طالب سفراء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية المندوبون الدائمون لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) المدير العام للوكالة بضرورة المبادرة بإرسال فريق فني متخصص لمعاينة المفاعل النووي الإيراني في بوشهر، والوقوف على الأضرار المحتملة والتأكد من سلامة المنشأة النووية الإيرانية في بوشهر.واجتمع سفراء دول مجلس التعاون، برئاسة المندوب الدائم لمملكة البحرين السفير د.يوسف بوجيري، مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، بمدينة فيينا، أول أمس لنقل الرسالة الجماعية المشتركة، التي تعرب عن القلق العميق الذي يساور دول الخليج العربية، من الأخطار المحدقة بمفاعل بوشهر النووي، وخاصة في أعقاب الزلزالين اللذين ضربا الأراضي الإيرانية مؤخراً، وكذلك من التأثيرات المحتملة لوقوع حوادث نووية على السكان والبيئة في المنطقة.وفي بداية اللقاء، استعرض المندوب الدائم مع المدير العام آفاق وآليات التعاون بين دول المجلس والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأعرب عن استعداد ودأب حكومات المجلس لمواصلة التعاون مع الوكالة، وفي كافة المجالات، من أجل تعزيز العمل المشترك بينهما، كما تطرق إلى العديد من المواضيع المتصلة بمهام الوكالة الدولية وذات الاهتمام المشترك.وتطرق المندوب الدائم إلى مضامين الرسالة المشتركة المقدمة للمدير العام للوكالة، والتي تضمنت الموقف الخليجي الموحد من مفاعل بوشهر النووي الإيراني، ومخاطره على منطقة الخليج برمتها، في ضوء الكوارث الطبيعية التي تعرضت لها المنطقة مؤخراً، وكذلك من احتمالية وقوع حوادث نووية مستقبلية مشابهة، كالتسربات الإشعاعية، التي ستلقي بضلالها على كافة أوجه الحياة الأساسية بالمنطقة، كالمياه والهواء والتربة، كما أعرب السادة السفراء عن قلقهم العميق حيال التطورات الأخيرة في مفاعل بوشهر النووي. وفي هذا المجال، فقد طالب السفراء المدير العام للوكالة وسكرتيريتها، بأخذ الرسالة المشتركة على محمل غاية في الجدية، والتعامل بشكل وثيق الصلة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية فيما يخص منشآتها النووية، وحثها على الالتزام بتطبيق أعلى معايير السلامة النووية في محطة بوشهر، والانضمام إلى اتفاقية السلامة النووية، واتخاذ كافة التدابير اللازمة للتأكد من فاعلية خطة التصدي لأي طارئ نووي محتمل.ودعا السفراء المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى ضرورة أن تبادر الوكالة بإرسال فريق فني متخصص لمعاينة المفاعل النووي الإيراني في بوشهر، والوقوف على الأضرار المحتملة والتأكد من سلامة المنشأة النووية الإيرانية في بوشهر، كما جاء في مطلب الأمين العام لدول مجلس التعاون خلال اجتماع المسؤولين والمختصين في اللجان الوطنية للطوارئ بدول مجلس التعاون، الذي عقد في مقر الأمانة بالرياض، بتاريخ 14 أبريل الحالي.ومن جهته، أعرب المدير العام للوكالة عن تفهمه التام لموقف دول مجلس التعاون من مخاطر مفاعل بوشهر النووي على المنطقة، مؤكداً استعداد الوكالة لفتح أبواب التعاون لجميع الدول الأعضاء لاستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، في كافة المجالات، وأن الوكالة الدولية مهتمة ومنشغلة، وبدرجة عالية، بالاهتمام للتطورات الأخيرة نتيجة الكوارث الطبيعية التي حصلت في المنطقة، وقربها من مفاعل بوشهر النووي الإيراني، وخاصة الزلزال الذي وقع بتاريخ 9 أبريل الحالي، والذي كان على مقربة من موقع المفاعل، وأن الوكالة حريصة على التعاطي مع هذا الموضوع المهم بشكل موضوعي وفني شفاف. وتتواصل بشكل مستمر مع السلطات الإيرانية للتأكد من سلامة منشآتها النووية لمواجهة هذه الحوادث، كما إنها على تواصل مستمر لحث السلطات الإيرانية على التعاون معها بشكل كامل، بما يبدد من التخوف الذي تكون لدى دول المنطقة بشكل خاص، والمجتمع الدولي. وعبر على أخذ الوكالة الدولية مضامين الرسالة المشتركة غاية في الجدية، وستتواصل مع دول مجلس التعاون في كل تطور جديد يتصل بهذا الموضوع المهم.وتقدم سفراء دول مجلس التعاون بالشكر الجزيل إلى المدير العام للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لاستضافتهم والاجتماع معهم، وإتاحة الفرصة لهم لإيصال رسالتهم المشتركة، التي تحمل موضوعاً يتصدر أجندة واهتمام سفراء دول المجلس لدى الوكالة، وعلى المعلومات والإيضاحات الهامة التي تقدم بها خلال هذا الاجتماع.