أكد المؤتمر العالمي الثاني لتعليم القرآن الكريم «المنهج النبوي في تعليم القرآن الكريم» في يومه الثالث، على أهمية بناء وتهيئة جيل الشباب على منهاج الوسطية، مشيراً إلى أن من شأن ذلك أن يخدم المجتمعات فكريّاً وميدانيّاً، ويحدّ من حالات التشنج التي تعانيها الشعوب والحكومات على حد سواء.وبين عميد الشؤون الأكاديمية والدراسات العليا بجامعة الكويت أ. د. حمود القشعان أن بناء الشخصية الفردية والمجتمعية على روح الوسطية والاعتدال سيوجد روح التعايش والتدافع لأجل سعادة البشرية»، لافتاً إلى أن ذلك هو»النداء الرباني والغاية التي جاء بها الإسلام».ونبه إلى أن المسلم مطالب في هذا الوقت باستيعاب الآخرين والحرص على حماية حقوقهم وحرياتهم ومعتقداتهم، مشدداً على أن «الإسلام دين عالمي غير إقليمي».من جانبه أكد عميد كلية القرآن الكريم للقراءات وعلومه بطنطا أ. د. سامي هلال أن التلقي والمشافهة هما الأصل الرصين والركن الركين في أخذ القرآن الكريم.وأوضح عناية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الشديدة بالتلقي السليم من جبريل عليه السلام، مستعرضاً جهود الصحابة رضوان الله عليهم في المحافظة على نقل النص القرآني أداءً مسموعاً كما تلقوه. لافتاً إلى أن إرسالهم رضوان الله عليهم القراء إلى الأمصار كان للحفاظ على حجية التلقي والمشافهة.وبين أن الاشتغال بالدراسات القرآنية من أعظم ما يفني فيه الإنسان عمره، مشيراً إلى جواز مواكبة تقنيات العصر الحديث في المساعدة على حفظ القرآن الكريم، مشترطاً في الوقت نفسه الرجوع إلى المشايخ الضابطين والأخذ من أفواههم. بدوره ذكر أستاذ علوم القرآن والتفسير د. أحمد شكري أن الأحاديث الكثيرة التي وردت عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المرغبة في تعلم القرآن الكريم وتعليمه كان لها أثر كبير في إقبال الصحابة الكرام على كتاب الله ينهلون منه معينه ويقضون أوقاتهم في مدارسته، ويحرصون غاية الحرص على التخلق بآدابه، ويلتزمون أحكامه، ويدعون غيرهم إليه بالحسنى، لافتاً إلى استمرار الأجيال من بعدهم على هذا الطريق في تعلم القرآن الكريم عبر القرون حتى وصلنا.ونوه شكري بالجهود التي بذلتها الأمة المسلمة على مدى القرون في خدمة الكتاب العزيز، مشيراً إلى أنه»لا يقاربها ما بذلته أي أمة من الأمم في خدمة كتابها».ودعا إلى التمسك بالقرآن الكريم، والمحافظة على تعلمه وتعليمه بالطريقة النبوية، والاستلهام من هديه ما فيه الخير والرشاد في الدنيا والآخرة، مؤكداً أنه الطريق المنجي مما يحيط بالمسلمين من المؤامرات والفتن والمحن.ومن ناحيته بين مستشار شؤون القرآن الكري بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف د. محمد عبدالكريم أن عناية الله سبحانه وتعالى بالقرآن الكريم واضحة للخلق أجمعين، لافتاً إلى أن أبرز الأمور التي ظهرت فيها تلك العناية الإلهية هي: حفظ القرآن الكريم من قبل الله تعالى، وجمعه له في صدر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومعارضة جبريل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالقرآن، وأمر الله سبحانه وتعالى بتحكيم كتابه.وأوضح أن عناية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالقرآن الكريم ظاهرة أيضاً، مشيراً إلى أن أبرز الأمور التي ظهرت فيها تلك العناية النبوية الشريفة هي: الأمر بكتابة القرآن الكريم وعدم كتابة الحديث، والحث على قراءته وبيان فـضلها، والحث على حفظه واستظهاره، وتعلمه وتعليمه، والأمر بتحسين الصوت به.ومن جهته، قال أ. د. عدنان زرزور إن توثيق النص القرآني مر بثلاث مراحل: مرحلة الحفظ والكتابة زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومرحلة الجمع في مصحف واحد أيام أبي بكر رضي الله عنه، ومرحلة نسخ المصاحف، أو كتابة عدد من النسخ أيام عثمان رضي الله عنه.وأوضح أن جمع القرآن الكريم الذي تم في عهد أبي بكر كان باقتراح وإصرار من عمر رضي الله عنهما، لافتاً إلى أن القرآن الذي تم نسخه في عهد عثمان إنما قام على تلاوته وقراءته علي رضي الله عنهما. وخلص إلى أن «مصحف عثمان ليس هو في الواقع وحقيقة الأمر مصحف عثمان وعلي فحسب، بل هو مصحف الخلفاء الراشدين وأئمة الإسلام والمسلمين.. وقد ضم بين دفتيه كتاب رب العالمين الذي نزل به الروح الأمين على قلب خاتم الأنبياء والمرسلين».بدوره أوضح أستاذ القراءات والحديث بجامعة الزّيتونة د. الهادي روشـو أنَّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يحفظ القرآن الكريم ويبلّغه حال تنزّله عليه، ويأمر بكتابته زيادة في التوثيق، ويأمر أصحابه بتعلمه وتعليمه مبيناً لهم فضل ذلك العمل الجليل، مشيراً إلى أن ذلك دفع الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم إلى التسابق في تعلّم القرآن الكريم وتعليمه لغيرهم.
«مؤتمر القرآن الكريم» يدعو لمنهاج الوسطية والاعتدال
30 أبريل 2013