الأساسية، التي أسهمت بشكل فعال في جميع التطورات المتعلقة بإدخال التطعيمات وتوافرها لجميع الفئات العمرية والتأكد من جودتها وسلامتها باتباع التعليمات العالمية الخاصة بتخزينها، كما ساعدت في وضع الدلائل الإرشادية لتطعيمات بعض الفئات الخاصة في المجتمع».