عواصم - (وكالات): رفض رئيس حكومة المعارضة السورية غسان هيتو في خطاب ألقاه في أسطنبول أمس بعد ساعات على انتخابه، أي حوار مع نظام الرئيس بشار الأسد، فيما اتهمت دمشق مسلحي المعارضة باستخدام سلاح كيميائي شمال البلاد، وبينما أعلنت روسيا، حليفة دمشق، امتلاكها معلومات حول استخدام المعارضة المسلحة لسلاح كيميائي، أكدت واشنطن التي تدعم المعارضة أن الأخيرة لم تستخدم أي سلاح من هذا النوع.وأكدت آخر حصيلة رسمية سورية سقوط 31 قتيلاً وإصابة أكثر من 110، في سقوط «صاروخ يحمل مواد كيميائية» في منطقة خان العسل في ريف حلب الغربي.في المقابل، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «صاروخ أرض أرض» سقط على المنطقة مستهدفاً «تجمعاً للقوات النظامية»، ما تسبب بمقتل 16 منهم و10 مدنيين، دون أن يكون في إمكانه تحديد ما إذا كان يحمل مواد كيميائية أم لا.من جهته، قال هيتو «لا يمكن لأي قوة في العالم أن تفرض على شعبنا خيارات لا يرتضيها، ونؤكد لشعبنا السوري العظيم أن لا حوار مع النظام الأسدي». وانتخب هيتو فجر أمس في اجتماع للائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية المنعقد في إسطنبول رئيساً لحكومة مؤقتة تستقر في الأراضي الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة. ورداً على سؤال عما إذا كان إعلان هيتو يعني سقوط مبادرة رئيس الائتلاف المعارض أحمد معاذ الخطيب في شأن التحاور مع ممثلين عن النظام، قال الخطيب إن «النظام هو من أنهى المبادرة قبل أن يكون هناك رئيس حكومة». من جهة ثانية، تحدث هيتو عن العناوين الرئيسة التي ستسير عليها حكومته. وقال «ستبدأ الحكومة عملها من المناطق المحررة، وستمهد للشعب وبرعاية الائتلاف الطريق نحو المؤتمر الوطني العام بعد سقوط النظام وصولاً إلى انتخابات حرة شفافة تعبر عن تطلعات الشعب السوري». وقد رحبت واشنطن وباريس بانتخاب هيتو رئيساً لحكومة المعارضة. في المقابل، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن أسفها العميق لانتخاب رئيس حكومة للمعارضة. من جانب آخر، اتهم مسؤول أمريكي رفيع المستوى بغداد بغض النظر عن قيام إيران بإرسال تجهيزات عسكرية إلى سوريا عبر المجال الجوي العراقي بهدف دعم نظام الرئيس بشار الأسد.ودعا المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه العراق إلى تفتيتش الطائرات الإيرانية المتوجهة إلى سوريا، مشيراً إلى أن واشنطن «قدمت شكوى إلى كل أطراف الحكومة العراقية» حول النقص في إجراءات التفتيش.وقال «من المنطقي إيقاف الطائرات وتفتيشها. على الأقل، فليقوموا بذلك بطريقة قانونية وليختاروا الطائرات عشوائياً، علماً بأنهم يقومون بدل ذلك بغض النظر».وتابع «نحن واثقون، وقد أبلغناهم بذلك، بأنهم سيجدون أجهزة عسكرية وأسلحة وذخائر وأموراً مماثلة». من ناحية أخرى، صرح وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن استخدام المعارضة لسلاح كيميائي «تصعيد خطير» في مسار الأزمة في البلاد، مطالباً المجتمع الدولي بالادعاء على الدول التي سلحت المعارضة «بأسلحة محرمة دولياً».واتهم الإعلام الرسمي السوري «إرهابيين بإطلاق صاروخ يحتوي مواد كيماوية في منطقة خان العسل»، أسفر، بحسب آخر حصيلة رسمية عن مقتل 31 شخصاً بين مدنيين وعسكريين. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان استهداف «صاروخ أرض أرض لتجمع للقوات النظامية في خان العسل»، من دون أن يكون في إمكانه تحديد ما إذا كان يحمل مواد كيميائية أم لا. وحمل الزعبي حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان «المسؤولية القانونية والأخلاقية والإنسانية عن هذه الجريمة التي ارتكبها الإرهابيون في خان العسل».وبث التلفزيون السوري صوراً ظهرت فيها سيارات إسعاف تابعة لمنظمة الهلال الأحمر العربي السوري وهي تسعف الجرحى. ونفى متحدث باسم الجيش السوري الحر من إسطنبول استخدام مثل هذا الصاروخ، فيما أكد البيت الأبيض من واشنطن أنه لا يملك أي دليل على أن المعارضين السوريين استخدموا أسلحة كيميائية، محذراً حكومة الرئيس بشار الأسد من اللجوء إلى تلك الأسلحة.على صعيد آخر، ندد الرئيس اللبناني ميشال سليمان بالقصف الجوي السوري على أرض لبنانية، معتبراً إياه «انتهاكاً مرفوضاً للسيادة اللبنانية».ويعتبر هذا أول تأكيد رسمي لبناني لحصول الغارة التي استهدفت منطقة جرود عرسال شرق لبنان الحدودية مع سوريا. وقتل أمس 112 شخصاً في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، فيما قال المرصد السوري إن مقاتلي المعارضة استولوا على مركز للهجانة قريب من الحدود الأردنية وعلى مركز كتيبة دبابات في ريف درعا جنوب البلاد بعد انسحاب القوات النظامية منهما.