500 قتيل وجريح في 4 أيام واستهداف مساجد سنية ببغدادالأمم المتحدة: البلاد تتجه إلى المجهول.. والجيش يقتحم «سليمان بيك»عواصم - (وكالات): دخلت موجة العنف الدامي ضد قوات الأمن العراقية يومها الرابع وسط توتر مذهبي متصاعد بات يهدد بجر البلاد نحو اقتتال طائفي أكثر شراسة، في وقت استهدفت سلسلة هجمات 4 مساجد سنية في بغداد. وبعد يوم من تحذير رئيس الوزراء نوري المالكي من العودة إلى «الحرب الطائفية الأهلية»، في إشارة إلى النزاع المذهبي بين عامي 2006 و2008، اعتبر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر أن البلاد «تقف عند مفترق طرق». وقال في بيان شديد اللهجة إن العراق يتجه «نحو المجهول ما لم تتخذ إجراءات حاسمة وفورية وفعالة لوقف دوامة العنف من الانتشار»، داعياً قادة البلاد «إلى القيام بمبادرات شجاعة كالجلوس معاً». غير أن قادة العراق فشلوا مرة جديدة في الاجتماع على طاولة واحدة بعدما كان مقرراً أن يستضيف الوقفان السني والشيعي لقاءً جامعاً أمس، في محاولة لوأد «الفتنة» بين المذهبين. وقال نائب رئيس الوقف الشيعي سامي المسعودي «المشكلة أن الحكومة لبت الدعوة لكن الإخوة في المناطق الغربية لم يقبلوا أن يأتوا فبعض رجال الدين هناك قرروا التصعيد ورفض أي مبادرة». وتابع أن «الوقف السني طلب منا تأجيل الاجتماع لحين حل قضية الحضور من كل الأطراف». وتشهد المناطق التي تسكنها غالبية سنية وبينها محافظة الأنبار غرب البلاد هجمات مكثفة ضد قوات الأمن منذ الثلاثاء الماضي حين قتل 50 متظاهراً خلال اقتحام اعتصام سني معارض لرئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي في الحويجة غرب كركوك. وحصدت أعمال العنف المتفرقة أكثر من 200 قتيل وأكثر من 300 جريح على مدى الأيام الأربعة الماضية، ليرتفع معها عدد القتلى في شهر أبريل في العراق، الذي يشهد منذ غزوه عام 2003 هجمات يومية، إلى 412 قتلى. وقتل أمس 4 أشخاص وأصيب 36 في انفجار 4 عبوات ناسفة أمام 4 مساجد سنية غرب وشمال شرق بغداد، بحسب ما أفادت مصادر أمنية وطبية. والثلاثاء الماضي قتل 13 شخصاً في هجمات استهدفت مسجدين في الدورة جنوب بغداد وفي منطقة بعقوبة شمال العاصمة. كما قتل أمس أيضاً 7 مسلحين في هجمات استهدفت مناطق متفرقة جنوب مدينة كركوك شمال بغداد، بحسب ضابط رفيع المستوى في الجيش، كما قتل جندي وأصيب آخران قرب بيجي شمال بغداد، وقتل عنصر في قوات الصحوة جنوب كركوك. وانفجرت دراجة نارية أمس أمام مطعم شعبي في مدينة الصدر شرق بغداد ما أدى الى مقتل 5 أشخاص وإصابة 20 بجروح، ليرتفع إلى 202 عدد القتلى منذ الثلاثاء الماضي. وبدأت القوات العراقية دخول ناحية سليمان بيك شمال بغداد التي سيطر عليها مسلحون الأربعاء الماضي إثر معارك شرسة مع الجيش، وذلك بعد انسحاب هؤلاء المسلحين منها إثر وساطة. وأمهل الجيش العراقي المجموعات المسلحة 48 ساعة قبل بدء «تطهير» المنطقة. وفي تطور لافت، أعلن خطيب الجمعة في ساحة الاعتصام المعارض لرئيس الوزراء والمتواصل بالتوازي مع اعتصامات أخرى منذ نهاية العام الماضي، الشيخ حامد الكبيسي، عن تشكيل «جيش العزة والكرامة». وطالب المصلين أن يبايعوا «جيش العزة والكرامة في الأنبار الذي يتبنى الدفاع عن أهل السنة والجماعة في العراق»، حسب ما قال، ورد عليه آلاف المتظاهرين «الله اكبر .. نبايع نبايع». وأوضح «لقد انضمت إلى هذا الجيش جميع الفصائل المسلحة والاتحادية التي شاركت ولم تشارك في المصالحة الوطنية التي نظمتها الحكومة». ودعا العشائر إلى تقديم 100 متطوع من كل عشيرة لتشكيل هذا الجيش، مطالباً كذلك عناصر الجيش المنحل من أبناء محافظة الأنبار للانضمام إلى هذه الجماعة و»تدريب الشباب على الأسلحة وطرق القتال». وهتفت حشود المتظاهرين «الله اكبر .. حيا الله جيش العزة والكرامة».
العـراق نحـو حـرب طـائـفـيـة
27 أبريل 2013